يبقي الفن خير سلاح لمواجهة التطرف فقد حقق مسلسل “الاختيار 2” الذي يعرض حاليا نجاحا جماهيريا منقطع النظير، فمثل هذه النوعية من الأعمال التي يتعلق بها جمهور المشاهدين ويحرصون علي متابعتها تعكس حالة الحماس الوطني وحب الجماهير لامتها ووطنها وغيرتها علي دينها وبلادها.
إن مسلسل الاختيار عالج بحرفية عالية جانبا هاما من فكرة الإنتماء لهذا الوطن والمخاطر التي كانت تهدد أمن البلاد، وقدم صورة واضحة عن دسائس وتدابير الخونة في الداخل والخارج، كما أن تجسيد نجوم الفن من الممثلين لشخصيات الشهداء يعطي لهؤلاء الفنانين حماسا خاصا للإبداع وتقديم أفضل ما لديهم، فالفنان يشعر بالحماس الزائد والإحساس بالوطنية وتحمل المسئولية في بناء وعي الاجيال القادمة، بالاضافة الي توظيف الدراما في صياغة هذا الوعي المصري، وصناعة أجيال تملك شعورا جارفا لحب هذا الوطن.
فالتاريخ الدرامي لمثل هذه الاعمال الناجحة يسطر شكلا جديدا من الإبداع ويقدم رسالة تنويرية وقيمة وطنية، فيسلط الضوء علي الشهداء الذين ضحوا من اجل ان تظل الامة حرة ابية عصية علي الإنكسار، فكانوا امناءا علي هذا التراب واستحقوا بحق ان يكونوا رموزا وطنية للشجاعة والتضحية، لقد كشفوا وجه الإرهاب القبيح الذي يتخفي بالدين وصولا لأهداف خفية، إن اكثر انواع الإرهاب التي نواجهها في عصرنا الحالي هو ذلك النوع من الإرهاب الذي يتخفي بعباءة الدين ويعمل علي تشويه صورة الاسلام، لقد كانت هذه الاعمال الدرامية هي الحل الأمثل للرد علي هؤلاء المتأسلمين وكانت أداة فاعلة لمواجهة تلك الطائفة الضالة واقامة الحجة عليهم بالدليل القاطع وشرح مقاصد الدين للشباب الصغار ممن يتعرضون للتغرير بهم وإفساد صورة الدين في اذهانهم ،فضمن أهم مقاصد الإسلام وكل الأديان السماوية هو التأكيد علي معاني الانسانية والسلام والرحمة والدعوة الي الي الله بالموعظة الحسنه فالإسلام بريء من القتل وسفك الدماء و الافساد في الارض.
إن مسلسل الاختيار خاطب بوعي كل شرائح المجتمع العربي والمصري لكشف خوارج العصر من التيارات المتطرفة، فقد شوهوا صورة الدين وعاثوا في الارض الفساد، إنها نوعية من الدراما الواعية الرشيدة التي استطاعت إقامة الحجة والدليل علي الأفكار المغلوطة ومواجهتها بافكار واعية بالمنطق القرآني، وكشف وتفسيراتهم المشوهه لأحكام الدين، والترويع وقتل الأبرياء باسم الاسلام، فلا شك ان مثل هذه الاعمال الدرامية هي القوة الناعمة التي تساند دور الدولة ومؤسساتها الوطنية في حربها ضد التطرف، وتعمل علي تحجيم التنظيمات الارهابية التى اودت بحياة المئات من أبناء الوطن الذين لاذنب لهم سوي أنهم ينتمون الي جيش او شرطة بلادهم ويعملون علي حماية أمن بلادهم.
مسلسل “الاختيار 2” ليس مسلسلا عاديا بل هو حالة خاصة وابداعا متفردا يمثل توثيقا تاريخيا ودراميا لمرحلة هامة من تاريخ مصر، وعمر الوطن وشرحا وافيا لفهم كيف استطاعت أجهزة الدولة وسيادة القانون أن تقاوم دعاة الفتنة والقتل ممن يحاولون الوصول للحكم بأي ثمن حتي لو كان طريقهم هو نشر الفوضي والتخابر مع دولا اجنبية، ويبقي هذا المسلسل بجزئية علامة متميزة ودراما جريئة معبرة عن احداث وقعت في مصر، وكادت ان تعصف بمستقبل البلاد، إن هذا المسلسل يعد هو الشاهد والدليل علي وعي الشعب ويظل هو الفيصل بين الحق والباطل، ولسان حاله يقول إن مصر ستظل في حماية ورعاية ربها وسيظل جيشها في رباط الي يوم الدين.
التعليقات
الله ينور عليك
احسنت النشر اكثر من رائع
دمت ودام ابداعك
شابوه حسام 👏
سلمت يمينك وسلمت ا. حسام
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
سلمت يداك وسلمت استاذنا الفاضل
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
الله عليك
تحياتي وكل الاحترام
رائع ومبدع كاما تعودنا على كل مقالاتك المتميزة
سلمت يداك وسلمت