الإثنين الموافق 07 - أبريل - 2025م

جمال جورج يكتب..ضرب الإرهاب فى الدرب الأحمر

جمال جورج يكتب..ضرب الإرهاب فى الدرب الأحمر

لا أستطيع تحميل الشرطة أى تقصير فى واقعة الدرب الأحمر الأخيرة والتى أودت بأرواح ٣ من الشهداء الذين كانوا يقومون بواجبهم وأقصى ما لديهم فى تتبع تحركات العنصر الإرهابي الخطير منذ محاولته الفاشلة مساء الجمعة فى تفجير محيط مسجد الإستقامة وتمكنوا وحتى هروبه إلى حى الجمالية للإختباء فى عقار بمنطقة الدرب الأحمر ..
الإرهابى الحسن عبد الله البالغ من العمر ٣٧ عاما إختار منطقة الدرب الأحمر تحديدا للإختباء فيها لعدة أسباب أهمها أنه سيكون بعيدا عن أعين الجهات الأمنية نظرا لكونها منطقة بسيطة وعشوائية وسكانها ليسوا على أفق ثقافى متسع بالشكل الذى يجعلهم للتدقيق فى الوافدين و المستأجرين الجدد بالإضافة إلى تواجد بعض افراد عائلته في الحى يعملون فى تجارة النحاس والصابون وهو ما يضع علامات إستفهام حول مدى علاقتهم به و مساعدتهم له فى تلك العملية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وهو أمر متروك للجهات المعنية وسلطات التحقيق كما أنه والمفاجأة الكبرى تبين أن والده الطبيب عبد الله العراقى كان يعمل في نفس عيادته بنفس المنطقة منذ سنوات طويلة قبل هجرته للولايات المتحدة الأمريكية.
بالفحص والتدقيق فى شخصية الإنتحارى لا يمكننا إرجاع ما فعله أو تجنيده من قبل الجماعات الإرهابية إلى ظروف معيشية سيئة أو حياة أليمة كان يمر بها ولكن الآرجح انه سقط وعن إقتناع فى شباك التطرف وتمكنت الجماعات من تدريبه وإعداد إعدادا جيدا للقيام بعمليات إرهابية مدوية خلال الفترة المقبلة وهو ما تجلى فى عدة نقاط هامة منها تحركاته السريعه وتنقله كن مكان لأخر وتمكنه من الهروب من الشرطة فى المرة الأولى التى حاول فيها نسف منطقة مسجد الإستقامة عبر دراجة سباق متطورة وهى تعد نقلة نوعية فى استراتيجيات الجماعات الإرهابية بعد أكتشاف وسائلهم المختلفة سواء سيارات أو ميكروباصات أو غيرها لتنفيذ عمليات إجرامية شديدة الدموية من خلال حشوها بقنابل سريعة الإشتعال والإنفجار تسب خسائر مهولة.
حرص الإرهابى تلك المرة على إرتداء قناع وإختار قناع طبي للحماية من الأتربة و الجراثيم و المتوفر فى كافة الصيدليات بعد معرفته بتتبع الأمن الوطنى لتحركاته وبذلك يستطيع التحرك دون إثارة الشك فى النفوس بسهولة.
فى لحظات الحرب تصمت كافة الألسنة لا حقوق إنسان ولا سلام ولا مهادنة مع الإرهاب.. ويفرض القدر وحده أبطالا حقيقيين يتسابقون إلى الخطر لحماية تراب الوطن من كل خائن و قاتل يسعى للعبث بمقدراته.. فلازال المشهد متجسدا أمامى لرجال الشرطة الذين هاجموا الإرهابي بكل شجاعة وبسالة ،تلك الشجاعة التى لا يشعر بعمقها سوى من يملك قلب وضمير حى ويعلم معنى كلمة وطن.. وأنا اعتبر أن الواقعة بأكملها بمثابة ردا بالغا و ضربا للإرهاب في مقتل.
الإرهابى الحسن فجر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه بمجرد سقوطه فى يد قوات الشرطة، لنبدأ من هنا بمواجهة أنفسنا آولا بأننا أمام نهج جديد يختلف عن السابق.. نهج لا يتطلب تغليظ التشريعات أو تغليظ العقوبات.. فلماذا يفيد ترهيب من باع نفسه وجسده وعقله للشيطان؟؟ نحتاج إلى إعادة بحث الأفكار المسمومة و مصادرها وكيفية وصولها إلى هؤلاء الشباب لنتمكن من محاربتها وتفنيدها و فضحها تدريجيا ومن هنا يأتى دور الأزهر الشريف و السادة أساتذة الجامعات و أصحاب الفكر و الإعلام لكى نتمكن بتحقيق نصرا تلو الأخر تجاه المتربصين بنا و يسعون لإسقاط الدولة.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80873493
تصميم وتطوير