على مر التاريخ وشاءت إرادة الله أن تكون مصر محفوظه بعنايته .. ومحروسة بكرمه .. حتى أن الخليل سيدنا إبراهيم حينما جاء لمصر .. أكرمها المولى عز وجل بأن يتزوج من إحدى بناتها والتي يقال انها احدى بنات النوبة .. وهي السيدة هاجر ..التي اصبحت هي أصل لشجرة العروبة .. حيث كان إبنها سيدنا اسماعيل هو اول من تحدث اللغة العربية بمفرداتها في القرآن .. لتكون مشيئة الرحمن ان جد العرب من أم مصرية .. حيث تزوج من قبائل يمنية كانت في طريقها لإحدى رحلاتها التجارية الى الشام فإستقروا بجوار بيت الله الحرام لتبدأ هذه المنطقة في إعمار وتأسيس العروبة ..
كم كانت السيدة هاجر .. تلك المصرية العظيمة .. المتوكلة على ربها .. صابرة كعادة مصر .. صامدة كتاريخ الاهرامات .. شامخه كإمتداد نيلها العظيم … كانت البراح الذي ليس له نهاية ..
من هي تلك المرأة التي تستكين لأمر ربها وإذن زوجها بأن يذبح إبنها .. من هي غير المصرية الأصيلة .. تلك التي قالت للعيون المتفجرة ” سم سم ” حتى تقف عن الفيضان تحت اقدام ابنها الرضيع .. تلك الكلمة النوبية التي تحولت في التاريخ فيما بعد الى ” زمزم ” .. مصر العظيمة تتحدث .. مصر الاصيلة في التاريخ قبل ان يفتح سجلاته ..
مصر ..
كان سيدنا اسماعيل النبي الذي وضع قواعد البيت مع ابيه الخليل .. هو جد العرب .. الذي خرج من نسله خير البشر والمرسلين .. إمام الانبياء والمتقين.. النبي الأمي الذي علم البشرية كل شيء .. الذي أنار بشمسه انسانية العالم ..
هل انتهى دور مصر ؟؟ هل توقفت ارادة الله ومشيئته ان تزيدها شرفا؟
كلا .. فكانت كلمات القران وعبيره تزيد مصر فخرا .. تلك الكلمات التي تحمل البشارة والوعد بأن تظل مصر دائما وابدا في امن وامان .. تلك الكلمات العظيمة التي اقسم فيها الله عز وجل بتينها وزيتونها بعد أن تجلى على طورها .. مصر العظيمة تتحدث .. مصر الاصيلة في عين التاريخ .. حتى ازدادت شرفا بأن يتزوج خير البرية من السيدة مارية بنت شمعون ابنة احد اثرياء مدينة المنيا العزيزة . بعد ان ارسلها المقوقس حاكم مصر مع شقيقتها سيرين رداً على رسالة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام .. كانت السيدة مارية والتي لقبت في اسلامنا الحنيف بالسيدة مارية القبطية هي التي أنجبت الابن الوحيد ” ابراهيم ” لسيدنا النبي ..
هل انتهى الفخر لمصر .. لا ولم ولن ينتهي .. فبعد الوعد الالهي لمصر بالامان .. وصى سيدنا النبي بمصر واهلها خير لانها في رباط الى يوم الدين وفيها رجال هم خير اجناد الارض …
لنا الفخر ان جدة العرب مصرية .. ووالدة ابن النبي مصرية ..
فهنا تكمن قوة مصر . ومصرية امهاتها .. فالمرأة المصرية منذ السيدة يوكابد والدة سيدنا موسى وقبلها السيدة هاجر ثم السيدة مارية .. كانت المرأة المصرية هي الفخر والاصل الطيب للشجرة الطيبة ..
إفخر إنك مصري .. لان مصر تاريخها ليس حروب وحدود .. مصر انبياء ورسالات من قبل الوجود .. وستظل بمشيئة ربها صامدة وباقية بقاء الخلود ..
مصروالأنبياء2
كانت المتوكلة العزيزة السيدة يوكابد والدة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام .. هي رمز تاريخي من رموز الامومة والتوكل على الله .. تلك المرأة التي سمعت نداء ربها وألقت رضيعها في النهر خوفا عليه من بطش الحاكم ..وصدقت وعد الذي لايخلف وعده بأنه سيرده لها ..تلك المرأة العظيمة التي اصبح قلبها خاويا خاليا من كل نبض ..لولا ان ربط الله على قلبها بصبره وسلوانه ..وبعاطفة الامومة طلبت من ابنتها مريم بنت عمرام .. الاخت الكبرى لسيدنا موسى .. ان تراقبه في طريقه عبر نيل مصر العظيم .. حتى انقذته احدى نساء قصر فرعون .. حتى ان هناك مقولات ان اسم النبي موسى ينقسم الى شقين ”
مو – سى ” وفي اللغة المصرية القديمة تعني الشخص الذي تم انقاذه من الماء .. حتى ان موسى رفض كل المرضعات فأعاده الله الى أمه مرة اخرى لتقر عينها به ..
المتوكلة العزيزة السيدة يوكابد هي بنت لاوي الابن الثالث لنبي الله يعقوب بن ابراهيم من زوجته السيدة ليا بنت لابان .. .. فعمها نبي الله يوسف .. وجدها نبي الله يعقوب .. واصلها يعود الى الخليل إبراهيم .. لكن النشأة والحياة في مصر .. فالتاريخ يسطر ويسجل في سجلاته كل لحظاته العطرة على تراب مصر الاصيل ..
لم يكن ابدااااا تاريخ مصر عبر الحدود ولا في حروب من أجل البقاء والوجود .. ولكن تاريخها في رسالات ربها واصطفائها بأن تكون مأمن لكن خائف وملاذ لكل هارب وحضن لكل مسكين …
ومقبرة لكل غازي …
تحية تقدير لكل سيدات مصر الابطال. الاحرار على مر التاريخ .. فمصر اذا كانت ام الدنيا … فسيداتها دائما فخر الدنيا وقوتها …
نموذج عظيم للتوكل والصبر جسدته العزيزة المتوكلة السيدة يوكابد .. حتى تضع حجر الاساس في قلوب كل ام مصرية .. حجر اساس للصبر والعزيمة والايمان بالله ..
تحيا مصر..