تقرير — حسن بخيت
ساعات قليلة ويأتي موعد دخول أبنائنا الطلاب لأداء إمتحانات الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي 2018/2019 لجميع مراحل التعليم ، ومع اقتراب موعد الإمتحانات ترتفع درجة الخوف عند الطلاب ، بل يصل الأمر لإرتفاع حالة التوتر عند معظم الأسر ، ويطرأ تغيير كبير على روتين الحياة اليومي الذي اعتاد عليه الأطفال كزيادة عدد ساعات المذاكرة ، وازدياد الدراسة ومراجعة الدروس في هذه الفترة بصورة مكثفة ، وخاصة مع بدء العد التنازلي ليوم الامتحان والذى لم يتبقي منه سوي ساعات فقط
ضغوط الوالدين
يحرص بعض الآباء والأمهات على تنظيم جدول دراسي قاسي ، ووفق خطة معينة ، لكن بعضهم يتفاجئ بنسيان أبنائهم للمعلومة التي حفظوها طوال العام قبل الامتحان مما يزيد من إرباك الوالدين ودفعهم لتوبيخ الطالب في بعض الأحيان ، وقد يجهل بعض الآباء والأمهات أن السبب في ذلك يكمن في كثير من الأحيان في خوف الطالب من خوض تجربة الامتحان والتى تختلف من طالب إلى آخر ، فمن الطلاب من يتملكهم الخوف بدرجة كبيرة جدا ، ويظهر تأثيرها بشكل سلبي في أدائهم الدراسي وقدرتهم على التركيز نتيجة الأجواء الأسرية الفوضوية والغير تربوية التي تتسم فيها بتغيير قوانينها وقواعدها من وقت إلى آخر مثل نظام الغذاء أو نظام أداء الصلوات خاصة وأننا نعيش أجواء روحانيات شهر رمضان الفضيل ، بالإضافة إلى تغيير أسلوب العقاب والثواب عند التعامل مع الطلاب ، كما يلعب الضغط على الطالب وتحميله فوق طاقته بأن يفرضوا عليه تقديرا علميا معينا دورا في حالة القلق والتوتر التى يصاب بها التلميذ، فينقلب الأمر سلبيا ، وينتج عنه فقدانه للكثير من الدرجات في الامتحان ، ولذا يجب على الأسرة توفير المناخ الجيد للمذاكرة بالكلمة الطيبة واستخدام عبارات التعزيز والتحفيز ليعود بنتائج إيجابية على تحصيل الطالب، كما أن دور الأسرة أكبر في ذلك المجال بعدم اتباع أساليب مثل الضرب أو الكلام الجارح مع الطالب، وإذا أخفق في الامتحان الأول يجب تشجيعه وتعزيز ثقته في قدراته ومهاراته، والقول إنه يستطيع أن يتجاوز عقبة جميع الاختبارات، وعندما يحصل على التفوق والدرجات العليا يجب أن نشجعه ونكافئه؛ مما يولد لديه دافعية نحو المثابرة والجد والاجتهاد في دراسته.
دور المدرسة
تدريب الطلاب على نماذج الأسئلة التي تأتي في الاختبارات ومعرفتهم بالمهارات المطلوبة، وتقييمهم على أساسها ورصد الجوانب التي يخفقون فيها، سيحل هذه الإشكالية، كما أن للمدرسة -ممثلة في الإخصائي الاجتماعي والنفسي وإدارة المدرسة والمعلمين – دورًا كبيرًا في تهيئة الطلاب نفسيا للاستعداد للاختبارات، وهو ما يؤثر على مستقبل الطالب في التحاقه بمؤسسات التعليم العالي أو تحديد مساره المهني، وما قد يترتب عليه عدم حصوله على مؤهل غير الدبلوم العام بعكس من واصل دراسته، وحصل على مؤهل مثل البكالوريوس أو الماجستير وربط ذلك بمتطلبات سوق العمل.
أسباب شعور الطالب بالقلق والتوتر:
1- تقصير الطالب في دراسته، مما يؤدي إلى تراكم المواد الدراسية عليه، وبالتالي الصعوبة في دراستها وحفظها.
2- ضعف وقلة ثقته بنفسه، والتفكير السلبي الذي يسيطر عليه.
3- قلق الأباء والأمهات المبالغ فيه، والاستهانة بقدرات أبنائهم.
4- التفكير السلبي للطالب بأنه قد نسي ما درسه قبل الامتحان، وقلة ثقته بقدراته العلمية.
