عبدالعزيز محسن
تناولت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء عددا من الموضوعات التى تشغل الرأى العام، على رأسها توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لمجلس الوزراء بسرعة تحديث السكة الحديد وتطوير قصور الثقافة، وكذلك التعاون المصرى الإفريقى.
واهتمت “الأهرام والأخبار والجمهورية” بتوجيهات الرئيس السيسى بإنشاء محطة مركزية متكاملة الخدمات لسكك حديد الوجه القبلى بمنطقة بشتيل، وتنفيذ مشروع مترو أبو قير وترام الرمل لخدمة أهالى محافظة الإسكندرية، وبالاستمرار فى تنفيذ استراتيجية تحديث منظومة النقل فى مصر بشكل شامل وتعزيز قدرات هذا القطاع المحورى بصورة نوعية، خاصةً فى ضوء تأثيره المباشر على الحياة اليومية للمواطنين، ولارتباطه الوثيق بعملية التنمية المستدامة التى تشهدها الدولة، وتعزيز الاستثمار والنمو الاقتصادى، وذلك باعتباره مكوناً جوهرياً للنهوض بالبنية الأساسية.
وأبرزت كذلك توجيه الرئيس السيسى خلال الاجتماع مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير، وزير النقل بسرعة الانتهاء من التعاقدات مع الشركات العالمية الموردة للقطارات والجرارات الجديدة لتحقيق التحديث المنشود فى منظومة مرفق السكك الحديدية.
وأشارت الصحف إلى تصريح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، والذى أكد خلاله بأن الاجتماع تناول استعراض الموقف التنفيذى للمشروعات الحالية لوزارة النقل، وعلى رأسها مشروع تطوير شبكة السكك الحديدية، فضلاً عن المشروع القومى للطرق والمحاور على مستوى الجمهورية.
وأوضح المتحدث الرسمى أن وزير النقل عرض خلال الاجتماع الموقف التنفيذى والتعاقدى بالنسبة لتطوير أسطول الوحدات المتحركة على السكك الحديدية بما تشمله من جرارات وعربات جديدة، وتجديد وصيانة السكك الحديدية، ورفع كفاءة الورش التابعة لهيئة السكة الحديد، وتطوير محطات السكك الحديدية على مستوى الجمهورية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن وزير النقل استعرض تطورات العمل فى مشروعات شبكة الطرق والكبارى الجديدة بمختلف المحافظات، سواء بمد محاور جديدة أو رفع كفاءة المحاور القائمة بالفعل وفقاً لأعلى المعايير الفنية، بما فى ذلك المشروع المتكامل لصيانة وتوسيع الطريق الدائرى المحيط بالقاهرة الكبرى بطول 100 كم، خاصةً الوصلات المزدحمة به والتركيز على التقاطعات العرضية مع المحاور الأخرى، وكذلك تحديث وتطوير كافة مشتملاته المرورية من الكبارى والأنفاق وشبكات الإنارة واللوحات الإرشادية ومناطق الخدمات والنظافة ومواقف المواصلات العامة على امتداد الطريق.
كما عرض وزير النقل جهود رفع كفاءة الطريق الساحلى من سيدى عبد الرحمن إلى السلوم، ومنطقة مريوط والنطاق الجغرافى المحيط بها، بالإضافة إلى تطوير الطرق الرئيسية المؤدية من محافظتى المنوفية والدقهلية إلى القاهرة، وكذا بعض مشروعات الوزارة فى نطاق مدينة المنصورة.
وفى ذات السياق، اهتمت الصحف كذلك باجتماع الرئيس السيسى مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، حيث وجه بإعادة تأهيل قصور الثقافة على مستوى الجمهورية لتمكينها من تحقيق الأهداف المرجوة منها من ناحية نشر التوعية وتعليم الفنون للنشء والتكامل مع العملية التعليمية القائمة وتحصين الشباب ضد الأفكار المتطرفة.
وأشارت إلى تصريح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول استعراض مجمل استراتيجية الوزارة ومحاور عملها وخططها المستقبلية، حيث أكد الرئيس السيسى أهمية دور الوزارة فى سبيل تحقيق رسالة نشر الثقافة والفنون وترسيخ الهوية المصرية وتعزيز القيم الإيجابية داخل المجتمع، موجهاً بالعمل على تطوير المحتوى الثقافى والفنى من خلال التواصل المباشر مع المواطنين، وكذا ايصال الرسالة الثقافية إلى القرى والنجوع والمناطق الحدودية، بما يسهم بالإيجاب فى استراتيجية الدولة الشاملة لبناء الإنسان المصرى معرفياً وثقافياً.
