تقرير : إكرامي بشير

يعتبر مسجد العباسي من أجمل مساجد مدينة رشيد الأثرية ، حيث يقع على شاطئ نهر النيل ويتميز بأن واجهته الشرقية بالطوب المنجور ، ويتوسطها المدخل الذي يقع داخل حجر بارز يرتفع عن الواجهة وتعلوه شرافات ، وتتوسط الحجرة حنية يتوجها عقد ثلاثي ، تتدلى منه ثلاثة عقود تنتهي بشموع مقلوبة معلقة بوتر خشبي ويزين توشحتي العقد وباطنه زخارف بالطوب المنجور.

ويضيف مؤرخ رشيد على حميد : بأن الباب الذى يحده مكسلتان فيعلوه عتب نقشت عليه كتابات بالخط النسخ البارز نصها ” أنشأ هذا المسجد المبارك الراجى من الله القبول بحر السيادة وكوكب فلك السعادة السيد محمد بك زاده سنة 1224 ه ” ويعلو العتب منور خرط به كتابات بالخط الكوفي الهندسي ” محمد رسول الله” وعلى جانبي المدخل توجد شبابيك تعلوها مناور وقندليات فيما عدا الشبابيك المطلة علي حجرة الضريح حيث لا توجد بها قندليات أما على اليمين بين شباكي الضريح فيوجد مقريض ملتصق بالجدار من أربع حطات يشبه مقرنصات المآذن ، أما الواجهات الثلاث الأخرى فيها شبابيك تعلوها مناور وقندليات ، وقد غطت هذه الواجهات بالملاط.

ويؤكد الآثرى الدكتور سعيد رخا مدير متحف رشيد الوطني: على أن المسجد يتكون من الداخل من ثلاث بلاطات بينها بائكتين ، والسقف من الخشب أما المحراب فهو عبارة عن حنية نصف دائرية يتوجها عقد مدبب يرتكز على عمودين رخاميين أما باطن العقد مزخزف بالخوصات التى تقوم على مرنصات ، وزينت كوشتا المحراب بزخازف الطوب المنجور والعناصر الهندسية بالجببس.

ويضيف الآثرى رخا : على وجود الضريح بالزاوية الشمالية الشرقية داخل غرفة تحمل قبة ترتكز على ضايا ثلاثية ذات خوصات ترتكز على أكتاف ( أنصاف خيزرانات ) حلزونية وبكل جانب من الجوانب الأربعة الأخرى عقد مدبب يرتكز على نصفي خيزرانة حلزونية والقبة من الخارج ذات خوصات أيضاً.

ويشدد ا.د. محمود درويش استاذ الآثار بالجامعات المصرية : أن عادة تغيير الحقائق كانت منتشرة في هذه الفترة ، حيث ذكر على عتب المسجد اسم منشئه محمد بك زاده الطبوزاده وتاريخ 1224ه / 1809م ، وليس أدل على ذلك من أن محمد بك الطبوزاده لم ينشئ هذا المسجد ، حيث ورد اسم هذا المسجد بالوثائق التى ترجع إلى القرن الثاني عشر الهجري ، فقد ورد بإحدى الوثائق المؤرخة فى 1187ه/ 1773م والتى تصف قطعة أرض قريبة من مسجد وضريح سيدى محمد العباسي عمت بركاته ، كما أن المنذئة تشبه تماماً منذئة مسجد احمد أغا دمقسيس 1114ه / 1702م ، وهى دليل آخر على ذلك أما العناصر التي ترجع إلى التاريخ المذكور بالنص فهى الشبابيك الخارجية وزخارف المدخل وزخارف مدخل الضريح والقبة وزخارف المحراب تجد تشابها واضحاً بين مسجد العباسي ومسجد أحمد أغا دمقسيس ، وعلى ذلك نستطيع إعادة تاريخ بناء مسجد محمد العباسي إلى النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري اعتماداً على مدى التشابه بين عناصره مع مسجد أحمد أغا دمقسيس 1114ه / 1702م ، وذكره بالوثائق ، وقد جددت به بعض العناصر في عام 1224 ه / 1809 م على يد محمد بك طبوزاده

أما نسب محمد العباسي ، فهو محمد ابو العباس بن محمد أبو العباس (فوه) بن عباس (,صا الحجر) بن محمد العباسي (المعلا بمكه) بن أحمد العباسي (كردفان) بن السيد عباس (المعلا) بن السيد محمد بن السيد عبد الله العباسي بن السيد على بن السيد محمد بن السيد إسماعيل بن السيد أحمد بن السيد محمد العباسي بن السيد فضل بن السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد على العباسي بن السيد محمد العباسي بن السيد عبد الله العباسي بن السيد فضل العباسي بن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم