الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

تصريحات الرئيس . . والتصالح البعيد مع الاخوان .. بقلم شريف حمادة

تصريحات الرئيس . . والتصالح البعيد مع الاخوان .. بقلم شريف حمادة

آثارت تصريحات الرئيس فى ألمانيا حول أحكام الاعدام عقلى ، وسألت نفسى هل تعنى تصريحات الرئيس أنه مازالت هناك فرصة أمامهم لتخفيف الحكم ؟ وهل هو متأكد من ذلك ، أم أن هناك طريقا آخر قد ينهى كل القضايا المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى وعدد من قيادات بالفعل داخل الإخوان مثل الإتجاه إلى الصلح ؟ .
الصلح هل من الممكن أن تلقى هذه الكلمه ردة فعل لدى النظام الحاكم أو الشعب المصرى ؟ وما المانع ؟ فإن التجارب السابقة مع الجماعة الاسلامية والجهاد ومراجعاتها تؤكد أن الصلح هو الطريق الأخير لكل الحلول خاصة أن الحل الأمنى لم يوقف الارهاب حاليا أو حتى فى نهايات القرن الماضى .
يردد أشاوس الإعلام أن الشعب المصرى لن يقبل أى مبادرة تخرج من أحد قيادات الإخوان أو من الجماعة نفسها، لأنه من الصعب أن يقبل الشعب المصرى بالجماعة فى الوقت الذى يمارس فى التنظيم أعمال إرهاب وعنف ويظل ممارسا للتحريض على الدولة المصرية من الخارج، على الجانب الآخر يقول البعض أن قادة الإخوان لن يستجيبوا لأي مبادرات للصلح أو للتهدئة، إلا بعد أن يفقدوا الأمل في انبعاث موجة ثورية قوية. وحتى يحدث ذلك، سيواصل الإخوان رفع سقف الخطابة ما استطاعوا، مستخدمين شعارات الهوية والمؤامرة العالمية والهجمة ، وللأسف لن يمانعوا في التضحية بمزيد من شبابهم، برغم إدراكهم أن نظام السيسي لن يتردد في مزيد من الإجراءات المشدة والعصا الغليظة للحفاظ على المكاسب السياسية والإقتصادية التى حققها مؤخرا ، فى ظل غطاءً شعبياً يتسامح مع أخطاء حكومته الواضحة، وهو ما يجعل المصالحة قد تكون صعبة فى الوقت الراهن لكن مع تصورى أنها فى الطريق ولم توصد كل الأبواب أمامها ولكن يستلزم ذلك إرادة حقيقة من الطرفين عندما يشعر النظام أن الإستقرار يستلزم المصالحة فى الوقت نفسه لابد من حتمية المراجعة والتغيير لجماعة الأخوان وأفكارهم العصبية فى التعاطى مع الواقع الذى فرض عليهم وعدم مهاجمة من يقف فى الخندق المناهض لهم ، أو لجوؤهم إلى خدمات بعض الشتامين الذين لم يعد أمامهم إلا المراهنة على عودة الإخوان إلى الحكم، أو مواصلة التمسح في شعارات ثورة يناير، بعد أن ظهر جلياً أن صراعهم مع المؤسسة العسكرية لم يكن صراعاً من أجل تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، بل من أجل سيطرة تنظيمهم على السلطة،
إلا إدراك الغالبية العظمى من أبناء الشعب، عبر مزيد من التجارب، أن مصالحهم الشخصية المباشرة لن تتحقق إلا بالمصالحة ووقف نهر الدم الذى يطال الجنود الأبرياء أو حتى الزج ببعض المعارضين فى السجون دون ان تلوث أيديهم بالدماء او ثبت تحريضهم على القتل .
بصراحة نحن فى أمس الحاجة للعقلانيين فى هذه المرحلة للتفكير جديا فى مستقبل الوطن لأنه لن يكون هناك إستثمارا أو جذب رؤوس أموال أجنبية وهناك عدم إستقرار أمنى وإطلاق الحريات اللازمة وتطبيق الديمقراطية مهما كانت أخطائها ، المهم أن نبدأ الطريق حتى ولو عن طريق المصالحة فكنا نقول منذ فترة التعايش مع الارهاب بمصالحة أفضل بكثير من محاربته .
شريف حماده

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79616902
تصميم وتطوير