تزامنا مع عرض مسلسل “الإختيار” البيان تروي بطولات بعض ضباط الملحمة بالتفاصيل
سارة علاء الدين
《 ملحمة البرث 》
من ملحمة البرث نهدي في ذكراها الثانية السلامً لمن ترك البطولات إرثاً لأجيال بنكهة النصر وعقيدة بنكهة الايمان فالنصر بشرف أو الاستشهاد ببطولة هو الميثاق والعهد، ولولاهم لما كنا اليوم على أرض حرة لدولة ذات سيادة كاملة ابدا لم تكن يوماً منقوصة .
ملحمة “البرث”،تلك الملحمة التي شهدت بطولة وفداء واقتتال الدقائق الأولى فيه كاللحظات الأخيرة ،كما شهدت عزيمه واصرار وتفاني تلهمنا في لحظات الضعف قوة وفي لحظات الوهن عزيمة .
《 مربع البرث 》
يمثل كمين البرث والذي يقع أقصى جنوب مدينة رفح بالقرب من الحدود الإسرائيلية ،أهم شريان للدعم اللوجيستي للعناصر الإرهابية حيث كان يؤمن انتقال العناصر الإرهابية التي تتسلل من قطاع غزة لوسط سيناء، ومنها لمدينة العريش ويعد عائقا أمام تنظيم “بيت المقدس” الإرهابي خصوصا مع فشل جميع المحاولات السابقة لاستهدافه، لكن العناصر الإرهابية ظلت تنتظر الفرصة المناسبة لاستهدافه حتي كانت اللحظة في فجر السابع من يوليو ٢٠١٧ .
《 الخطة الغادرة 》
كانت الخطة هي دفع الارهابين بقوة كبيرة من المرتزقه المسلحة داخل عربات مصفحة و بأسلحة متعددة – ثقيلة – RBJ بهدف السيطرة علي الكمين والوصول للقائد منسي ورفع العلم في قلب سيناء متناسيين أن أرض مصر و القوات المسلحة المصرية هي خط من نار لا يخبو وأننا بالله اقوى وأشد ليلتحم أسود الكمين مع أبطال الدعم في صناعة ملحمة قتالية علي مدار ساعات من القتال المتواصل تؤكد ،ودون شك أن لأرض مصر درع يحمي ويد تبني وسيف يقتلع الإرهاب من جدوره.
《قبل المعركة … 》
مع اخر ساعات يوم الخميس , و في ذلك المبنى الفسيح ذو الطابقين حيث يتمركز افراد و ضباط كمين البرث …رجال الكتيبة 103 صاعقة متوسط أعمارهم ٢٢ سنة من شباب الوطن الاصيل من محافظاته المختلفة وبمستويات متفاوتة تحت قيادة المقدم “أحمد المنسي” ولا يجمعهم سوى الجينات المتفردة للجندى المصرى والعقيدة الراسخة منذ فجر التاريخ “النصر بشرف أو الاستشهاد ببطولة”.
《 البداية … 》
الأوضاع مستتبة والأبطال فى أماكنهم، جاهزين للتصدى لأي إعتداء، ومجاميع صغيرة من تنظيم ولاية سيناء تتمركز قرب “دار راشد” ،حيث يمكث أبطالنا في ثبات متحديين المخاطر ،وإذا بإحدى السيارات المفخخة تقترب من كمين “البرث” فتعاملت معها قوات الكمين ولشدة تدريعها وتصفيحها انفجرت قرب الكمين محدثة إنفجار قوي ،وحينها كانت بقية القوات فى أماكنها ترد بشراسة على الإرهابيين وتمنع مخططهم الأسود ليتحول البرث الي كتلة من الجحيم ويستشهد من استشهد ويبقي من بقي شاهدا علي ملحمة العزة والبطولة والفداء.
《البطل السباعي وحماية جثامين الأبطال》
ملازم أول بطل (محمد طلعت السباعي ) إبن محافظة الشرقية ذلك البطل بوجه أسمر مصري يحمل الكثير والكثير من لمحات الرجولة والبطولة.
تخرج يوليو ٢٠١٤ ليستلم عمله مباشرة في العريش لتكون شاهدة علي بطولة ظابط مصري في بداية الحياة تلقي الضربة في صدرة ليحيا وطن بعزة وكرامة.
الكتيبة ١٠٣ صاعقة بداية دخوله الحياة العملية ، ودع المكاتب وملامح الترف وأحلام الدراسة لينطلق وسط رمالها وبيداها فتصير جزء منه ويصير جزء منها وتشكل ملامح شخصيته القتالية.
