صفاء عويضة
أقيم تجمع كبير في أشرف الثالث، مقر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في ألبانيا.
وكان هذا التجمع خلال اليوم الثالث من فعاليات المؤتمرالسنوي للمقاومة الإيرانية، والتي ستستمرّ ليومين آخرين.
وقد شارك في هذا التجمع آلاف من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق، ومئات من الشخصيات السياسية والبرلمانية والقانونية من مختلف دول العالم الذين يؤيدون ويدعمون المقاومة الإيرانية.
وكان بين الشخصيات المشاركة رودي جولياني – عمدة نيويورك السابق، وستيفن هاربر – رئيس الوزراء الكندي السابق ، جون بيرد وزير الخارجية الكندي السابق، سيد أحمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري السابق، ميشيل أليو ماري وزيرة الخارجية الفرنسية والدفاع والعدل والداخلية سابقاً، برنارد كوشنر وزير الخارجية الفرنسي السابق، جو ليبرمان عضو مجلس الشيوخ السابق في للولايات المتحدة، إنغريد بيتانكورد عضو مجلس الشيوخ الكولومبي السابق ومرشحة الرئاسية، ماثيو أوفورد عضو في البرلمان البريطاني، ووفود برلمانية من الكونغرس الأمريكي، ومن الجمعية الوطنية الفرنسية، والبرلمان البريطاني، والبرلمان الايطالي، والبرلمان التونسي، والبرلمان المغربي، والبرلمان الأردني.
وبدأ هذا الاجتماع الكبير بكلمة السيدة مريم رجوي رئيسة جمهورية المقاومة الإيرانية بصفتها المتكلمة الرئيسية في الاجتماع.
وأشارت السيدة رجوي إلى بناء أشرف الثالث قالت: ” تم بناء أشرف الثالث على أيدي مجاهدي خلق من خلال جهودهم الضخمة وعملهم الشاق. لكن دون شك ستكون وجهتنا النهائية هي طهران محررة من احتلال الملالي “.
ننقل فقرات من كلمة السيدة رجوي:
«بسواعد المجاهدين، وبكدّهم وبذل جهود جبّارة، تم بناء أشرف الثالث. ولكن مقصدنا، هو طهران، طهران المحرّرة من احتلال الملالي.
ومع أن الملالي قد دمّروا بلدنا، ولكننا نستعيد إيران ونعيد بناء هذا الوطن الجميل من جديد.
لقد أصرّت المقاومة الإيرانية منذ أربعة عقود وبناء على فهمها العميق لطبيعة نظام ولاية الفقيه وعدم قبوله الإصلاح، على ضرورة الإطاحة به وتغييره. وشددت على أخطار هذا النظام على السلام والهدوء في المنطقة والعالم ودعت إلى مقاطعة شاملة للفاشية الدينية.
في الحقيقة، لو لم تكن عمليات الكشف عن الطبيعة الرجعية لخميني والملالي، لو لم تكن معاناة وعذابات المجاهدين في معركتهم ضد قوات الحرس وغستابو (مخابرات) الملالي.
لو لم يكن دفع خميني إلى تجرّع سم وقف إطلاق النار،
لو لم يكن ثبات مجاهدي خلق على مواقفهم بدفع الثمن وقبول المجازر بحقهم،لو لم يكن صمود أشرف وليبرتي،لو لم تكن إدانة نظام الملالي في الأمم المتحدة 65 مرة لانتهاكه لحقوق الإنسان،ولو لم تكن كتب ووثائق تنويرية لهذه المقاومة،لو لم يكن الكشف عن إرهاب قوات الحرس، وخاصة الكشف عن 32000 عميل للنظام يتقاضون أجورًا من قوة القدس في العراق.
لو لم يكن الكشف عن المنشآت النووية السرية للنظام في نطنز وأراك،ولو لم تقم المقاومة الإيرانية، بتوعية العالم بشأن مساعي النظام لصناعة القنبلة النووية السرية، وذلك من خلال أكثر من 100 من عمليات الكشف بالأدلة والوثائق خلال ربع قرن، نعم لو يكن كل ذلك، لكان الوضع مختلفًا تمامًا.
وكان الملالي قد صنعوا القنبلة، وأسسوا الامبراطورية وخلافتهم المشؤومة ورسخوا دعائمها.
