كتب – أسامة خليل
تسبب الحريق المدمر في جنوب كاليفورنيا في خسائر غير مسبوقة، حيث اجتاحت الحرائق مناطق عالية المخاطر مثل “باسيفيك باليسيدز”، مما أسفر عن تدمير واسع النطاق وتهجير أكثر من 180 ألف شخص. وبحسب تقرير حديث، تمثل هذه الكارثة أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تكشف عن هشاشة سوق التأمين في ولاية كاليفورنيا وتزيد من المخاوف بشأن تأثيرات التغير المناخي على الأضرار الاقتصادية.
حتى العاشر من يناير، قُدرت الخسائر المباشرة التي تسببت فيها هذه الحرائق بنحو 50 مليار دولار، مع توقع أن يتوافر التأمين لتغطية 20 مليار دولار فقط من هذه الأضرار. هذه الأرقام تجعل الحرائق من الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، مع تدمير جزء كبير من حي “باسيفيك باليسيدز”، حيث يبلغ متوسط أسعار المنازل فيه 4 ملايين دولار.
أما “حريق إيتون” في الشمال، فلا يزال يهدد مناطق أخرى، ما يعكس تأثير هذه الكارثة على مناطق متنوعة اقتصادية واجتماعية. الخسائر المحتملة تقدر بنحو 135 إلى 150 مليار دولار، في حين لم تكشف التأمينات عن تغطية كافية لهذه الأضرار.
فيما يخص سوق التأمين، فإن شركات التأمين الكبرى قد قلصت تواجدها في كاليفورنيا في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تعميق أزمة التأمين. شركات مثل “أولستيت” و”ستيت فارم” قد توقفت عن بيع أو ألغت بوليصات تأمينية في مناطق مثل “باسيفيك باليسيدز”، ما يترك العديد من أصحاب المنازل بلا تغطية تأمينية كافية.
هذه الحرائق تسلط الضوء على هشاشة النظم البيئية والاقتصادية، وضرورة إجراء إصلاحات عاجلة في السياسات البيئية وسوق التأمين للتعامل مع التحديات المتزايدة الناتجة عن التغير المناخي.
التعليقات