Site icon جريدة البيان

جمال شيحه : بعد 50 عاما علي وفاة “طه حسين” لازلنا نتلمس الطريق للمستقبل من أفكاره  

 

ايمان محمود 

 

أكد الاستاذ الدكتور جمال شيحه أن الجيل الحالي لديه تحد وجودي وليس تحدى تقدمي، هذا التحدي لا يحدث إلا كل عشرات السنين بسبب حالة الفوضى التى يمر بها العالم حاليا من أحداث متسارعة أثرت بشكل سلبي علي الامم والشعوب وبينها مصر.

 

قال فى اللقاء الثانى الذى نظمته مؤسسة جمال شيحه للتعيلم والثقافة والتنمية المستدامة فى اطار فعاليات البرنامج الثقافي ” طه حسين .. مشروعا للمستقبل وشارك فيه الكاتب الصحفي وائل لطفى رئيس تحرير صحيفة الدستور والاستاذ الدتور سامى نصار الخبير التربوى وعدد كبير من طلاب الجامعات المصرية ، ان عميد الادب العربي الدكتور طه حسين قصة تحد كبيرة لانه لم يستسلم لحالة الفقر التى نشأ فيها فضلا عن فقدانه البصر مبكرا ، ولم يكن مجرد فرد وانتهى ولكنه واجه التحدى فتحول لشخصية عالمية ومن أجل ذلك مازلنا نجد فيه الحل للمعادلة الصعبة لمشكلة المستقبل والرمز الذى يصلح بعد خمسين عاما من الوفاة مشروعا للمستقبل .

 

أضاف أنه منذ عام ونصف عندما ناقشنا فى مؤسسة جمال شيحه للتعليم والثقافة والتنمية المستدامة من أين نبدأ رحلة البحث عن حل لأزمة ومشكلة التعليم فى مصر وبحثنا عن رمز لمشروع مستقبل مصر فلم نجد إلا طه حسين ليكون أيقونة ذلك المشروع.

 

 

قال ان الاحتفال بالذكرى 50 لوفاة د.طه حسين لابد وان ندرك انه وضع اللبنات الاولي لمشروع مستقبل ونهضة مصر عندما نادى بأن يكون التعليم كالماء والهواء ، ذلك الهدف الذى مازلنا نحاول ان نصل اليه ونحن الان فى العام 2023 ، فما أحوجنا لان يكون التعليم للجميع وليس للاغنياء فقط .

 

 

اضاف ان الدكتور طه حسين اثناء توليه مستشار وزير التعليم فى الثلاثينيات عمل علي إلزامية التعليم الابتدائى وعندما عرضت عليه وزارة التعليم اشترط الموافقة اولا علي ان يكون التعليم الاعدادى مجانيا ، وهذا ما سارت عليه ثورة يوليو 1952 التى كرمته علي جهوده وهو الذى قال ان الثورة أكملت حلنه بديمقراطية التعليم.

 

 

اشار د.جمال شيحه إلي رؤية طه حسين ان تكون الجامعات جامعات حقيقية ومراكز للبحث لديها الحرية المطلقة فى البحث العلمى والفكر المفتوح ، هذه الرؤية تكفل لمصر إذا تحققت أن تتحول إلي دولة عظمى خلال عقد واحد من الزمان.

 

أكد أن التعليم يحتاج إلي قرار سياسي لكى تخرج مصر من كبوتها ، وكل مشاكل التعليم ما قبل الجامعى معروفة وحلولها موجودة وتحتاج فقط إلي قرار وهذا ما ندعو إليه من خلال التوعية ، فلسنا فى حاجة إلي عباقرة الاقتصاد ولكن فى حاجة لمن يضع التعليم رقم واحد فى خطط نهضة مصر ويضع له الميزانيات المناسبة.

 

قال الكاتب الصحفى وائل لطفى ان تبني مؤسسة جمال شيحه للتعليم والثقافة والتنمية المستدامة الاحتفال بمرور 50 عاما علي رحيل عميد الادب العربي طه حسين هى مبادرة نموذجية لما يتمتع به فى الوجدان الثقافى العربي بالكثير من الاهتمام من جانب المهتمين بالحالة الثقافية العربية التى أثارها عميد الادب العربي خلال حياته ولازالت مستمرة الفوران حتى الان وربما تستمر لمئات السنين فى المستقبل.

 

اضاف ان من يتأمل حياة طه حسين يجد فيها رسائل متعددة علي المستوى الانسانى والانجاز المعرفى ودين يطوق اعناق كل المصريين ، هذا الرجل الذى رفع شعار “مجانية التعليم” وهو أول من نبه النخبة الحاكمة لضرورة مجانية التعليم بجميع مراحله وصولا للتعليم الجامعى لكل المصريين .

 

اشار إلي وصايا الدكتور طه حسين تضمنت :

1- ان يكون التعليم إلزاميا ومجانيا لكل المصريين مع التأكيد علي ان الديمقراطية لا تتحقق إلا بالتعليم الحقيقي .

2- الانفتاح علي الغرب والاهتمام بالترجمة وكل ما يصل إليه الفكر الغربي .

3- الاهتمام بالتاريخ الاسلامى وكتابته ومراجعته من وجهة نظر حديثة .

4- أن يكون لدينا مدارس مصرية فى البلاد العربية مثلما لدينا مدارس انجليزية وفرنسية .

5- الاهتمام بالتعليم العالي وانشاء جامعات علي مستوى جامعة القاهرة.

 

قال الدكتور سامي نصار أن من يقرأ كتاب “مستقبل الثقافة” لطه حسين سيرى كيف أنه سبق عصره فهو يقودنا فى الكتاب إلي ثورة العلم والتكنولوجيا التى نراها تتدفق الان فى شكل الثورة الرابعة والخامسة التكنولوجية .

 

اضاف ان طه حسين أول من دافع عن مجانية التعليم مع نجيب الهلالي باشا رغم الصعاب التى واجهها الاثنان من أجل ان نصل إلأي ما نحت فيه الان رغم ما تعرضت له العمية التعليمية من تشوهات عديدة.

 

أوضح «حسن غزالي» مُنسق عام البرنامج الثقافي “طه حسين مشروعاً للمستقبل” أن اللقاءات الخاصة بالبرنامج ستستمر على مدار عام 2023 وسوف يشهد شهر فبراير الجاري عدد من اللقاءات والندوات وسيتم استضافة كبار المفكرين والكتاب لفتح مناقشة عملية حول رؤية الدكتور طه حسين للتطوير والتعرف عن قرب علي خطاب العميد، وكيف أنار فكر المصريين، وكيف كانت رسالته، وما القضايا التي تناولها.

Exit mobile version