تتلمذ علي يد القائد البطل “رامي حسنين” وتعلم معه فنون ومهارات القتال ليكون رغم سنة الصغير من أمهر الضباط في الكتيبة ، أستشهد القائد حسنين ليحل محله القائد منسي لتبدأ مرحلة جديدة من حياته تعلم فيها الإخاء والإيثار وحب الوطن أصبح هو شاغله الوحيد من الدنيا.
نظراته الثاقبة ووجهه المبتسم لاتوحي أبدا باستبساله ولكنها العقيدة التي زرعها بداخله القائد منسي أو قادر منسي كما كان يطلق عليه ، أصبح يخرج المداهمات وكأنها نزهه ويصطاد التكفيرين بمهارة وتفنن في خطط القتال ليكون وبحق “أحد رجال قادر منسي”.
قبل الهجوم بأيام كان قد أنهي عمله وسلم ورديته لزميله ليعود في أجازة الي أحضان والدته التي كان يكلمها باستمرار لينال دعائها وبركتها ، ولكنه فوجي بالقائد يأتي مسرعا وهو ينادي ( سباعي..سباعي ) نظر له البطل سباعي بقوة ليخبره بأنه سيكون معه في كمين البرث فتهللت أسارير البطل وأبتسم في شغف فهو يهوي المخاطر والخطر ويألف حياة المداهمات بجانب قادر منسي.
رغم حزن والدته الا ان سباعي كان في قمة سعادته فعندما يختاره القائد فهذا دليل علي إنه يعتمد عليه وبحق وكانت اللحظة التي كتبت بطولته بأحرف من نور في تاريخ مصر الحديث.
“أمسك السلم يا سباعي” أمر تلقاه البطل فنفذه علي أكمل وجه رغم أصابته بطلقات وشظايا كان آخرها دفعة تلقاها في كف يده فأنفصلت شرايينها وأصابع كفه ليتناول سلاحه بالكف الآخر ويكمل سد السلم المؤدي للدور العلوي بل ويستمر في ضرب القنابل اليدوية رغم اصابته بتهتك في الأذن ونزيفه المستمر الا إنه لا وقت للاستسلام، الشعور بالالم ليس في قاموسه فظل يقاتل بضرواه ليمنع وصول التكفريين للدور العلوي ليكون حائط صد منيع لا يمكن تجاوزه حمي بدمائه جثامين الأبطال .
-النقيب البطل “محمد صلاح”كان يبلغ إحداثيات الكمين ،حتي إنه طلب هدم الكمين لمنع وصول التكفيرين لهدفهم والشهيد البطل علي كان يقاتل بشراسه والبطل السباعي لازال أسد رغم أصابته الخطيرة،كل هذا والوقت يمر والذخيرة تتناقص والقنابل تحدث أصابات بالغة في التكفيرين ،ولكن أبطالنا يصارعون الموت بين شهداء وجرحى وصوت منسى يهز قلوبهم “أثبتوا يا أبطال الدعم فى الطريق أصبروا وأثبتوا” ،حتي أنقطع صوت قادر منسي وأصبح الرصاص في كل مكان وأستشهدوا الأبطال #هرم و #ماسه و #علي -#محمد_صلاح الذي استشهد على يدي البطل الغارقة في الدماء ،ومع ذلك ظل يقاتل بمنتهى الرضا والثبات والبسالة والرجولة حتي وصل الدعم وفر الجبناء من أمام البطل ليسقط علي أرض رواها بدمه ويستيقظ ليجد نفسه بجوار أهله وأصدقائه ليكون شاهدا علي ملحمة العزة والبطولة والشرف بعد أن صان جثامين الابطال وصار مثلا في الشرف والاستبسال فكان خير أجناد الارض وبحق.
《 البطل عبد العزيز … الحرب الإلكترونية 》
ضابط الحرب الإلكترونية لموقع البرث دفعه ١٠٧ حربية تخرج في يوليو ٢٠١٣ وأستلم عمله مع المقدم منسي وهو يشعر بالفخر والعزة فهو مع كتيبة الأبطال.
في أثناء راحته كان دخول السيارة المفخخة لتنفجر وينفجر جهازه الصغير الذي طالما حمي الكمين من اي هجوم غادر …لينقذه زملائه من أسفل الأنقاض ويبدأ بالتعامل كفرد مقاتل ظل بجوار زملائه حتي أوشكت الذخيرة ومكث بجوار جثامين الأبطال قبل أن تنفذ الذخيرة ليتلقي بطلنا خمس رصاصات ويسقط بين بركة من دماء الشهداء الطاهرة ولكن يظل حيا شاهدا علي ملحمة الكتيبة ١٠٣.