وأوضح المتحدث الرسمى أن وزيرة الثقافة عرضت خلال الاجتماع جهود الوزارة للتحول الرقمى فى إطار التحديث الشامل للدولة، وإعادة هيكلة الجهاز المركزى للوزارة والمجلس الأعلى للثقافة، فضلاً عن برامج تطوير المؤسسات الثقافية على مستوى الجمهورية، بما فيها منظومة القصور الثقافية وخطة الوزارة للاستفادة القصوى منها وحسن إدارتها.
كما استعرضت الدكتورة إيناس عبد الدايم أنشطة الوزارة للارتقاء بالذوق العام ومكافحة التطرف الفكرى بالاشتراك مع مؤسسات الدولة المعنية فى هذا الصدد، بالإضافة إلى جهود تحقيق “العدالة الثقافية” على مستوى الدولة من خلال مد أنشطة الوزارة للمناطق الحدودية والنائية عبر القوافل الثقافية، بما فيها المكتبات والمسارح المتنقلة، مثل مسرح “المواجهة والتجوال” الذى يجوب الجمهورية لتقديم العروض المسرحية المتنوعة بالمجان.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الاجتماع شهد كذلك استعراض مشروع وزارة الثقافة لتنمية الموهوبين والمبدعين من خلال برنامج “ابدأ حلمك”، فضلاً عن جهود تعظيم القوى الناعمة لمصر من خلال الريادة الثقافية، إلى جانب حماية وتعزيز وتوثيق التراث الثقافى وتكريم المبدعين فى المجالات الثقافية المختلفة، والمشاركة فى إطار المبادرة الرئاسية “صنايعية مصر” لصقل جيل جديد قادر على تطوير الحرف اليدوية التقليدية، بالإضافة إلى تنظيم والمشاركة فى مجموعة من الفعاليات الدولية المتنوعة داخل وخارج مصر، لا سيما “من خلال أنشطة العام الثقافى المصرى الروسى انطلاقاً من عام 2020.
وفى متابعة للموقف المصرى تجاه القضايا الإقليمية، أبرزت الصحف كلمة وزير الخارجية سامح شكرى بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوى للمجلس المصرى للشئون الخارجية، حيث أكد على ضرورة الالتزام بسيادة واستقلال وتكامل أراضى الدول العربية ووحدة ترابها الوطنى، ووقف التدخلات الخارجية التى تسعى للتأثير على إرادتها، والتوصل إلى تسوية سياسية لأية مشكلات إما طبقاً للقرارات الدولية ذات الصلة أو للرؤى الوطنية الداعمة للشرعية النابعة من الشعوب، وللمؤسسات الوطنية التى تحافظ على كيان الدولة.
ولفتت إلى تصريح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الوزير شكرى استهل كلمته بالإعراب عن تقديره للدعوة لإلقاء كلمة أمام المؤتمر السنوى للمجلس، والذى يوافق هذا العام مرور عشرين عاماً على إنشائه، معرباً عن تطلعه إلى أن تشهد السنوات القادمة من عمر المجلس مزيداً من التطور فى عمله والحيوية فى إسهاماته، لاسيما على صعيد إصدار الدراسات والبحوث الرصينة للتفاعل مع الجهات المناظرة من مراكز الفكر والبحث فى العالم، ولشرح الموضوعات ذات الأولوية بالنسبة لسياسة مصر الخارجية.
وأضاف حافظ أن الوزير شكرى استعرض خلال كلمته أهداف مصر الوطنية، موضحاً أن الهدف الاستراتيجى الأول فى برنامج عمل الحكومة المصرية قد تمثل فى حماية الأمن القومى وسياسة مصر الخارجية، اتساقاً مع التكليف الرئاسى بالانتقال من مرحلة تثبيت الدولة، والحفاظ على المكتسبات التى تحققت، إلى مرحلة جنى الثمار.
وفى هذا السياق، أشار شكرى إلى أن مصر، باعتبارها قوة إقليمية ، تعمل لتحقيق المصالح المشتركة لشعوب المنطقة، بل وتدافع عنها إذا استدعت الحاجة، حيث أكد أن مصر تولى أهمية خاصة لاحترام مبادئ القانون الدولى، وتحرص أيضاً على تعزيز دور وفاعلية المنظمات الدولية والإقليمية متعددة الأطراف لتحقيق واستدامة المصالح المشتركة، مع أهمية أن تظل الدولة الوطنية، واحترام سيادتها، حجر الأساس فى بناء النظام الدولى .