نعم، لقد دفع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية الثمن بالكامل.
وإلا لما كانت تتوفر الظروف لوضع ولاية الفقيه وقوات الحرس في قوائم الحظر والإرهاب.
الحل القطعي والنهائي الذي لا يمكن إنكاره هو ضرورة الإطاحة بنظام ولاية الفقيه برمته على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
أولئك الذين لهم مصالح في بقاء هذا النظام، يدقّون على طبل التشهير والشيطنة وبث أخبار وهمية وكاذبة ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، ويريدون لعب دور المنقذ لهذا النظام.
نجحت هذه المقاومة في تنظيم شبكتها داخل البلاد وتوسيعها، على الرغم من أجواء قمع المفروضة في البلاد، وهكذا تكثّر أشرف وينتشر بين الشعب الإيراني والمجتمع الإيراني.
من الناحية الإستراتيجية، فإن معاقل الانتفاضة هي الرد على نظام لا يقبل التغيير ولا يسقط تلقائيًا. ويجب ويمكن إسقاطه بنضال مجاهدي خلق وبفعل معاقل الانتفاضة وجهود الشعب الإيراني.
هناك بديل يريد الوصول إلى الحرية عبر معاقل الانتفاضة والمدن المنتفضة وجيش التحرير.
هذا البديل قادر على تأسيس جمهورية ديمقراطية تعددية تقوم على الفصل بين الدين والدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، والحكم الذاتي للطوائف والقوميات، وإيران غير نووية.
هذا البديل وبفضل تنظيمه وتماسكه، قادر على أن يحلّ محل هذا النظام ونقل السلطة بهدوء لممثلي الشعب المنتخبين».
ودعا عمدة نيويورك السابق رودي جولياني خلال خطابه زعماء أوروبا إلى الوقوف ضد انتهاكات حقوق الإنسان للنظام الإيراني ودعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية. وأضاف: «عندما تضع المال في أيدي القتلة ، فأنت تدعم القتلة. عندما تتعامل شركة ألمانية مع إيران، فهي تساعد على قتل أشخاص في سوريا أو القتل هنا في ألبانيا. أنت تمول القتلة. هذا يجعلك متواطئة في القتل. وعندما تشتري النفط من إيران فإنك تمول القتل».
وأكد رودي جولياني في كلمته أنه على عكس الدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، هناك بديل سياسي في إيران. “إيران ليست واحدة من تلك الحالات التي عندما يتعين علينا التخلص من نظام ونحن نخاف أنه سيأتي نظام أكثر بشاعة. كان هذا هو الحال في ليبيا. لكن هنا ليس لدينا هذه المشكلة.
لدينا نظام يعتبر أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، ومن ثم لدينا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بقيادة الرئيسة المنتخبة مريم رجوي. نحن نعلم أن هناك مجموعة من الأشخاص الذين يكرسون أنفسهم للحرية وسبب ذلك».
وقال السناتور جوزيف ليبرمان خلال خطابه:«إنه ليس شرفًا فحسب، بل إنه أمر مثير أن أكون هنا في أشرف الثالث. لقد اجتمعنا في العديد من الاجتماعات في هذا الوقت من العام في باريس وكان الحشد هائلاً، لكن لا يوجد مكان أفضل من أشرف الثالث”، وتابع السناتور ليبرمان “إيران مستعدة لفجر جديد ويوم جديد وأنتم جاهزون » ثم هتف “حاضر! حاضر! » بالفارسية ومعنا أنا جاهز، وهذا الشعارأصبح شعار أعضاء المقاومة الإيرانية.
قال رئيس الوزراء الكندي السابق ستيفن هاربر في التجمع: “أنا سعيد لوجودي هنا لأن هناك أشياء قليلة في هذا العالم اليوم أكثر أهمية مما تفعلونه لإحداث التغيير في إيران، ولتمكين الناس من تحديد حكومتهم في إيران من خلال صناديق الاقتراع” ،. “الحاجة إلى التغيير في إيران الآن أكبر من أي وقت مضى، والحاجة إلى عمل المنظمة من أجل التغيير في إيران أكبر أيضًا من أي وقت مضى“.
وأضاف استيون هاربر رئيس وزراء كندا السابق في مداخلته أن ” السياسة الواقعية الوحيدة حيال إيران هي الحزم وبعد العقوبات التي فرضتها حكومتي في كندا، تم إغلاق سفارات النظام في جميع أنحاء العالم” .
