الكابوس …… بقلم حسين الصاوى
علمت من زميلى الصحفى الكبير اسامة الكرم خبر القاء القبض على صديقى الاستاذ إبراهيم عارف رئيس تحريرجريدة البيان فى ذلك اليوم المشئوم بعد ربع ساعة تقريبا من الحادثة .. اصابنى الخبر برجفة سكنت قلبى واحتلتة طيلة يومان لم تذق عيناى فيهما طعم النوم حيث اسرعت باللحاق باستاذى حتى يتثنى لى معرفة حقيقة الامر وفى خلال ساعة وهى مسافة السكة وصلت لمقر الجريدة بالدقى وعرفت من المدير العام ملابسات الحادث كما عرفت من خلال الاتصالات المستمرة بصديقى محمد شبل وشريف حمادة ان الريس وهذا لقب رئيس التحرير تم ترحيلة من قسم شرطة الدقى الى مجمع النيابات بالتجمع الخامس بسبب خبر لثار ضجة لدى القضاء ولانى ايقنت ان الوقت لن يسعفنى شرعت فى استقلال تاكسى انقاذا للوقت ولاننى لا اجيد قيادة سيارتى ولاعلم لى بشوارع وطرق المحروسة ولا حتى اسماء شوارعها وطرقها المختصرة وسألنى السائق الى اين تود الذهاب فأجبتة بصوت مخنوق يحمل كثيرا من الحزن .. الى التجمع الخامس .. مجمع النيابات وتركت جسدى يستكين فى مقعدى والافكار تتخبط وتتسأل عن سر ذلك الهجوم المفاجىءعلى مقر الجريدة التى لم تكن تراعى الا الله وضمير محرريها فى نشر اخبارها وتحقيقاتها على مر ثلاث سنوات منذ صدورها والى الان … فاجائنى فونى باتصال اخرجنى من الرضوخ لسيل افكارى حيث وجدت الاتصال من زميلى شبل يخبرنى فية ان عربة الترحيلات لم ترسى فى مجمع المحاكم بالتجمع الخامس وانها فى طريقها مكتب النائب العام الجديد والذى شيدوة فى طريق مصر السويس اى بعد سور المخابرات وبعد مدينة الرحاب بمسافة ليست بعيدة وهنا طلبت من السائق ان يتوقف فاجاءة وسالتة بغتة اين نحن الان فاجاب السائق باستغراب نحن على وشك الدخول على مجمع النيابات شمال اخر الشارع قولت لة لا لا اذهب الى مبنى النائب العام الجديد بشارع التسعينى فى طريق الرحاب … صدمنى انة لا يعرف هذا المكان ولانى اصيرت ان يتصرف بأى شكل للوصول لمكتب النائب العام اضطر ان ينزل ويسأل المواطنين فى الشارع كل فترة حتى استطاع ان يصل بى الى هذا المبنى المشيد فى الصحراء كما رايتة .. كان الريس بالداخل ممنوع الدخول للمبنى وكانت هناك مجموعة لم تتعدى اصابع اليد فى انتظارة بالخارج وحين استقبلنى زميلى شبل سألتة فورا .. لية ؟ اية السبب ؟ ففاجانى بانة بسبب خبر نشر على موقع الجريدة الاليكترونى عن مقتل 6 وكلاء نيابة فى طريق مصر السويس .. لم يصدمنى الخبر لاننا قمنا بنشر ماهو اقوى وافظع من ذلك بل ماصدمنى ردة الفعل التى انتهجتها النيابة فى ذلك الامر … مرت ساعتان فى انتظار خروج الريس فى البحث والتشاور والتساؤل بعد ان جاء ممثل مجلس نقابة الصحفيين ومحامى النقابة وبعد عناء ومجادلات تم دخولهم لحضور التحقيق … ساعة اخرى ووجدنا عربة ترحيلات كبيرة تحمل الريس خارجة من المبنى وفى طريقها للعودة لقسم شرطة الدقى واسرعنا جميعا فى ركوب سيارتنا وسرنا كلا فى طريقة الى الدقى لنعرف مااسفرت عنة الاحداث وبعد وصولنا عرفنا انة سيقضى ليلتة هذة بالقسم لحين العرض على النيابة صباح اليوم التالى .. قضيت ليلتى هذة مستيقظا لم يراودنى النوم ولم اسعى لمراودتة حتى اتت السابعة ونصف فقمت باستيقاظ ا انور المدير المالى والزميل الصحفى جمال مهدى واجريت اتصالاتى بشريف حمادة مدير التحرير ومحمد شبل للاستعداد لرحلة العودة لمكتب النائب العام بالصحراء وبعدها خرجنا للاطمئنان على الريس بقسم الشرطة قبل ترحيلة .. بعد وصولنا لمقر القسم بساعة وجدناة خارجا بصحبة ظابط برتبة ملازم لتخليص اجراءات الترحيل ووجدتة متماسكا وبحالة جيدة رغم مرورة بتلك الليلة السوداء بالحجز … قليلا وركب سيارة الترحيلات التى ظننت على حسب علمى انها فى طريقها لمكتب النائب العام بالصحراء والذى يحتاج الوصول الية الاستعداد لرحلة سفر الا انى فوجئت باتصال تيلفونى منة شخصيا على تيلفونى يخبرنى فية انة فى طريقة لدار القضاء العالى بوسط البلد بالقاهرة فأطمئن قلبى حيث اننا نستطيع فعل اى شىء فى صالحة وبسرعة متناهية لقربنا ولملاصقة المحكمة بنقابة الصحفيين وبعد مرور مايقرب من نصف ساعة كنا جميعا فى دار القضاء العالى فى انتظار بدء التحقيق مع الريس وبحرب اعصاب استمرت اكثر من 10 ساعات تقريبا قضيناها بالمحكمة والوفود تتوافد من هنا وهناك وبعد معاناة وزهق وبكاء وتريس وملل وصبر وضجر خرج ابراهيم عارف فى الثامنة مساءا شديد البأس قويا ومبتسما فاطمئن الجميع علية واخدناة بالاحضان بعدا ان علمنا انة فى سبيلة للخروج بكفالة 10000 الاف جنية … لم يكن مال حينها اى قيمة تذكر فى سبيل الانتهاء والاستيقاظ من ذاك الكابوس الذى حاولات الاستياقظ منة برغم فنجلة عينياى ولم استطع … تم دفع الكفالة وخرج الينا الرئيس منتشيا ومبتسما كعادتة فى احلك المواقف وطلبت منة فى سعادة رغم وعيناى يغمرهما الدمع .. فلنذهب كلنا الان لمقر الجريدة وفعلا سرنا جميعا بصحبة الرئيس لمقر الجريدة والذى ليس ببعيد عن مقر قسم الشرطة والتهانى والسلامات تصاحبنا الى ان استقر بنا المطاف لجريدتنا الغراء وجلس الجميع الا حيث قررت قتل هذا الكابوس والانتصار علية بالضربة القاضية حين نظرت الى كل حائط وكل حجرة وكل كرسى والريس جالسا على مكتبة حينها ادركت انى قضيت على ذاك الكابوس فأسرعت الخطى ذاهبا لإلقاء جسدى وفكرى وكيانى وحياتى كلها على اول سرير قابلنى فى بيتى وسط اولادى بكل اشتياق …
مصرع شخصين وإصابة آخرين فى حادث إنقلاب تريلا بطريق طنطا كفر الزيات
5 فبراير 2025 - 3:32م
التعليقات