《 البطل محمد التهامي بطولة وفداء 》
فدائى صاعقة بطل ( محمد أحمد التهامى ) ابن امبابة بمحافظة الجيزة انهي دراسته ليلتحق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية مثل كثير من الشباب في بدايه الحياة العملية، تسلم عمله صاعقة بمدرسة الصاعقة وانهي فترة المستجدين و تم توزيعة علي الكتيبة ١٠٣ صاعقة .
من الإسماعيليه إلي العريش رحلة قضاها تهامي وهو يفكر في والدته ودموع خطيبته التي وعد والدها بان يتزوجها بعد الانتهاء من الجيش .
كان في إستقباله القائد منسى ومن أول لحظة شعر البطل إنه بين أسرة متلاحمة وليس قائد وجنود في ساحه معركة ، أتقن الرماية وتكتيك المداهمات وكأن منسي يعده ليكون من أبطال كمين البرث.
قبل الهجوم بساعات تمم قادر منسى على السلاح والذخيرة ثم أجتمع مع رجال الخدمات ومنهم تهامى وظل يدلي ببعض النصائح وكأنه يحذرهم من واقع مجهول بات وشيك الحدوث ، أنهي تهامي الاجتماع وسلم خدمته وأتصل بوالدته ليطمئن علي أحوالهم وهو يستمع عبر الأجهزة لصوت القائد وفجأة نقلت الاجهزة الصوت الهادر ” حرس سلاح” ليشتعل المكان .
ومن بين تفجير لجدران تنهار انطلق البطل بسلاحه ليكون في ضهر البطل السباعي يقفل معه السلم لمنع وصول التكفيرين ، استمع الي النقيب البطل الشهيد محمد صلاح وهو يبلغ إحداثيات الكمين ويطالب بضربه والشهيد البطل علي علي بيقاتل بشراسه والبطل السباعي واقف أسد رغم أصابته الخطيرة و الوقت يمر والذخيرة تتناقص والقنابل تحدث أصابات بالغة في التكفيرين ولكن أبطالنا يصارعون الموت بين شهداء وجرحى حتي أصيب بطلنا سباعى وصوابعه اتقطعت وبينزف بغزارة وأنقطع صوت قادر منسي وأصبح الرصاص في كل مكان وأستشهدوا الأبطال وظل يقاتل بمنتهى الرضا والثبات والبسالة والرجولة حتي أصيب وهو يحمي ضهر البطل السباعي قبل وصول الدعم بدقائق وأبطالنا صامدين شاهدين علي ملحمة البرث .
البطل تهامى أصيب بقطع في أعصاب فى يده وأنهى خدمته العسكرية وأبر بقسمه لوطنه وأراضها ووفي بوعده لقائده منسي وأستحق أن يكون بطل من أبطال كمين البرث .
《الانسحاب والهزيمة 》
بدأ الإرهابيون فى الإنسحاب بعد وصول الدعم واستمرار التقاتل وحاولوا إنتشال وإجلاء جيف الهالكين منهم .. وهنا قام الطيران الحربي بتمشيط المنطقة ليفر الباقون تتبعهم قواتنا ويتحفظوا على جيفة ٨٠ إرهابيا نتاج شرف العسكرية المصرية حينما حاول التكفيرين ولا يزالوا النيل من عقيدة الجيش المصرى العظيم ،ولكن كان نصر الله قريب فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ببطولة ومنهم من ينتظر بشرف يدعم ويحمي ويقاتل ويبني ويعمر مستقبل الوطن والمواطنين.
《الغائبون جسدا الحاضرون روحا 》
شهداء علي رأسهم قادر منسي حاربوا حتى اللحظة الأخيرة لم يفقدوا ايمانهم بالإنتصار على من يظنون ان قتل النفس جهاد وترويع الأمنين غزوات وان سفك الدماء جزاءه مقعد في الجنة ، قاتلوا بكل ماأوتي من قوة وعقيدة ترسخ معنى الوطن والأرض والأنتماء فهم محاربين بدرجة الشهداء فنالوا الشهادة أبطال الكتيبة 103 صاعقة، ومصابين شاهدين علي ملحمة حماة الوطن والأرض والعرض …. رجال الشدائد والصعاب أسود جسورة مقبلة على الشهادة بروح واثقة وخطى ثابتة وعزيمة مطلقة، مقبلين لا مدبرين، يستقبلون الرصاص بمثالية ويتكالبون علي الموت ببطولة .. فداء للوطن مقدمين أرواحهم ثمنا للدفاع عن الوطن، ولتروي دمائهم الذكية أرض الفيروز وتصير البرث أيقونة الشهداء في العصر الحديث .
التعليقات