Site icon جريدة البيان

تعرف علي رسالة مريم رجوي إلي الشعب الإيراني

صفاء عويضة 

ما هو الموضوع الرئيسي في السياسة الأمريكية والأوروبية حيال نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران؟
أيها المواطنون الأعزاء،
أيها الإيرانيون الأحرار،
يا مناصري المقاومة ومؤيديها،
أيتها الجماهير العاصية من أجل إيران والحرية وأنتم تحتشدون اليوم في واشنطن قادمين من الولايات المختلفة الأمريكية،
الشعب الإيراني يستمع أنشودتكم وما تصدح به حناجركم بأبلغ الكلمات المعبّرة عن الحرية.
أنتم تمثّلون الآن صوت شعب مضطد مقموع ومسلوب.
أتوجه بالتحية إليكم، وإلى منتخبي الشعب الأمريكي هناك، وأحيّي الشخصيات والأصدقاء والمؤيدين الأقدمين لمقاومة الشعب الإيراني من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان وهم يقفون اليوم إلى جانبكم.
مبارك عليكم عيد المقاومة،
20 يونيو، يوم الشهداء والسجناء السياسيين
و يوم تأسيس جيش التحرير
والمقاومة التي ناضلت في حركة دؤوبة وتواصل في العطاء منذ أربعة عقود دون انقطاع بكل ما يتطلبه النضال من التضحية والفداء وتحمل المعاناة في جميع المجالات.
حکم جمهور الشعب مقابل حكم الملالي
الملالي الدمويّون ومن أجل إبعاد الغضب الشعبي الذي يستهدفهم، حوّلوا أنظار الشعب منذ 40 عامًا نحو أمريكا وعلّقوا كل فشلهم على فظاعة أمريكا. لكننا لم ننخدع، وكما قال مسعود رجوي قائد المقاومة، عندما قلنا الموت للخمينية، وصمدنا وقلنا وكرّرنا: إسقاط النظام، إسقاط النظام، إسقاط النظام،
والآن يصرخ أبناء الشعب الإيراني في الشوارع والأزقة ويعلنون أن «عدونا موجود هنا، و[الملالي] كذبًا يقولون إن العدو هو أمريكا».
نتحدث عن نظام صرّح في دستوره على حكم الملالي بدلاً من حكم الجماهير وأصوات الشعب.
ويقول الملالي الكهنوتيون لمقاتلي الحرية و لأعضاء جيش الحرية:
– استسلموا، وإلا أنتم تعتبرون كفارا ومرتدّين، ومحاربين، وعملاء الاستكبار العالمي، أنتم طائفة والفرقة الضالة، وليس لكم مكانة وقاعدة شعبية داخل إيران.
لا تقاوموا، وإلا أنتم إرهابيون. وتواجهون موجة من الافتراءات والأكاذيب والأباطيل.
نعم، إن حملة التشهير المشينة ضد المقاومة في وسائل إعلام الأطراف المؤيدة لسياسة المهادنة والاسترضاء هي أن يستخلصوا أن نظام ولاية الفقيه هو الأفضل للشعب الإيراني. لا يوجد بديل! لا داعي للفكر في ذلك! ولا تتحدثوا عن ذلك!
-والنتيجة: يجب المساومة والمهادنة مع النظام الفاشي الحاكم باسم الدين، وليس هناك طريقة أخرى.
والآن، إذا كانت الإدارة الأميركية لا تقبل سياسة المهادنة مع هذا النظام الفاشي، فهي تحرّض على الحرب!
وإذا كانت تمنع النظام من الحصول على القنبلة الذرية، فهي مثيرة للحرب!
إن ترّهات الملالي ووزير خارجيتهم حول الفريق «ب» في الولايات المتحدة هو مجرد إلقاء اللوم على الآخرين وللتستر على مجموعة تعمل لصناعة قنبلة نووية.
من قنبلة ذرية إلى زرع القنابل في ألبانيا وفرنسا وإلى التفجيرات ولصق الألغام بناقلات النفط في المياه الإقليمية وعمليات التفجير وإطلاق طائرات بدون طيار والصواريخ ضد المملكة العربية السعودية واستهداف السفارة الأمريكية في بغداد.
عندما لا يدفع الملالي الثمن، فهم يتشجعون ويتطاولون أكثر، إطلاق صواريخ كاتيوشا في الموصل والبصرة، واستهداف طائرة بلاطيار أمريكية بالصواريخ يمثلان نماذج بارزة في هذا الصدد.
يا ترى من الذي يثير الحرب؟
من الطرف الذي كان يقصف معسكري أشرف وليبرتي بالصواريخ بلاهوادة؟
قبل إدراج قوات الحرس في قائمة الإرهاب وفرض العقوبات، وقبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، كان الملالي حريصين على القول بأن سوريا هي المحافظة الخامسة والثلاثين لهم. كما كانوا يقولون إن العراق يشكل «مركزًا وعاصمة» لهم، وحتى «جغرافيته غير قابلة للانفصال عن إيران».
وقال قائد قوات الحرس الحالي صراحة إن «جغرافية ثورتنا قد تقدمت إلى شمال إفريقيا» وتوعد قائلا:
