الأحد الموافق 15 - ديسمبر - 2024م

ثواب الصوم

ثواب الصوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بقلم الشيخ / محمد الفخرانى

لقد شرع الله تعالى لخلقه ما تصح به نفوسهم وأبدانهم وما تستقيم به أخلاقهم وسلوكياتهم فما أراد الله تعالى بما يشرع لخلقه أن يشق عليهم فهو بهم رؤوف رحيم نلمح هذه الرحمة وتلك الشفقة في كل التشريعات الإسلامية فتشريع الله تعالي لخلقه في استطاعتهم جميعاً بل أقل من استطاعتهم بدليل أن الكثير من المسلمين لا يكتفون بما فرضه الله عليهم بل يزيدون من جنسه فالاستطاعة شرط في كل تكليف يجب علي المسلم الإتيان به ثم إن إلتزام المسلم بالتشريع الإسلامي لا يحقق لله تعالى كمالا ولا يدفع عن الله تعالى نقصا فالله تعالى غني عما سواه مفتقر إليه كل من عداه فثمرة التزام المنهج الإسلامي عائدة علي البشر قال تعالى

( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين )

وقال تعالي ( من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد )

وهذا الحديث الذي نحن بصدد دراسته واحد من الأحاديث التي نبه فيه النبي صلى الله عليه وسلم المسلم الصائم أن يحافظ على صومه فلا يضيع ثوابه بأرتكابه لما نهي الله تعالى عنه فليس الهدف من الصيام أن يحرم المسلم نفسه من الطعام والشراب وهذه أمور مباحة في غير وقت الصوم ثم يرتكب المعاصي والمحرمات المحرمة لذاتها في كل الأوقات لما تجلبه علي الفرد والمجتمع من شقاء وتعاسة وبذلك يعتاد المسلم فعل الطاعات والإبتعاد عن المعاصي والمحرمات فيخرج من شهر الصوم وقد الف الطاعات واعتادها وصارت محببة إلى نفسه وأصبحت المعاصي والمحرمات مهما كان فيها من أغراءات من أبغض الأشياء إليه بعد هذا التدريب المتواصل علي فعل الطاعات والتنزه عن المعاصي والمحرمات.

 

وبذلك يكون قد انتفع في خاصة نفسه من الصيام وعاد أثر ذلك علي المجتمع بأسره فليس للمسلم المراقب لربه الخائف منه الذي يرجو ثوابه ويخشى عقابه شر علي أحد علي الأطلاق وبهذا تتحول الطاعات إلي وسائل لتهذيب النفس وتقويم السلوك ويسمو المسلم بنفسه في سلم الكمالات فصيام شهر رمضان زاد يتزود به المسلم لبقية العام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

 

 

ثواب الصوم

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78516118
تصميم وتطوير