ترامب لن يترك البيت الأبيض بسهولة حال فوز بايدن
عبدالعزيز محسن
إذا خسر الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، سيكون الرئيس الأول لا يفوز بولاية ثانية منذ 28 سنة.
ولكن شيئاً واحداً يبدو أكيداً، وهو أنه سواء ربح ترامب أم خسر، فأنه لن يذهب بسهولة قط.
وفيما كانت الاستطلاع تظهر تزايد الفارق بينه وبين خصمه الديموقراطي جو بايدن لصالح الأخير، قالت “النيويورك تايمز” إن ترامب أمضى نهاره محاولاً تلطيخ سمعة الانتخابات والتشكيك في نتائجها بناءً على أقاويل غير مبرّرة، آملاً بالتمسّك بالسلطة او بتفسير خسارته.
وقد يحقق ترامب تقدماً في ولايات لم تنهِ فرز أصواتها بعد، ولكنه بدا واضحاً أنه لن ينسحب من الساحة في حال خسر.
لدى ترامب 76 يوماً في البيت الأبيض لاستعمال سلطته في الطريقة التي يعتبرها مناسبة وللانتقام من بعض خصومه.
وهو غاضب من الخسارة، ومن الممكن أن يطرد او يهمّش مسؤولين أميركيّين كباراً فشلوا في تحقيق مبتغاه كما اعتبر، بمن فيهم مدير وكالة التحقيقات الفدرالية كريستوفر وراي وكبير اختصايي الأمراض المعدية أنطوني فوشي.
وإذا أرغم على إخلاء البيت الأبيض في 20 (يناير) المقبل سيظهر ترامب تحليه بالمرونة أكثر من المتوقع وبالتأكيد سيثبت أنه سيبقى قوةّ، تخريبية أحياناً، في الحياة الأميركية.
وحصل ترامب على 68 مليون صوت على الأقل، أي بأكثر بـ5 ملايين صوت مقارنة بانتخابات 2016، ونال ما نسبته 48 في المئة من الأصوات الشعبية، مما يعني انّه حصل على تأييد حوالي نصف الأميركيين بغضّ النّظر عن الفضائح والنكسات والعزل وأزمة فيروس كورونا الّتي قتلت أكثر من 233,000 أميركي.
ولا يزال ممكناً أن يربح ترامب الانتخابات ويكمل ولايتة الثانية، وأن يحاول خلال عهده أن يعيد بناء الاقتصاد ويعيد تشكيل الحزب الجمهوري، ولكنه يستطيع أيضاً، من خارج المكتب البيضوي في البيت الأبيض أن يضغط على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين حافظوا على غالبية المقاعد ليتصدّوا لبايدن ويرغمهم على الاختيار بين الموافقة او تجاوز قاعدته السياسية.
وهذا يمنحه قاعدة للعب دور لم يلعبه الرؤساء الآخرون الذين هزموا بعد ولاية واحدة مثل جيمي كارتر وجورج بوش. ولطالما حاول ترامب إنشاء شبكته التلفزيونية الخاصة للتنافس مع “فوكس نيوز”. وفي الآونة الأخيرة أثار فكرة الترشح مرة أخرى في عام 2024، على الرغم من أنه سيكون في الثامنة والسبعين. ولكن حتى لو انتهت أيامه كمرشح، فإن متابعيه على تويتر البالغ عددهم 88 مليوناً يمنحونه صوتاً مؤثراً على اليمين، مما يجعله صانع الملوك بين الجمهوريين الصاعدين.
التعليقات