تراجع حدة التظاهرات في “لبنان”مع مهلة حكومية للإصلاح
عبدالعزيز محسن
تراجعت حدة التظاهرات في بعض المناطق اللبنانية، مع استمرار الاحتجاجات في مدينة جونية شمال العاصمة بيروت.
ومن المتوقع ان تتواصل اليوم السبت التحركات في عدد كبير من المناطق لأن تراجع أعداد المتظاهرين في بعض المناطق وليس كلها مرده إلى حلول الليل، ما يفسر تراجع أعداد المحتجين في بعض المناطق، ولكن تصميمهم يبدو كبيراً”.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، عادت الحياة إلى طبيعتها في معظم طرقات وسط البلد، وعملت قوى الأمن الداخلي وفرق التدخل في الجيش على تفريق المتظاهرين بشكل كامل إلى ما بعد بيت الكتائب في الصيفي، وفتحت طريق أسواق بيروت باتجاه الحمرا، وجامع الأمين باتجاه بشارة الخوري بشكل طبيعي، وأمام السراي الحكومي.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وطاردت محتجين في العاصمة بيروت أمس الجمعة إثر خروج عشرات الآلاف في أنحاء لبنان في مسيرات تطالب بإسقاط النخبة السياسية التي يقولون إنها خربت الاقتصاد وأوصلته إلى نقطة الانهيار.
وقال شهود من رويترز إن قوات الأمن وشرطة مكافحة الشغب طاردت متظاهرين في وسط بيروت وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية لتفريقهم كما اعتقلت قوات الأمن بعض المحتجين في أحد الأحياء التجارية بالعاصمة.
ويشارك في أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أعوام عامة الشعب من مختلف الطوائف والدوائر.
ورفع المحتجون لافتات وهتفوا بشعارات تطالب حكومة سعد الحريري بالاستقالة.
شرطة مكافحة الشغب تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وسط بيروت قرب السراي الحكومي
وخرجت جموع من المحتجين في القرى والبلدات في جنوب وشمال وشرق لبنان وكذلك العاصمة بيروت ووجهوا انتقادات لجميع الزعماء السياسيين دون استثناء.
وفي أنحاء البلاد، هتف المحتجون ضد كبار قادة البلاد ومنهم رئيس الجمهورية، ميشال عون، ورئيس الحكومة، سعد الحريري، ورئيس البرلمان، نبيه بري، وطالبوا باستقالتهم.
ونظمت حشود تلوح بالعلم اللبناني مسيرات ومواكب سيارات عبر الشوارع على وقع الأغنيات الوطنية من مكبرات الصوت وهم يهتفون بشعارات تطالب بإسقاط النظام. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع.
كذلك احتشد متظاهرون في محيط القصر الرئاسي ببعبدا.
واستخدم بعض المندسين قضبان حديدية لتهشيم واجهات المتاجر في منطقة راقية من بيروت.
و صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة ما يلي:
“عند الساعة 16.00 من تاريخ 18/10/2019، بدأ عدد من المتظاهرين في ساحة رياض الصلح برمي المفرقعات النارية الكبيرة ومواد صلبة (كمفكات براغي) وغيرها، ما أدى إلى سقوط 17 جريحاً من عناصر قوى الأمن الداخلي، و7 آخرين في باقي المناطق”.
72 ساعة
من جانبه، أمهل رئيس الوزراء، سعد الحريري، “شركاءه في الحكومة” 72 ساعة للتوقف عن تعطيل الإصلاحات وإلا فسوف يتبنى نهجاً مختلفاً، في تلميح محتمل لاستقالته.
وقال الحريري إن لبنان “يمر بظرف عصيب ليس له سابقة في تاريخنا”، لافتاً إلى أن أطرافاً أخرى بالحكومة، لم يسمها، عرقلت مراراً جهوده للمضي في إصلاحات.
وتابع: “هناك من وضع العراقيل أمامي منذ تشكيل الحكومة، وتم وضع عراقيل أمام جميع الجهود التي طرحتها للإصلاح”.
كما أضاف: “أنا شخصياً منحت نفسي وقتاً قصيراً جداً، إما شركاؤنا في التسوية والحكومة يعطونا جواباً واضحاً وحاسماً ونهائياً يقنعني أنا واللبنانيين والمجتمع الدولي… بأن هناك قراراً لدى الجميع للإصلاح أو يكون لدي كلام آخر”، موضحاً: “أعود وأقول مهلة قصيرة جداً يعني 72 ساعة”.
واندلعت أحدث موجة توتر في لبنان بفعل تراكم الغضب بسبب معدل التضخم واقتراحات فرض ضريبة جديدة وارتفاع تكلفة المعيشة.
وتأتي الاحتجاجات في وقت يحذر فيه خبراء اقتصاد ومستثمرون ووكالات تصنيف ائتماني من أن الاقتصاد اللبناني المثقل بالدين والنظام المالي المتخم بالفساد على شفا الانهيار أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب التي اجتاحت البلاد في الثمانينيات.
ويعاني لبنان، الذي شهد حرباً بين عامي 1975 و1990، من أحد أعلى معدلات الدين العام في العالم بالنسبة لحجم الاقتصاد.
وتضرر النمو الاقتصادي بسبب النزاعات وعدم الاستقرار في المنطقة. وبلغ معدل البطالة بين الشباب أقل من 35 عاماً 37%.
التعليقات