محمد حمدى

وُلد جيم باتيسون في الأول من أكتوبر عام 1928 في مدينة ساسكاتون الكندية لأسرة فقيرة، ما دفعه للعمل في سن مبكرة لتغطية نفقات تعليمه. بدأ مشواره المهني بالعزف على آلة البوق في أماكن التخييم الصيفية، ثم انتقل للعمل في مجالات متنوعة مثل توزيع الصحف، قطف الفواكه، وحمل الحقائب، لكن جميعها كانت مؤقتة.

لاحقًا، عمل في محطة وقود ومحل لبيع الكعك، ثم اتجه إلى تنظيف السيارات المستعملة، وهو العمل الذي كان بداية نجاحه في مجال تجارة السيارات. تعلم باتيسون خلال تلك الفترة مهارات التواصل والإقناع، التي شكلت حجر الأساس في مسيرته المستقبلية.

بداية النجاح

بعد إنهاء دراسته الثانوية، التحق بجامعة كولومبيا لكنه سرعان ما تركها ليكرس وقته لتجارة السيارات، حيث أسس أول معرض له بفضل قرض بنكي بقيمة 40 ألف دولار كندي. استطاع إقناع شركة “جينرال موتورز” بالشراكة معه، وحصل على توكيل بيع طرازي “بونتياك” و”بويك”. خلال وقت قصير، أصبح أكبر بائع للسيارات المستعملة في غربي كندا.

تنويع الاستثمارات

لم يكتفِ باتيسون بتجارة السيارات، بل قرر شراء الشركات الناجحة في مختلف القطاعات. في عام 1965، استحوذ على إذاعة “سي جيه أو آر”، وتوسع لاحقًا ليشمل شركات تعمل في مجالات الإعلام، الدعاية، تجارة الجملة، المعدات الزراعية، وسلاسل المتاجر. على مدار مسيرته، امتلك أكثر من 200 شركة تعمل في 25 قطاعًا، بقيمة سوقية تجاوزت 8 مليارات دولار، ووظف نحو 45 ألف شخص في دول عدة.

إسهاماته المجتمعية

إلى جانب نجاحاته التجارية، اشتهر باتيسون بأعماله الخيرية، حيث تبرع بملايين الدولارات للمستشفيات والمؤسسات الخيرية، بما فيها مستشفى فانكوفر. حصل على وسام الاستحقاق الفخري في كندا، وحُظي بلقب “أكثر الشخصيات سخاءً في تاريخ كندا”، إذ يخصص 10% من أرباحه السنوية للأعمال الخيرية.

شغفه بالتميز

تنوعت استثمارات باتيسون لتشمل الرياضة، حيث اشترى فرقًا رياضية مثل “فانكوفر بليزرز” للهوكي، وتولى إدارة معرض فانكوفر العالمي عام 1986، الذي أصبح من أشهر المعارض الدولية تحت قيادته.

اليوم، يُعد جيم باتيسون رمزًا للإصرار والابتكار، وواحدًا من أبرز رجال الأعمال الذين تركوا بصمة لا تُنسى في عال

م المال والأعمال.