لذلك وضع المعلمون والاختصاصيون مجموعة من الخطوات التي يمكن اتباعها للتخفيف من القلق والتوتر السابقين للامتحانات الدراسية، حتي يتمكن الطالب من تقديم أفضل ماعنده والحصول على درجات مرتفعة.
– أخذ قسطاً كافياً من النوم قبل الامتحان، مما يمنحك التركيز والهدوء.
– تناول وجبات الإفطار والسحور الصحية والمناسبة للصيام ، لتزويدك بالطاقة التي تلزمك للتفكير السليم قبل الامتحان، وتجنب المأكولات الدسمة في وجبة السحور ، وشرب قدر كافي من الماء طوال الليل .
– الابتعاد عن المشروبات الغنية بالمنبهات والكافيين بعد السحور .
– الحرص على أداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح لتخفيف التوتر والقلق.
– التوكل على الله، والذهاب للامتحان في وقت مبكر للتعود على جو الامتحان.
– تجنب الغش أو البحث عن الإجابات، لتجنب التشتت وفقد التركيز ونسيان الإجابات.
– التركيز على النقاط والعناوين الهامة قبل الامتحان وعدم إرباك نفسك بمراجعة المادة كلها.
– عند بدء الامتحان ضع ساعة أمامك حتى تقسم وقتك للإجابة على كل الأسئلة.
– أجب على الأسئلة الأسهل فالأصعب لتكتسب ثقة أكبر لتكمل الامتحان بشكل جيد.
– رفع الثقة بالنفس، والقة في قدراتك.
– الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة مشاعر التوتر والقلق، والنقاشات التي قد تؤثر على الروح المعنوية العالية قبل الامتحان.
– الابتعاد عن الدراسة والاستذكار قبل الدخول إلى الامتحان مباشرة، لتجنب حدوث أي إرباك أو تشتت.
– الالتزام التام بالمنهج الدراسي المقرر، وعدم التوسع في معلومات إضافية ليس لها داع.
واهم النصائح التى يجب ان تقدم للطالب قبل الامتحان:
1- اِعلم أن القلق والتوتر يقودانك للتشتت والنسيان والارتباك فحاول أن تجعل ثقتك بنفسك عالية .
2- لا تهمل أبداً طعامك المناسب والمشروبات الطبيعية أثناء الليل حتى لا تشعر بالجوع أو العطش أثناء اللجنة .
3- انتبه جيداً وبدقة لبرنامج الامتحان ومواعيد بدء امتحان كل مادة .
4- نظم نومك ليلة الامتحان ليكون ذهنك صافياً وعقلك منظماً وذاكرتك قادرة على التركيز، بعد مراجعة بسيطة للمادة التي ستُمتحن فيها في اليوم التالي .
5- تناول سحورك ، فهذا ضروري وسيزود المخ بالطاقة اللازمة للتفكير وستريح في نفس الوقت معدتك القلقة .
6- لا تبكر كثيراً في الذهاب إلى المؤسسة أو المركز الذي ستقدم فيه امتحانك ولا تتأخر حتى لا تعرّض نفسك للتشويش والارتباك وضياع الوقت.
7- تجنب مراجعة المادة قبل نصف ساعة من الامتحان ولا تناقش رفاقك في المادة التي ستمتحن فيها ولا تبحث أو تستقصي عن الأسئلة المتوقعة لأن ذلك يربكك ويشوش ذهنك وأفكارك .
8- خذ معك أقلاما وأدوات إضافية احتياطا .
9- التغذية: تجنب المأكولات الدسمة في وجبة السحور ، وتجنب الإكثار من القهوة والشاي: صحيح أنهما منبهان للجهاز العصبي لكن زيادة التنبيه هنا غير مطلوبة ويكفيك كوب واحد إن اضْطُررت إلى شرب أيٍّ منهما .
10-لا تترك صلاة الفجر ،فلا شيء أفضل من التقرب الى الله في تخفيض التوتر والقلق.
وهناك نصائح للطالب أمام ورقة الامتحان اهمها:
1- من المهم جدا أن تكون ورقة الإجابات مرتبة لأن ذلك يمنح انطباعا جيدا عند المصحح، على ألاَّ تضيع وقتاً كبيراً في تسطير وزخرفة ورقة الإجابة؛
2- اقرأ ورقة الأسئلة بسرعة ببصرك، ولا تتجاوز دقيقتين! الهدف من قراءتها هو بث روح الطمأنينة في نفسك وأنك إن شاء الله ستجد أن معظم الأسئلة في نطاق المتوقع، أمّا أن تجلس لقراءة كل سؤال وتفكر في إجابته فهذا يستغرق وقتا طويلا بلا جدوى؛
3- إحضار “ساعة” شيء أساسي في الامتحان وعليك أن تعطي لكل سؤال وقتا تقديرياً حسب الدرجة الممنوحة له؛
4- ابدأ بالإجابة عن الأسئلة السهلة؛ هذا سيؤدي إلى استرخائك وزيادة ثقتك بنفسك إضافة إلى أنك ستضمن منذ البداية درجات أكيدة؛
5- لا تتوقف طويلاً أمام سؤال لا تذكر إجابته، اترك فراغا مناسبا وضع بعض الكلمات الأساسية في الإجابة، ثم انتقل إلى السؤال التالي؛
6- اكتب بأسرع ما يمكنك ولكن بخط مقروء وواضح ومنسق .
