الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

ثغرات المطار..من الراقصة للحمار

ثغرات المطار..من الراقصة للحمار

بقلم – عماد عنان

المشهد الأول : لا ينكر عاقل أن الأسلوب الذي مارسته السيدة ياسمين النرش مع المقدم حازم فوزي بمطار القاهرة أسلوب رخيص لا يمت للأخلاق بصلة مهما كانت مبررات ودوافع ما قامت به السيدة..لكن من باب إحقاق الحق أن تعامل الضابط معها فاق مستوى التوقعات..كان منضبط النفس قوي الشكيمة متماسك الأعصاب..لم يتفوه بكلمة واحدة ضد السيدة المتطاولة عليه..الرجل طبق القانون بحذافيره وأكد أن صمته كان من باب الاحترام لبدلته وسمعة بلاده..جميل جدا ما فعله…والأجمل إشادات الإعلام لهذا السلوك المحترم…فالقانون هو من يجب أن ينتصر في نهاية الأمر..أما الرد والبلطجة والقتل والانتقام فليس من أخلاقيات القانون ومن ثم تسيء لسمعة مصر في الداخل والخارج…

المشهد الثانى : انطلاقا من المشهد الأول الذي أرسى قواعد الحفاظ على سمعة مصر وصورتها انتصرت روح القانون في التعامل مع ” الحمار ” الذي تسلل لمطار القاهرة، حيث قام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بنشر فيديو لحمار تائه داخل مطار القاهرة الدولي داخل ساحة الانتظار المخصصة للسيارات بصالة الوصول، وقد صرح مصدر أمني رفيع المستوى أن الحمار استغل ثغرة أمنية، وتسلل إلى المطار، وتخفى عن عناصر الأجهزة الأمنية المتعددة إلى أن وصل إلى صالة 3..ومع ذلك لم يجرؤ أحد أن يتعامل مع الحمار بقسوة..لان رجل الأمن في المقام الأول ” إنسان ” لديه حس ومشاعر ولا يمكنه مطلقا أن يؤذي حمار لمجرد جهله بالقانون… المشهد الثالث: داخل عربة ترحيلات أبو زعبل حيث حرق 37 متهما داخل العربة مع أنهم لم ” يقلعوا ” البنطلونات لمعالي الضابط ولم يكن هناك مبرر لعدم ضبط النفس ومع ذلك أطلق معاليه الخرطوش عليهم والمسيل للدموع حتى ماتوا جميعا…والبراءة بالفعل كانت نصيبهم ولا عزاء للقتلى…ثم تنتقل الكاميرا إلى ميدان طلعت حرب حيث مقتل شيماء الصباغ وهي تحمل بيديها ” وردة ” تطالب من خلالها بإلغاء قانون التظاهر..الضابط لم يضبط نفسه ولا أعصابه وما كان أمامه إلا أن قتلها…..إعلامنا المبجل يهلل ويطبل للشيء ونقيضه في نفس الوقت..يطبل لضبط النفس حتى لو كان مصاحبا لاهانة الضابط..ويهلل أيضا للقتل والسحل والحرق حتى ولو لم يكن هناك مبرر… في مصر لا يضبط رجال الشرطة أعصابهم إلا أمام سيدة منفلتة تمتلك جرأة خلع ملابسها في صالة المطار أو حمار يملك من الدهاء ما يكفي لصنع ثغرات أمنية.. على كلٍ أرى أن المجال العام في المطار أكثر انفتاحا وحرية وتحضر، فهل يمكن أن يمارس المعذبون في الأرض حرياتهم وحقوقهم أمام مطار القاهرة! بالتأكيد المكان الذي تصالح مع حمار وصنع له ثغرة أمنية للمرور، لن يبخل على متظاهر بثغرة أخرى أو إضراب العمال بثغرة ثالثة، وتلك البقعة الطيبة التي شهدت الضابط “ابن الناس الكويسين” وهو يتعامل برفق مع السيدة التي كادت أن تخلع ما تبقى من ملابسها معتدية عليه، بالتأكيد لن تضن علينا بضابط يتعامل بإنسانية مع متظاهر يحمل لافتة “عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية”.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79615422
تصميم وتطوير