وتحدث وزير خارجية فرنسا السابق برنارد كوشنر وأشار إلي ما شاهده من بناية وتقدم في أشرف الثالث وقال: “هذا عمل فني رائع هنا في أشرف.
وهذا يشيرإلى أنكم تستحقون حقًا بناء دولة حقيقية في إيران. قمتم ببناية أشرف بشكل جيد للغاية ،وكان المجيء إلى اشرف الثالث مكافأة حقيقية للأشخاص الذين يدعمونك».
وتطرق رئيس الوزراء الألباني السابق بانديلي مايكو إلى تذكير سابقة تاريخية، وقال: «في الحرب العالمية الثانية ، طلبت ألمانيا النازية من ألبانيا تحويل ذهبها إلى البنك في برلين والتخلي من قائمة بمواطنيها اليهود. وكانت الإجابة الحكومة الألبانية آنذاك كانت قصيرة: الذهب نعم ، اليهود لا! فإذا أراد النظام الإيراني أن يمسّكم بسوء فعليهم أن يعلموا أننا قلنا للغزاة النازيين أن الذهب نعم، لكن لا اليهود.
وتم طرد سفير إيران من تيرانا السبب… نعم، الذهب نعم، مجاهدي خلق لا ” وختم السيد مايكو كلمته بالقول: “آمل أن آتي قريباً لزيارتكم في طهران”.
وزير الدفاع الألباني السابق ورئيس الحزب الجمهوري الألباني فاطمير ميديو قال في حديثه: “نرحّب بكم في أشرف الثالث، وهذهه بداية إيران الحرة” ، قال ، رئيس الحزب الجمهوري الألباني ، خلال كلمته.
يجب أن نفكر في الخطوات التالية ، لكننا جميعًا متفقون على أن وقت التغيير في إيران قد فات منذ وقت طويل.
لقد وقفت الحكومة الأمريكية من أجل التغيير في إيران ونتمنى أن تدعم أوروبا أيضاً الحرية والحرية لشعب إيران كحق من الهبة من الله “.
أكد ميديو على الدعم الثنائي للمقاومة الإيرانية في ألبانيا، وقال خطاباً للسيدة رجوي: سيدتي رجوي خطتك ذات العشر نقاط هي بالتأكيد مستقبل إيران. هنا في ألبانيا لدينا خلافاتنا السياسية، لكننا متحدون في قضيتكم.»
وتحدثت في الإجتماع حوالي ستين شخصا وممثل الوفود من بينها وفود من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وايطاليا والأردن والتونس.
وفي حديثه شدّد سيد أحمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري الأسبق على ضرورة إنهاء سياسة الاسترضاء والمهادنة حيال نظام الملالي واستشهد بما حصل بين الأوربيين وهتلر حيث أدت سياسة الاسترضاء إلى التخاذل والحرب معاً.
وأعلن جان فرانسوا لوغارة عمدة الدائرة الأولى لمدينة باريس عن توقيعه وثيقة “مدينة شقيقة” بين مدينة أشرف الثالث والدائرة الأولي في باريس ، حيث رفع نسخة من الاتفاقية المذكورة إلى المشاركين قبل تسليمها إلى السيدة زهرة اأخياني عمدة أشرف الثالث.
وبعث صالح القلاب وزير الإعلام الأردني السابق تحياته للقائد البطل مسعود رجوي، ووصف مسعود رجوي بانه الوريث السياسي للدكتور محمد مصدق وحركته الوطنية.
والدكتور سلمان الأنصاري تحدث كممثل عن المملكة العربية السعودية وقال في جانب من حديثه: « إنني ومنذ أن تشرفت بالمشاركة في مؤتمركم بباريس العام الماضي ما أعقبه من الكشف عن تورط نظام خامنذي البائد في محاولة اغتيال المشاركين فيه… بل وتفجير مقر انعقاده على مرأي ومسمع من العالم… وأنا على يقين تام أن هذا النظام… إنما هو في مراحل سقوطه الأخيرة ».
وأضاف: «وكأننا نرى أن السيدة مريم رجوي… وهي تحتفل وسط شعبها في طهران وبالانتصار على ظلم الملالي وقهرهم وطغيانهم».
التعليقات