كتب إسلام النجار
مينا: قعدتي في البيت ديما كانت بتحسسني بالعجز، مش إعاقتي
لم يكن يومًا شخصًا يائسًا مهزومًا مدحورًا عازفًا عن العمل، بالرغم من أنه يعيش بدون أطراف، ليقول لكل من حوله أن الإعاقة ليست أبدًا الإعاقة الجسدية، وإنما الإعاقة الحقيقية هي الجلوس في المنزل بدون عمل، معلنًا لكل من تجاهله ولم ينظر إليه، بأنه قادر على العمل وتحدي ظروفه الخاصة، وأن إعاقته لم تمنعه من تخطي الصعاب وتحقيق المستحيل.
مينا عطا، 27عامًا، يسرد قصته لـ “البيان” بشعور الحزن، خاصة عندما كان يتحدث عن ظروفه المعيشية التي منعته من إستكمال تعليمه وتوقفه عند المرحلة الثانوية العامة، أطلق تنهيدة طويلة المدى ثم صمت قليلا قبل أن يستأنف حديثه قائلاً: “كان حلمي أدخل كلية، ولكن ظروفي المعيشية منعتني من كدا، وحاولت كتير أقدم أوراق تثبت إن معنديش القدرة إن اصرف على تعليمي، علشان الدولة تتكفل بالمصاريف، ولكن ديما الورق كان بيترفض، وبالتالي استكفيت بالثانوية”.
واستكمل مينا حديثه، “أمي ربة منزل ووالدي كان يعمل بورشة نجارة، وقعد في البيت لأنه أصبح رجل مسن لا يقدر على العمل، وملوش تأمين ولا معاش علشان نصرف، وأنا قاعد في البيت كنت بشوف حالنا بيزداد للأسوأ لحد ما فكرت أشتغل ولجأت لناس كتير يساعدوني، وكل ما تيجي الفرصة ومجرد ما صاحب العمل يشوف إعاقتي يرفضني”.
من أكثر لحظات العجز التي كنت أشعر بها، عندما كنت أجلس في المنزل دون عمل، مضيفا: “قعدتي في البيت ديما كانت بتحسسني بالعجز، وليست إعاقتي التي تسببت في عدم قبولي في أكثر من فرصة عمل، ولكن محاولتش أستسلم لظروفي الخاصة وللواقع الأليم، لحد ما ربنا كرمني بعم أسامة صاحب محل طيور البرديسي شغلني معاه في مهنة توصيل الطلبات إلى المنازل”.
للأسف فرحتي بمواجهة الظروف الصعبة، والتخلي عن اليأس والإستسلام، لم تكتمل بعد صدور قرار بحظر تداول الدواجن الحية، بمحافظتي القاهرة والجيزة ليؤكد مينا ويقول: ” أنا بعول أبويا وأمي، ودي شغلتي الوحيدة وهي مصدر رزقي أنا وأسرتي، أنا بتمنى القرار يقف وميتنفذش، لأن من يوم ما عرفت إن أكل عيشي مهدد بقطعه، مش عارف أنام ولا عارف أعيش طول الوقت، وديمًا بسأل نفسي هم ليه بيعملوا فينا كدا”.
التعليقات