حادث مسجد الروضة و نهاية الارهاب زاوية رؤية صحيحة بقلم دكتور ياسر الشاعر
نعم الحادث مفجع و لهذا لا يحتاج لمقدمات للحديث عنه. أولاً عدد القتلى و المصابين المرتفع جداً, و مسرح الحادث, مسجد تقام فيه صلاة الجمعة التى هى العيد الأسبوعى للمسلمين يدل على أن ما حدث ليس عمل إرهابى بل هى حرب النفس الأخير. نعم الدماء كثيرة و لكن بنظرة أخرى للحدث سنجد أن هناك مكاسب عديدة رغم الحزن,
و هو المؤشر الأقوى لإندحار الأرهاب و تجفيف أغلب منابع تمويله للأتى: أولاً: الحادث أسقط اخر ورقة توت كان يختفى خلفها مدعى الإسلام اعوان المخابرات المعادية (داعش أو أياً كانت المسميات). قتل مصليين فى مسجد لا يمت للأسلام و بالتالى فقد اسقط الارهابيون القناع الذى كانوا يختفون خلفه و قدموا انفسهم بصورتهم الحقيقية بأنهم عملاء مخابرات دول تستهدف مصر و لا ينمون للإسلام. ثانياً: إستهداف مسجد الروضة فى هذه القرية تحديداً له مغزى و له دلالة واضحة, فكل أهل هذه القرية أبناء عمومة و من قبيلة واحد (قبيلة السواركة) و جميعهم ينتمون لإحدى الطرق الصوفية ( عدد الصوفيين فى مصر يتجاوز ال 18 مليون شخص), أى أنهم عادوا قطاع كبير و مؤثر سواء فى سيناء تحديداً أو فى مصر يشكل عام. ولهذا أظن أنه أن الأوان لأن يقف أبناء سيناء وقفة واحدة لبتر كل مدعى للدين تحت أى مسمى,
فإذا كانت قبيلة السواركة أستهدفت اليوم بداعى التصوف فباقى القبائل أصبحت مستهدفة تحت أى مبرر سيسوقه الإرهابيون. ثالثاً: ما حدث بإستهداف مدنيين صراحة يصلون الجمعة هو محاولة صبغ الداعشية على الحادث بتكرار ما كان يحدث فى العراق من قتل الشيعة و تفجير أضرحتهم و بالتالى مغازلة متشددى السنة لضخ تمويل جديد بعد أن توقفت قطر تقريبا عن ضخ أموالها مرغمة بسبب الحصار المصرى عليها (الحصار المخابراتى) و بالطبع تركيا لن تدفع ليرة واحدة بل هى سمسار إرهاب يتقاضى عمولات مقابل إمرار الأرهاببن عبر أراضيه أو أراضى أخرى لمخابراتهم موضع قدم فيها. هناك حادث تم منذ حوالى شهر أو أقل هو حادث السطو المسلح على أحد البنوك فى العريش,
و لم يلتفت أحد أنه كان نقلة نوعية فى طريقة و أسلوب الأرهابين و الذى عكس حاجتهم الشديدة و السريعة للاموال, أضف هذا الحادث لحادث مسجد الروضة ستجد أن الارهابين اصبحوا يعانون من ضغوط شديدة حتى عملياتهم ضد الجيش ستشتم فيها الفردية و العشوائية و انها تتم فقط لإثبات تواجد وهمى. رابعاً: تمشيط سيناء بالطائرات المقاتلة بعد تعاون قبائل سيناء, جعل تواجد أى شخص خارج عن القانون مستحيل. كلمة أخيرة: مصر دائماً تقدم شهداء بشكل دورى لن ينتهى و سيذهب الشهداء بإذن الله للجنة و هذه عقيدتنا كمصريين, فى المقابل سيذهب القتلة لنار جهنم و بئس المصير بإذن الله. مصر لا تموت و شرفاؤها لا يخشون الموت و لا المدافع.
د. ياسر حلمى الشاعر
التعليقات