كتبت:ريهام الزيني
تحل علينا ذكرى عزيزة على قلب كل مواطن،وهي إنتصار ثورة الثلاثين من يونية،فأصبحت أيقونة التعبير عن إرادة الشعب،ونموذج للخلاص الغاضب من عدو لا مثيل له،عدو يحتضنك في العلن ويضع سكينا مسموما بظهرك في الخفاء.
فشهدت مصر أحداث لا حصر لها،بين مطالب الثورة الأساسية التي خرج من أجلها الشعب المصري،وبين ما تحقق منها وما لم يتحقق،إختلفنا جميعا وإتفقنا من أجل مستقبل هذا الوطن،فسقط مرسي وأعوانه وإنتهى مشروع إخوان بني صهيون للأبد،وتمت أول إنتخابات رئاسية حقيقية في مصر ليكون الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد المنتصر رئيسا لمصر بأمر الشعب .
وجاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتقلب كافة الموازين في المنطقة والعالم،جاءت من أجل إنقاذ وتحريره،لتكون نقطة الإنطلاق لإستعادة الهوية المصرية من قوي الشر،فكانت ثورة شعب إحتضنها الجيش ليبدأ مرحلة جديدة لإستعادة وطنه،ومكانته الإقليمية والدولية،لمستقبل واعد ينتظر مصر فى القريب العاجل .
قالوا عنها مؤامرة،ولكن الواقع أكد أنها مؤامرة بالفعل أنقذت مصر من نفق مظلم،إتهموا كل من شارك فيها بالخيانة،وصفوا الحشود الغفيرة التي خرجت فى شوراع مصر بأنها صناعة “فوتوشوب”،هكذا تعاملت قوي الشر مع ثورتنا العظيمة ومازالوا حتى يومنا هذا يحاولون تشويهها ويصفونها بالمؤامرة والإنقلاب.
والأهم من وجهة نظري،إستعادت الروح الوطنية لدي الشعب وشعوره بالكرامة في بلده لأول مرة منذ زمن بعيد،وأكدت أن مصر هي وطنا للجميع،وأن المستقبل سيكون أفضل إذا عملنا على أن تحقق أحلامنا .
وجاءت إستجابة لطبيعية وإرادة شعب رفض الخضوع لتهديدات من كل أعداء الوطن،وبتلاحم ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ،ﻗﻀوا علي أحلام قوي الشر،والإﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺍﻟمصريين ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ ﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ الطريق الصحيح،ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﺮﺑﺼﻴﻦ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ.
وما نادينا بيه من إصلاحات علي كل الأصعدة وأهمها الإصلاح السياسي والإقتصادي،ألا أن يتحقق بتغيرات سياسية كان أسهل بكثير من تحقيق إصلاحات إقتصادية،لأن التغييرات السياسية لا تحتاج إلا لقرار،أما الإصلاحات الإقتصادية فيحتاج إلى”العمل”،فلن تتحقق العدالة الإجتماعية،ولم يتم القضاء على الفساد،ولم يشعر المواطن بتحسن أحواله المعيشية الإ بالعمل،بالإضافة إلى الإنفلات الأمني والذي له تأثير كبير على عدم النهوض والإنتعاش الإقتصادي،فلم يأتي الإصلاح الإقتصادي بعد التغييرات السياسية فقط،ولم يشعر الشعب بأي جديد وولن يشعروا إلا “بالعمل” .
وعلينا ألا ننشغل فقط بالقصاص وبالمحاكمات وننسى أن الهدف الرئيسي الذي خرج من أجله الشعب،وضحى من أجله الشهداء هو مستقبل هذا الوطن وأن تكون مصر أفضل وأقوى.
ويجب أن نرتب أولوياتنا وأن نعمل على تحقيقها،أردنا رئيس وطني لتحقيق الإصلاح السياسي،والأن هو معنا فلا يبقي الإ العمل ثم العمل من أجل النهوض بالإقتصاد للشعب وللوطن وتشريعات للتقليل من الفساد،ومحاكمات عادلة لمن قتلوا شهدائنا ولمن ظلموا شعب مصر.
وستظل ثورة الثلاثين من يونيو،ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ مصر ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ بل والعالم بأسره،ستظل ﻣﺤﻔﻮﺭﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ،ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ “ﺇﺭﺍﺩﺓ شعب”،لتكون ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻮﻃﻦ،ﻭستظل ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻭﻗﻮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﺎسلة،فرﺳﻤﺖ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃعلن عنها ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ عبدالفتاح ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ.
