مصطفى عمارة
في الوقت الذي انشغل فيه العالم بما يسمى بالحرب على الارهاب اقدمت الحكومة الاسرائيلية على اتخاذ قرار بتقسيم المسجد الاقصى في الوقت الذي واصل فيه الصهاينة اعتدائتهم على المسجد الاقصى في حماية الشرطة الاسرائيلية التي اقدمت لاول مرة منذ حرب عام 1967 على اقتحام المسجد الاقصى مدنسين باقدامهم القذرة مسرى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهكذا يعيد التاريخ نفسه فعقب هزيمة 67 اقدم احد المتطرفين اليهود على احراق المسجد الاقصى وقتها وقال جولذ مائير رئيسة وزراء اسرائيل وقتئذ انها شعرت في هذا اليوم بنهاية دولة اسرائيل إلا انها في اليوم التالي وبعد ردود العالمين العربي والاسلامي السلبية على تلك الجريمة بالاطمئنان لانه لا يوجد حاليا صلاح الدين اخر إلا ان ما زاد عليه تلك المرة ان المسلمين والعرب لم يفقدوا النخوة تجاه مقدساتهم فقط بل تفرغ بعضهم لقتال البعض الاخر متناسين عدوهم الحقيقي ففي مصر هناك صراع مرير بين السلطة والاخوان وفي اليمن هناك صراع بين الحوثيين والقبائل السنية وفي فلسطين صراع بين فتح وحماس وفي العراق صراع بين السنة والشيعة وفي سوريا صراع بين المعارضة والنظام وفي ليبيا صراع اخر مشابه واذا كان البعض يرى ان ما يحدث مؤامرة من القوى الكبرى واسرائيل لتفتيت العالم العربي فأننا للاسف شركاء في تلك المؤامرة بجهلنا وبعدنا عن الاسلام الحقيقي والذي يدعونا الى الاعتصام بحبل الله .
اننا وبعد تلك الاحداث التي لا تهدد فقط مقدساتنا بل تهدد وجودنا ذاته نحتاج الى وقفة مع النفس نقيم فيها الاخطاء التي وقعنا فيها طوال العقود الماضية والتي اوصلتنا الى هذا الحال ونعيد توحيد صفوفنا على اسس جديدة قوامها طاعة الله وإلا فان الاخطاء سوف تتكرر والنكبات سوف تصبح اشد قسوة فبالامس سقطت بغداد وغدا سوف تسقط دمشق وصنعاء والقاهرة فالمؤامرة كبيرة لا تحتمل مواجهتها التاجيل او التسويف فما يمكن اصلاحه اليوم قد يصعب اصلاحه غدا وصدق رسولنا الكريم حينما قال سوف ياتي يوم على امتي تتداعى عليكم الامم كما تتدعي الاكلة على قصعتها فقال الصحابة امن قلتنا يا رسول الله قالوا بل انت كثرة ولكنها كثرة كغثاء السيل وليس بعد كلام رسولنا الكريم قول يمكن ان يقال .
التعليقات