في عام 1983، في لبنان، «تصاعد لهيب نيران الثورة الإسلامية، وفي تحرك شجاع قام به شاب مسلم دُفن 260 من قوات المارينز الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط في بيروت تحت الأنقاض».
نعم، أبناء الشعب الإيراني يصرخون أثناء حادث الفيضانات والفقر وكل أنواع الكوارث، اتركوا سوريا، وفكروا فينا. لكن تدخل وجرائم هذا النظام في العراق وسوريا واليمن ولبنان وأفغانستان لم يكن لها أي عواقب وخيمة عليه حتى الآن.
الاسترضاء أو الحزم؟
وحقاً، ما هو الموضوع الرئيسي في السياسة الأمريكية والأوروبية حيال نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران؟
المهادنة مع النظام أم الحزم؟
الآن، كلما اقتربنا من نهاية هذا النظام، يصبح الاصطفاف بين النظام والمناهض للنظام أكثر وضوحًا.
الدوائر المؤيدة للنظام، وأولئك الذين لديهم مصالح في بقاء هذا النظام، على الرغم من حقيقة أن هذا النظام يخوض حربًا مستمرة ضد الشعب الإيراني وضد العالم منذ أكثر من 40 عامًا، يحذّرون المجتمع الدولي، بذريعة اندلاع الحرب، من اعتماد سياسة حاسمة ويروجون استعطاف القتلة الحاكمين في إيران.
لكن الضحايا الرئيسيين هم الشعب الإيراني، وقد أظهرت تجربة السنوات الأربعين الماضية أن نظام ولاية الفقيه يفتقر إلى أي تحمل للإصلاح وتغيير السلوك. نعم، الأفعى لن تلد حمامة أبدًا.
يقول خامنئي إن تغيير سلوك النظام يعني تغيير النظام.
إذن ما هو الموضوع الرئيسي بالنسبة لنا ولشعبنا ومقاومتنا؟ الاستسلام أو القتال من أجل التحرير؟
انظروا إلى بيان الاستقلال الأمريكي. المسألة ذاتها، كانت مسألة جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وبنجامين فرانكلين وزملائهم ورفاقهم في النضال. والجواب هو نفسه: المقاومة والنضال حتى النصر.
الشعب الإيراني يريد الحرية وحقوق الإنسان
تحية إلى الرجال والنساء الشجعان الذين اصطفوا في هذا المسار وانخرطوا في صفوف معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة من أجل الحرية، والفخر لكم لأنكم واصلتم هذا الخط إلى العاصمة الأمريكية.
قبل ثلاثة أشهر، وللمرة الأولى في السبعين سنة الماضية، أدلى رئيس الولايات المتحدة، في رسالته إلى الشعب الإيراني بمناسبة النوروز، بشهادة قائلًا:
«يسعى أبناء الشعب الإيراني لاستعادة التاريخ المجيد لبلدهم، وثقافتهم المعبّرة، وموقعهم المشروع في العالم. إنهم يستحقون دولة تكون مسؤولة وتعاملهم باحترام وكرامة».
وأكد «اننا ملتزمون بعدم الصمت عن مطالب الشعب الايراني بالحرية ولن ننسى أبدًا نضاله المستمر من أجل حقوق الإنسان».
نعم، لا نريد أي شيء أكثر من ذلك: الحرية وحقوق الإنسان، والتي، بالطبع، هي أيضًا وسيلة لنا لتطوير العدالة والتنمية.
– وهذا، يتبعه السلام والأمن في إيران والمنطقة
– إيران دون نظام فاشي ديني وغير نووية وبدون إرهاب وإثارة حروب.
الحرية تنتصر على الملا والشاه
كما قال مسعود رجوي إن تحقيق السلام والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان والاستقرار والإعمار والصداقة مربوط بإيران غير نووية، ويقترح التعاون الاقتصادي والتنمية في هذه المنطقة من العالم، ويحترم القوانين والاتفاقيات الدولية ….
ولهذا السبب يخاف الملالي من تغيير نظامهم على أيدي الشعب والمقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق الإيرانية أكثر من أي شيء آخر.
وبالضبط هنا وفي هذه المحطة، يصبح من الواضح أن الديكتاتورية الدينية في مواجهة المقاومة، ليست إلا نمرًا من ورق، وليس هناك مصير له سوى مصير ديكتاتورية الشاه. هذا هو حكم التاريخ وإرادة الشعب الإيراني.
نعم الحرية تنتصر على الشاه والملا.
أيها المواطنون،
يا أنصار المقاومة العاصين على الديكتاتورية والنظام الفاشي المتستر بالدين،
هذا النظام يضعف كل يوم أكثر من ذي قبل ويقترب إلى السقوط يومًا بعد يوم.
وفي المقابل تزداد مسؤوليتنا جميعًا.
نحن نعيش في حالة التأهب.
لا شك، فإن ديكتاتورية الملالي المهزوزة أركانها لن تدوم أمام المقاومة وانتفاضة أبناء شعبنا وجيش التحرير العظيم.

Exit mobile version