وعلى جانب أخر، استعرض الوزير شكرى المقاربة المصرية الشاملة التى تبنتها مصر لمواجهة الإرهاب، والتى تشمل، بالإضافة إلى الجوانب الأمنية، الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتنموية، بهدف مضاعفة النتائج وتعميق الآثار الإيجابية .
كما شدد وزير الخارجية على ضرورة عدم التغاضى عن توفير بعض الدول الدعم والملاذ الآمن ومنابر الدعاية للإرهابيين، بل وقنوات الإمداد بالتمويل وبالعتاد والمقاتلين، الذين يتم نقلهم من بؤرة صراع إلى أخرى بهدف ارتهان إرادة الشعوب وتأجيج النزاعات وعرقلة جهود تسويتها سياسياً، وعلى نحو لا يهدد دول المنطقة فحسب بل يهدد الاستقرار العالمى بأسره.
وفى هذا السياق، شدد الوزير شكرى على ضرورة التوصل إلى حل عاجل ومستدام للقضية الفلسطينية ، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
كما أكد شكرى خلال كلمته وفقا للصحف على أهمية مواصلة الجهود نحو مساعدة الشعب الليبى كى يستعيد دولته، ولكى تبسط مؤسساتها الوطنية سيطرتها على كامل أراضيها، حتى يشرع فى بناء المستقبل الذى يتطلع إليه بعد استعادة الاستقرار والأمن إلى ربوع ليبيا الشقيقة.
من ناحية أخرى، تطرق وزير الخارجية فى كلمته إلى أبعاد العلاقات الجذرية التى تربط مصر بدول القارة الأفريقية، مستعرضاً أولويات مصر خلال عام رئاستها للاتحاد الأفريقى، مشيراً إلى أن رئاسة مصر للاتحاد تعبر عن استعادة مصر لدورها التاريخى فى القارة، وهو الدور الذى يكتسب اليوم أبعاداً جديدة فى تحركه الدؤوب والمستمر، من أجل تحقيق أهداف وبرامج عمل القارة على أصعدة السلام والأمن والتنمية المستدامة والدفاع عنها فى كل المحافل الدولية.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته، بالإشارة إلى أن الوزير شكرى تناول فى كلمته فرص التعاون بين مصر وأشقائها من دول حوض النيل التى ترتبط معها بعلاقات أزلية، مشدداً على أهمية العمل نحو تلبية التطلعات التنموية لتلك الدول فى إطار متوازن يحافظ على مصالح دول المنبع والمصب.
وفى إطار تعاون مع مع أشقائها بالقارة الأفريقية سلطت الصحف الضوء على لقاء وزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور خالد عبدالغفار، مع دينا مفتى، سفير إثيوبيا بالقاهرة، والذى أكد خلاله العلاقات الوثيقة بين مصر وإثيوبيا فى كافة المجالات خاصة العلمية والتعليمية والثقافية، وإشارته لحرص مصر على دعم هذه العلاقات انطلاقًا من دورها التاريخى تجاه شقيقاتها من الدول الإفريقية.
وأشارت الصحف إلى تصريحات الوزير بأن مصر مستعدة لدعم مؤسسات التعليم العالى الإثيوبية على مستوى أعضاء هيئة التدريس، واستمرار تقديم المنح الدراسية للطلاب الإثيوبيين للدراسة بالجامعات المصرية، وتفعيل اتفاقيات التعاون الثقافى والعلمى الموقعة بين مصر وإثيوبيا.
وأوضح الوزير اهتمام ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى الشخصية وحضوره لجلسات منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ أضاف عليه أهمية بالغة، وساهم بشكل كبير فى نجاحه، فضلًا عن التنظيم الجيد الذى شهده المؤتمر، مما جعل من مدينة شرم الشيخ الجميلة ورشة عمل شبابية تصنع الفكر للحاضر والمستقبل.
وأشارت الصحف إلى أن السفير الإثيوبى أكد من جانبه عمق العلاقات التاريخية والثقافية التى تربط بين الشعبين المصرى والإثيوبى منذ القدم، مشيراً إلى أن هناك العديد من المجالات التى يمكن التعاون فيها بين البلدين خاصة المجالات التعليمية والبحثية.
وأشاد السفير الإثيوبى بمنتدى شباب العالم، الذى عقد فى مدينة شرم الشيخ، موضحًا أن مشاركة نحو 7000 شاب يمثلون مختلف دول العالم بفعاليات المنتدى أظهر حجم الثراء الكبير الذى اتسمت به الندوات، وأهمية التلاقى وتبادل الأفكار والخبرات، لافتًا إلى تنوع وعمق الموضوعات والقضايا التى تناولها المنتدى.
التعليقات