شروق كمال

أكد المشاركون في ندوة إقتصاد مختلف في عالم مختلف والتي نظمتها الغرفة التجارية بالإسكندرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن شكل الإقتصاد العالمي سيتغير تماما ليس بسبب كورونا ولكن لاسباب اقتصادية كثيرة فهناك اقتصاد عالمي جديد في حالة مخاض خلال السنوات العشر الاخيرة وجاءت جائحة كورونا لتعجل بظهور العالم الجديد من خلال عملية ولادة قيصرية

وشارك في الندوة كل من الدكتور مهندس شريف دلاور المفكر والخبير في التنمية الإقتصادية والإجتماعية ، والدكتور خالد حنفي امين عام اتحاد الغرف العربية ووزير التموين السابق وأحمد الوكيل رئيس الغرفة التجارية المصرية بالاسكندرية ورئيس اتحاد غرف البحر الأبيض المتوسط وعدد كبير من رجال الأعمال والمهتمين بالشأن الإقتصادي ادارت الندوة ريهام عادل رئيس لجنة تنمية وادارة الموارد البشرية
جاءت الندوة لاستعراض مخاوف قطاع الاعمال وتجمعات اصحاب الاعمال من عواقب وتداعيات جائحة كورونا والنظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي والمحلي بطبيعة الحال.

واشار الدكتور خالد حنفي ان التطور التكنولوجي يعقبه دائما تطور في الفكر الاقتصادي ونمط الاعمال وادارة الاعمال وهو ما حدث منذ الثورة الصناعية الاولي، مشيرا الي ان عام 2019 شهد تراجعا كبيرا في اسعار الفائدة العالمية وتزايدت معدلات البطالة الي جانب الحرب التجارية بين الصين وامريكا وتراجع عائدات السندات طويلة الاجل وكذلك اسعار البترول وتراجع كبير في البورصات العالمية كل هذه الاحداث وغيرها اعتبرت احد مؤشرات للركود العالمي قبل حتي كورونا ، مضيفا أن المشكلة التي يواجهها العالم في الوقت الراهن هي مشكلة تراجع العرض والطلب الكلي وهي من الامور التي من الصعب ان تحدث والاصعب هو ان السياسات المالية التحفيزية لن تنفع لان هناك قطاعات كثيرة معطلة .. واشار ان مصر لم تصل الي مرحلة الركود ولكن في مرحلة التباطوء ونحن افضل من دول اخري .

وأشاد أن أكثر ما يواجه الإقتصاد العالمي هو حالة عدم اليقين لأن الكل لايعرف حجم المشكلة وتوقيات انتهائها فنحن نعيش في حالة ضبابية ، وبالتالي نحن نعيش عالم مختلف وبطبيعة الحال اقتصاد مختلف وعلينا ايضا ان نسير وفق مناهج مختلفة غير تقليدية لان الاقتصاد التقليدي لن يعمل مرة اخري ويجب ان نركز علي بناء روح المبادرة والاعتماد علي عناصر الانتاج الاكثر قيمة وعلينا ان نتحلي بجرأة اتخاذ القرار والاعتماد علي التكنولوجيا الجديدة وعلينا ان نؤمن ان العالم تغير.

وقال الدكتور شريف دلاور ان التطورات التكنولوجية وراء كل تغيير يشهده العالم منذ الثورة الصناعية الاولي حتي يومنا هذا وعلي امتداد القرن العشرين شهد العالم عولمة مختلفة واقتصاديات مختلف .

وأن المظاهر السلبية لجائحة كورونا علي المستوي العالمي هي زيادة نسب الفقر والبطالة والانخفاض الشديد في العولمة الاقتصادية والإتجاه الي الإعتماد الذاتي وتقوية سلاسل التوريد المحلية إلي جانب توقعات بارتفاع وتيرة الحروب التجارية والعملات ، وكذلك المخاوف من ازدياد الرقابة الرقمية علي الأفراد من جانب الحكومات اي الديكتاتورية الرقمية منها الرقابة علي حرية التنقل .

واضاف ان تفاقم أزمة الديون العالمية التي يجب التعامل معها دوليا خاصة ديون العالم النامي وعجز الانفاق الحكومي في العالم النامي وضرورة الغاء قروض علي الدول الفقيرة ومن مخاوف الاثار السلبية ايضا توقعات بوقوع اضطرابات محتملة في بعض الدول مع ضعف اداء المؤسسات الدولية والاقليمية امام الازمة مما سيتطلب اعادة لهيكلة هذه المؤسسات ومن بينها منظمة الصحة العالمية مع توقعات بسباق تسلح في ادوات الجيل الخامس للحروب وغزو الفضاء مع اشتداد الحرب التكنولوجية والتجارية واللوجستية ستكون هي الحرب في نظام عالمي مختلف .

وأوضح الدكتور دلاور. ان اكثر ما يقلقني هو موضوع الحفاظ علي سعر الصرف نتيجة نقص موارد النقد الاجنبي القناة وتحويلات العاملين والسياحة وادارة الدين الخارجي والمحلي وهذا هو التحدي الاعظم امام الدولة حتي لايتأثر السلام الاجتماعي بصفة عامة .

واستكمل أحمد الوكيل قائلا أن العواقب الإجتماعية والاقتصادية للمرحلة المقبلة وامكانية عودة الامور الي سابق عهدها لايمكن التكهن بها ، ولذا يجب التعامل معها برؤي مختلفة واصبح التعاون بين العام والخاص ضروري ، ولابد ان تتغير الرؤي والاهداف وهذا يتطلب تعديلات كثير في البنية التحتية القانونية حتي تواكب اهداف المرحلة.