ولا ننسي أنها غيرت من ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ الماسونية ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ،وكشفت حجم المؤامرات التي تحركه قوى خارجية تستهدف زعزعة أمن وإستقرار الوطن،ومحاولة دفعها إلى مصير مجهول ونفق مظلم الذى إنزلقت إليه بعض الدول العربية فى المنطقة.
ويؤكد صمود وتلاحم الشعب المصري وتحمله ضد قوى الشر والإرهاب والمؤامرات في هذة الفترة على قدرة المصريين في الصمود ومواجهة التحديات ومتطلبات التنمية والإصلاح الإقتصادى والإجتماعي .
وحتي لا ننسي،هناك حق من فقدوا حياتهم من أجل مستقبل وطن يبقي وشعب يعيش،بعد الإحتلال الذي تعرضت له مصر من إخوان بني صهيون وأعوانهم .
والحقيقة أن الإنجاز الإكبر لثورتنا العظيمة،ﻫﻮ الإﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻝ ﻗﺎﺋﺪ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ،مدرك ﺟﻴﺪﺍ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ والمخاطر والمخططات التي تحاك بالوطن .
نعم ﻧﺠﺤﺖ الثورة ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﻮﻳﺔ من الشعب ومؤسساته ﻓﻲ ﺗﺨﻄﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺭ الي مستقبل مشرق ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ،ﻭﻻﻳﻤﻜﻦ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺿﻤﻴﺮ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺪﺷﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻣﺼﺮ،رغم التحديات والصعوبات والأزمات التي تواجهها مصر،نعم نجحت الثورة في توفير ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ الإﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ،ﻭﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺷﻨﺖ .
لذلك أدعو جموع المصريين لوحدة الصف والتكاتف فى مواجهة قوي الشر والتخريب،من أجل العبور بمصرنا الحبيبة إلى بر الأمان،لتحقيق مزيد من الأمن والإستقرار،وﺃﻥ نتكاتف ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ مكتسبات الثورة،ﻭإﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﻮﺍﺭ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻫﻢ،ﻭﻫﻲ ﺛﻮﺭﺓ العلم و ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭالإﻧﺘﺎﺝ،من أجل رفعة وطننا العظيم وتحقيق التنمية الشاملة فى جميع المجالات”،و التحلى بروح ثورتنا العظيمة،ووضع مصلحة الوطن فوق كل إعتبار،وهي من أهم المبادئ التى يجب التمسك بها فى حربنا لإقتلاع وإستئصال جذور كل أشكال الإرهاب والتطرف والفساد .
إنها ثورة شعب ﻭقف ﺿﺪ الإرهاب و ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ،وقف حائط صد ضد المخططات الماسونية،وعلينا أن نستمر بمحاربة قوي العدوان والفساد،ولن نسكت عنه،فهناك من أصحاب الأصوات العالية الذين مازالوا يحاولون خلط الأوراق والتغطية على خيانتهم و فسادهم لإضعاف الدولة،ويجب علينا أن نتصدي لهم بكل قوة،ولن نسمح لهم،أو لغيرهم محاولة إسقاط الدولة،كما حاولوا من قبل.
لذلك ﻳﺠﺐ علينا الحفاظ علي مكتسبات ثورتنا،التي كانت ومازالت نقطة الإنطلاق لإستعادة مصر ﻭإﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﻮﺍﺭ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻫﻢ،ﻭﻫﻲ”ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍإﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ”،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ البناء والتنمية والتعمير والإستقرار ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﺘﻰ من حقها ﺃﻥ ﺗﺠﻨﻰ ﺛﻤﺎﺭ ﻋﻤﻠﻨﺎ الأن .
مصرنا الغالية مازالت تحتاج ﻣﻨﺎ ﺍﻹﺧﻼﺹ والعمل ﻣﻦ ﺃجل البناء والإستقرار لنا وللأﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺠﻨﻰ ﺛﻤﺎﺭ ﻋﻤﻠﻨﺎ الأن،وما زالت تنتظر منا مزيدا من العمل والإجتهاد للإرتقاء حتى تحتل مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب .
وإنني أثق بهذا الشعب الذي يؤكد يوما بعد يوم على نقائه ومعدنه وصلابة عوده،وأنه قادر بأمر الله على تخطى كل المراحل الصعبة فى سبيل إعادة وطنه ورفعته.
أيها الشعب الراقي..فكونوا ظهيرا لقائدكم وجيشكم العظيم هؤلاء يضحون بدمائهم وأرواحهم وبعرقهم وأهلهم عشان خاطرك وعشان تحيا مصر”.
التعليقات