الإثنين الموافق 14 - أبريل - 2025م

جولة بوتين للإمارات والسعودية .. اقتصادية أم هناك أهداف أخرى

جولة بوتين للإمارات والسعودية .. اقتصادية أم هناك أهداف أخرى

 

 

همام الطوخي

 

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ظهر الثلاثاء، إلى دولة الإمارات قادما من العاصمة السعودية الرياض، في زيارة رسمية، وكان في استقباله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وتأتي زيارة بوتين الثانية إلى الإمارات منذ العام 2007 في إطار الشراكة الاستراتيجية، التي وقّعها البلدان، خلال يونيو العام الماضي، لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف القطاعات الحيوية، كما تأتي في ظروف دقيقة تمر بها المنطقة العربية عموماً والخليج على وجه الخصوص.

 

الجولة تأتي بعد أربع سنوات على تدخل موسكو في سوريا التي حوّلتها إلى لاعب لا يمكن تجاوزه في حل قضايا المنطقة، كذلك في وقت تعاني فيه منطقة الشرق الأوسط من شروخات على مستويات عدة، لعل أبرزها التصعيد مع إيران وتفاقم الأوضاع في اليمن، وكانت زيارة بوتن للسعودية هي الأولى له منذ 12 عامًا.

 

ومن الواضح أن روسيا تسعى إلى تعزيز الاستثمارات المنحصرة في مجال البناء والتشييد لتضم قطاعات النفط والغاز والمنتجات الحلال، وذلك على أمل فتح العديد من النوافذ الاستثمارية الجديدة في أعقاب العقوبات الغربية المفروضة على البلاد من الغرب على خلفية عدد من الملفات منها ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، والحرب في الشرق الأوكراني، بجانب التدخل في الانتخابات الأمريكية 2016.

 

وأعلن بوتين، أن الجانبين الإماراتي والروسي قد وقعا على حزمة صفقات جديدة تصل قيمتها الإجمالية 1.4 مليار دولار، موضحاً أن الإمارات يمكن أن تعول على المساعدة الروسية في تطوير قطاع توليد الطاقة الذرية، إذ أن شركة “روس آتوم” الروسية الحكومية تعرض قدراتها وخبرتها الفريدة من نوعها إضافة إلى التكنولوجيا الحديثة المتناسبة مع أعلى المعايير، بما في ذلك في مجال الأمن.

 

وإذا لاحظنا أن جولة بوتين للسعودية والإمارات ليس هدفها إقتصادياص فقط، فقد تكون هناك أهداف روسية للتعاون العسكري، وتعي روسيا جيدًا حجم العلاقات العسكرية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ورغم ذلك لم تفقد الأمل في نيل قسط من كعكة المليارات التي تنفقها المملكة على الجانب التسليحي، وهو ما ألمح إليه الروس سريعًا بعد أيام من انهيار المظلة العسكرية لحماية الخليج مع الهجمات على منشأتين لأرامكو في السعودية منتصف الشهر الماضي.

 

وكان تصريح بوتين قبل وصوله إلى الإمارات للإعلام فيه بعض التلميحات، فقد قال: «لن أكشف سراً كبيراً إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعة نشاطنا على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، ونقوم بذلك لما له فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها».

 

الإمارات وروسيا بينهما الكثير لنقاشه في هذه الزيارة فمن منطقة عربية تضج بفوضى وإرهاب وغلو وتطرف أخذ إلى اطراد يبحث البلدان مواجهة هذه المفاهيم ليكونا مثالاً لدول أخرى لمواجهة هذه الأفكار والتحديات والعمل سوياً في المستقبل.

 

الدور الإقليمي الذي لعبه الروس خلال السنوات الأخيرة لا سيما في الملف السوري دفعه لأن يكون قبلة للعديد من القوى الإقليمية الساعية لتوسعة رقعة نفوذها في المنطقة، وكما كانت إيران صاحبة النصيب الأكبر من هذا التحالف فإن السعودية تسعى كذلك لإحداث حالة من التوازن مع موسكو خاصة في ظل توتير علاقاتها بين الحين والآخر مع إدارة الرئيس الأمريكي.

 

و هناك بعض الآراء السياسية التي ترى أن جولة الرئيس الروسي هدفها تعزيز حلمه في زعامة المنطقة بعد سنوات طويلة من الإقصاء، ورغم العقبات التي تواجهه لا سيما على المستوى الداخلي الذي يعاني من جراح غائرة في مناطق عدة، فإن هناك إرادة واضحة في سحب البساط تدريجيًا من تحت أقدام أمريكا، يساعده في ذلك سعي دول الخليج للبحث عن البديل المحتمل والجاهز للحليف الأمريكي.

 

كما أن روسيا بعد إعلانها من انتهاء الجزء الأكبر من عملياتها العسكرية، والتحول تدريجيًا إلى الحل السياسي، فإنها اليوم باتت في أمس الحاجة، لدعم دول الخليج من أجل ضخ عشرات مليارات الدولارات في مشاريع إعادة الإعمار المكلفة التي لا تستطيع تحمّلها مع حلفاء النظام السوري.

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81026345
تصميم وتطوير