اخيرا افاقت الجامعة العربية كعادتها من ثباتها العميق واستيقظت من نومها الطويل لتعلن علي لسان امين الجامعة أحمد أبو الغيط أن الجامعة ترفض التدخلات الخارجية في ليبيا وعلى رأسها التدخل التركي،وربما يقف الامر عند هذا الحد وكفي دون اية اجراءات اخري علي الارض لتنفيذ هذا القرار العربي الجماعي، والسوال الذي يطرح نفسه الان وبقوة لماذا لاتذهب الجامعة العربية الي هناك في قلب العاصمة الليبية طرابلس او اي مدينة اخري وتجمع الفرقاء الليبيين وتعلمهم بقررات الجامعة لحل المشكلة الليبية، وأن العرب لن يسمحوا بدخول اية قوات خارجية الي ليبيا علي أن تكون قررات الجامعة حاسمة ولمصلحة الشعب الليبي ومستقبلة وصالح الامة العربية للابقاء علي البقية الباقية من كرامة هذه الامة،وعدم تعريضها للسقوط في براثن القوي الاستعمارية الخارجية التي عادت من جديد اشد شراسة واكثر خطورة علي ايدي امثال أردوغان وغيره من قوي الشر المتربصة بالبلدان العربية التي مزقتها الصراعات علي ايديهم ونتيجة لدسائسهم .
وللاسف بتواطيء بعض البلدان العربية ذاتها أن ما تطرحه الجامعة العربية يجب ان يكون حاسما نهائيا وملزما لكافة الاطراف الليبية ويمكن أن ينطلق من خمسة محاور أساسية وهما :-
اولا : عقد موتمر عربي موسع لروساء الدول العربية وروساء البرلمانات العربية باعتبارهم ممثلين لشعوبهم لتحديد الحل المناسب والخروج من المشكلة الليبية بكافة جوانبها.
ثانيا : تدعو الجامعة العربية لإجراء إنتخابات برلمانية عامة شاملة في ليبيا وتشكيل برلمان قادر علي تنصيب حكومة يرتضيها الشعب الليبي بكافة طوائفه، ويدعو لوضع دستور وطني جديد للبلاد يعالج كل مظاهر السلبية والصراع واتجاهاته.
ثالثا : إجراء انتخابات رئاسية لإختيار رئيسا جديدا لليبيا يتسم بالعتدال والنزاهة الوطنية وقوة الشخصية والوطنية ويمكن ان يرشح البرلمان الليبي اكثر من شخصية ليختار الشعب الليبي واحدا منها علي أن تكون الانتخابات تحت اشراف ورعاية الجامعة العربية وبرعاية دولية من الأتحاد الإفريقي والامم المتحدة
رابعا : تصدر الجامعة العربية قرارا فوريا علي مستوي روساء الدول لنزع كافة أسلحة الفصائل المسلحة علي تتولي قيادة عسكرية عربية يتفق عليها ملوك وروساء الدول وباشراف مباشر من الجامعة العربية قيادة الجيش الليبي ليكون تحت أمر وسيطرة الرئيس الجديد المنتخب في ليبيا وتعمل الدول العربية مجتمعة لدعم هذا الجيش وتسليحة لحماية الدولة الليبية من اية تدخلات خارجية وإحكام سيطرته علي البلاد وتوحيد طوائفها واجزاءها والمحافظة علي وحدتها .
خامسا : علي من يخالف تلك القررات الصادرة عن إجماع الدول العربية الممثلة في حكوماتها وبرلماناتها أن تحشد الدول العربية كافة قواتها العسكرية والسياسية لمحاربته والقضاء علية والقاء القبض علي قادته وتقديمهم للمحاكمة.
وقد يعتقد البعض أن هذا أمر مستحيل ولا يمكن تحقيقه علي أرض الواقع ولكن الامر قابل علي الاقل للنقاش،وعلي الجامعة العربية أن تبدا أولا بالدعوة لعقد اجتماع طاريء لروساء الدول أسوة بالموتمر الذي دعت له بعض الدول الاوربية ليعقد في برلين بشان المشكلة الليبية.
فليكن ولو لمرة واحدة دورا ايجابيا وموثرا للجامعة في محيطها العربي، وليكن ولو لمرة واحدة دورا لملوك ورؤساء العرب في وقف الصراع العربي الذي سيفتت الدول ويجعلها مطمعا لكثير من المتربصين من المتامرين في الداخل والخارج .
الأمر ليس مستحيلا كما يظن البعض ولكنه الفعل الذي يجب أن يكون الان وفورا دون تباطيء فهو الورقة الرابحة لتلعب الجامعة العربية دورا سوف يسجله التاريخ ولن تنساه الشعوب العربية علي مر الزمان.
أن هذا الأمر اذا ما تحقق وكتب له النجاح في حل المشكلة الليبية والخروج من تلك الازمة الصعبة يمكن أن يتم تعمميه لحل مشكلات عربية أخري صارت مزمنة وعصية وخطيرة في اليمن وسوريا والصومال وغيرها.
الشعوب العربية تبكي دما وتصرخ كل يوم الاف المرات ولسان حالها يقول وا اسلماه ..ياحكام العرب ويارجال العرب اليس فيكم عقبة بن نافع جديد اليس فيكم صلاح الدين فها هو الوقت قد حان أسرعوا يرحمكم الله قبل فوات الاوان.