كتب:- وليدعبداللطيف
عندما تقام الثورات من أجل تغيير واقع أليم يذهب ضحيته المئات إن لم يكن الآلاف من القتلى والجرحى . عندما يثور الشعب تتوحد أوجاعه وقوته وصرخاته في وجه الظلم، ولأن الصمت لا ينفع ولأن التمادي بالسرقة والفساد من قبل الحكّام يصل الى درجة الإختناق يثور الشعب من أجل التغيير لحياة أفضل..
الوطن العربي شهد في السنوات الأخيرة ثورات كثيرة في مختلف الأوطان العربيّة، لكل ثورة مطالبها بغض النظر ما هي تلك المطالَب. في هذه الأيام يشهد لبنان مظاهرات كثيرة من أجل الفساد السياسي القائم منذ سنوات في بلدي تحت شعار “طلعت_ريحتكم “البعض يعتبرها مظاهرات والبعض يعتبرها ثورة.
هدفي من كتابة هذا المقال ليس لتحديد ما اذا كان ما يحدث مظاهرة او ثورة ، ما دفعني للكتابة عن الموضوع هو التعليقات التي أقرأها على صفحات التواصل الإجتماعي من أغلبية الشباب المصري والمسيئة بشكل كبير الى اللبنانيات، لو لم أكن أعلم تاريخ مصر والعباقرة الذين ولدوا فيها لقلت انه بلد الجهل ، لو لم أكن أعرف أصدقاء من خيرة الناس وأطيبهم لشككت ان هذا البلد فيه طيبون، لو لم أكن أعشق كُتَّابها لقلت هذا البلد لم يسكنه المثقفون، لكني لحسن الحظ أعرف ما هي مصر وأعرف بأن فيها المثقفون والمتدينون والناس المحترمة التي تستنكر ما يكتبه الجهلة في تعليقاتهم . فنحن شعب يحترم الآخر كما هو ولا يحكم عليه ، نحن شعب نهشته الحروب الأهلية وكسرت ظهره خطف المساجين في السجون السورية الَّذِين حتى الساعة لا نعرف عنهم شيئاً، نحن شعب ماتت فيه الأمهات وهي تنتظر عودة أبنائها من السجون الإسرائيلية ، نحن شعب منذ وُلادته حمل قضية
. رغم كل ما عانيناه حاولنا ان نتعايش مع الألم فأصبح جزء من سعادتنا، اللبناني لا يعرف الإنكسار، إذا كُنتُم تحكمون على شعب من خلال بعض الفنانات فلماذا لا تتعرفون أكثر عليه من خلال تفكيره؟! لو فعلتم لندمتم على كل ما تقولون من تعليقات لا تمت للدين والأخلاق بصلة.
ما يحصل في الوطن العربي هو مخطط إسرائيلي وأميركي بامتياز كل شيء واضح، الوطن العربي ينزف والثورات قائمة وبعض الشبّان في مصر اللذين اقتحم الفراغ حياتهم يتصفحون مواقع التواصل الإجتماعي ليتابعوا أخبار ثورتنا لا من أجل الدعاء لنا بل من أجل التعرّض الى عِرْض اللبنانيين والسخرية منهم ومن وجعهم، نسوا انهم يوما كانوا في نفس الموقف ولم أقرأ في تلك الفترة تعليقاً واحدً من لبناني بحق أي مصري أو مصريّة.
لم ينعتوا شعباً بأكمله بصفات بذيئة. في النهاية كل ما يُكتب سوف يُسجل الى الأبد ولا شيء يلغيه. لماذا لا يكون مروركم على صفحات التواصل الإجتماعي راقٍ ومتحضّر يترك انطباعاً جميلاً عن بلدكم ؟لماذا تسبّون أهل وطنكم إذا اعترضوا على كلامكم وقالوا لكم ما تكتبونه لا يجوز؟ ماذا فعل اللبنانيون لكم لتسخروا من وجعهم وثورتهم لتتعرّضوا الى نسائهم عبر تعليقات أقل ما يقال عتها مقزّزة. يا أمة إقرأ.. إقرأوا !!! استيقظوا من غفلتكم وليس غفوتكم، تعلموا أن تحملوا الكتاب وتقرأوه !!! فالقراءة تدفعكم الى التفكير بشكل أرقى وتُهذّب عقولكم… وإذا عجزتم عن القراءة إعبدوا الله، وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢) أفلا تَتَّقُون ؟؟!!