7- إذا تذكرت إجابة سؤال كنت قد تجاوزته، فاترك السؤال الحالي بسرعة وعُد إلى السؤال المنسي، ولكن فقط لكي تضع الكلمات المفتاحية في إجابته بدون إكمال إجابته، وعُد مرة أخرى فورا للسؤال الذي كنت تجيب عنه، وبعد الانتهاء منه اذهب لتكملة السؤال المتروك؛
8- لا تجد حرجا في كتابة ما تفهمه بأية صيغة كانت، إذا لم تتذكر الصيغة التي كتبت بها المعلومة في الكتاب المعتمد؛
9- انس كل من حولك من الزملاء وما قد يحدث منهم من كلام أو ضوضاء وركز على ورقتي الأسئلة والإجابة فقط؛
10- لا تخف أو تقلق إذا رأيت زملاءك يكتبون وأنت لازلت تفكر في الإجابة، إجابتك بالتأكيد ستكون أكثر تركيزا ودقة منهم لأنك أمضيت وقتا أطول في التفكير وترتيب أفكارك مما سيجعلها تحوز الدرجات الأعلى؛
11- لا تنزعج إذا رأيت زملاءك قد قاموا وسلموا أوراق الإجابة وأنت لازلت تكتب فمعظم من ينهي الامتحان مبكرا لا تكون درجاته عالية وعليك أن تستغل ما بقي من الوقت في التفكير والإجابة لزيادة مجموعك من الدرجات؛
12- إذا انتابتك لحظات قلق أخرى أغمض عينيك – خذ نفسا عميقا – حافظ على الهواء داخل رئتيك قدر ما تستطيع، أخرجه ببطء. هذا التمرين البسيط يساعد على الاسترخاء والتركيز؛
13- اقرأ ورقة الأسئلة بدقة وبتأنٍّ أكثر من مرة حتى تتأكد من أنك فهمت المطلوب منك تماماً ولا تتسرع في الإجابة لأن المتسرع قد يغفل أو ينسى نقاطاً هامة – وهو يعرفها– من الإجابة المطلوبة؛
14- عليك أن تنتبه إلى أن الإجابات يجب أن تكون وَفق صيغة كل سؤال، فكل صيغة سؤال توحي بمضمون الإجابة وحجمها وطريقة عرضها ولا تنس مراعاة التنظيم إذا كانت الإجابة تفترض الترتيب أو التسلسل المنطقي؛
15- لا تنس وضع رقم السؤال الذي تريد الإجابة عنه على ورقة الامتحان؛
16- لا تقدم إجابتين مختلفتين للسؤال نفسه ظنًّا منك أن المصحح سيختار منهما الإجابة الصحيحة. بل احرص على كتابة إجابة منظمة الأفكار وواضحة لكل سؤال؛
17- أعد مرة أخرى وبتأن قراءة الأسئلة وإجاباتك عنها لتتأكد أنك لم تترك سؤالاً دون إجابة؛
18- ابتعد عن الغش، حتى لو كان متاحاً بدرجة أو بأخرى، وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا ”
وأخيرا نقدم رسالتنا للجميع ومضمونها:
أولا” : على الأسرة أن تتعامل مع فترة الاختبارات بطريقة سلسة وطبيعية بتوفير البيئة المناسبة للمذاكرة، مع السماح للطالب بأخذ فترات من الراحة حتى يجدد نشاطه.
ثانيا” نناشد جميع الأخوة المعلمين المراقبين داخل قاعات الإختبار ،على ضرورة مد الطلاب بالعبارات التعزيزية المحفزة ، وتوجيه النصائح الأولية لهم وتحفيزهم ، ولا تعرض نفسك الى الصياح والتهديد ، وحاول أن توفر الهدوء والجو المناسب للطلاب، مع الحفاظ على سير اللجنة طبقا للوائح والأنظمة وقوانين الإختبارات .
التعليقات