تقرير: إكرامي بشير
انتشرت الطواحين بمدينة رشيد لطحن الدقيق المعد للافران وألحقت بالمنازل أو أقيمت منفردة ، وقد كانت طواحين الأغنياء تعمل بواسطة الحيوانات ، وأما طواحين الفقراء فتعمل بواسطة سواعد الرجال ، ومن هذه الطواحين : الرحيان أو الطواعين ذات الأذرع ، وتتكون كل منها من شقين من الجوانب ، وقد قطع الشق الثاني للرحي بطريقة تجعل فى مركزها نوعاً من عجلة صغيرة ناتئة فى ثقب منفذ عند مركز الرحي المتحركة.
أما الطواحين التى تديرها الثيران ، حيث تشتمل على مسطاح مبلط بالحجر لتهوية القمح وقادوس لصب الحبوب وتوب خشبي لنخل الدقيق ومدارين أو مدار واحد كل منهما مكون من حجر مستدير به فتحة فى وسطه وأسفله قاعدة ثابتة ذات حافة لحجز الحجر الفارسي ، وفتحة لصب الدقيق ، والحجر العلوي مثبت من أسفل بعجلة صغيرة تتصل بدورها بعجلة كبيرة عبارة عن ترس من الخشب.
كما يبدو أنها كانت تدر على أصحابها دخلا كبيراً لا بأس به مما شجع بعض أصحابها على وفقها سواء كانت وفقاً خيريا على جهات البر والتقوى من مساجد وفقراء أو وفقاً اهليا على أنفسهم وذريتهم من بعدهم .
وقد ذكر فى وثيقة آثار رشيد أسماء بعض الطواحين طاحون رمضان الطحان وابن حلاوة الرشيدي وطاحون المعلم على الشرقاوى وطاحون وقف جعفر النورى .
ويوضح الآثرى جابر السحلى من الطواحين الباقية بمدينة رشيد طاحون أبو شاهين ومدرج بهيئة آثار رشيد برقم 30 والتى تؤلف مع منزلى الامصيلي وحسبية غزال مجموعة أثرية قيمة وترجع هذه الطاحون إلى النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري 18 ه ، يقع المدخل بالواجهة الشمالية حيث يغلق عليه باب من ضلفتين من الخشب ويعلوه شباك من الحديد ويؤدي المدخل الى دركاه سميت فى الوثيقة فسحة مفروشة بالبلاط بها مسطاح على يمين المدخل ، وتعلو المسطاح حجرة لإقامة الطحان يتم إليها الصعود إليها بسلم من المدار الغربي ، أما من اليسار فكان يوجد مسطاح آخر.
ويضيف الآثرى حسن الحديدى أن الطاحون ترجع إلى زمان بناء منزل حسبية غزال ، وذكر فى كتاب آثار رشيد أن منشئ منزل حسبية غزال هو نفسه منشئ منزل الامصيلي
وفيما يلي نص ما جاء عن طاحون أبي شاهين بوثيقة نفسية خاتون المعروفة بالشناوية بنت المرحوم السيد محمد شاهين المؤرخة فى 14 شوال 1839 م , ، كامل بناء الطاحون المعبر عنها بالمكان الكائن بحري الثغر بخط سوق السمك البحرى المعروفة سابقآ بالزربية المشتمل البناء المرقم بدلالة حجة التبليغ والإضافة والاستكمال الشرعية المسطرة من محكمة الثغر المؤرخة بخامس عشر ذى الحجة ختام سنة اثنين وعشرين ومائتين وألف على حوائط مستديرة وعلى منافع وحقوق.