Site icon جريدة البيان

تصريحات وزير الثقافة والحرب على الهوية

 

مصطفى عماره
وسط انشغال مصر بأعمال العنف والتفجيرات التي طالت الجيش والشرطة اطلق وزير الثقافة المصري تصريحات صارمة هاجم خلالها الازهر بسبب موقفه من رفض تجسيد الانبياء على الشاشة كما هاجم الحجاب وامتدح الصور العارية وهو الامر الذي اثار غضب الرأي العام وطالبوا بمحاكمة الوزير واقصائه بسبب تلك التصريحات التي تمس عقيدتنا وهويتنا الاسلامية وتمس دور الازهر في دعوته لنشر الاسلام الوسطي ومحاربة الفكر المتطرف وكان من المفترض ان تتحرك الحكومة المصرية لمحاسبة وزير الثقافة إلا ان احد لم يتحرك ولعل صمت الحكومة يلقي بظلال من الشك حول سياسة الحكومة وتوجهات النظام الجديد نحو مسخ الهوية الاسلامية لمصر تحت زريعة محاربة الارهاب والتطرف خاصة ان تلك الظاهرة ليست جديدة بل بدأت مبكرا اثناء مناقشة لجنة صياغة دستور مصر الجديد حيث تضامنت التيارات العلمانية داخل اللجنة مع الاقباط في رفضهم ولاية الازهر على مواد الشريعة مفضلة ان يكون ذلك من اختصاص المحكمة الدستورية رغم ان تلك التيارات تضامنت مع الازهر في صراعه مع الاخوان إبان حكم مرسي إلا ان تلك التيارات اظهرت وجهها الحقيقي عند مناقشة مواد الشريعة واثبتت ان دفاعها عن الازهر لم يكن دفاعا عن هوية مصر بل لعدائهم للاخوان ومحاولة اقصائهم وبمرور الوقت بدأت تتضح الصورة حيث الغيت القنوات الدينية في الوقت الذي تبارت فيه وسائل الاعلام في عرض افلام وبرامج العرى وتطور الامر الى عرض برنامج لتعلم الفتيات الرقص دون ان يتحرك احد لمنع عرضه من جانب الحكومة وكأنها تشجع وبشكل مباشر او غير مباشر هذا التوجه ومع استمرار تلك الظواهر التي تهدد هوية مصر فانني اتوجه بنداء الى الرئيس السيسي وقد علمت من كثيرين من المحيطين به عن تدينه ان يتدخل بما لديه من نفوذ لوقف تلك المهزلة من جانب بعض المسئولين او وسائل الاعلام لان استمرارها ليس دليلا للحرية ولكن دليل على الانفلات الاخلاقي والذي يلقي رفضا من شعب مصر المسلم الحريص على دينه وقيمه الاخلاقية التي نشأ عليها وليس فقط من التيارات الاسلامية كما ان استمرار هذا التوجه يعطي زريعة للتيارات المتطرفة لمحاربة الحكومة بدعوى ان تلك الحكومة تحارب الاسلام وهو ما سوف ينعكس على أمن المجتمع واستقراره .

Exit mobile version