تقرير _ صلاح ذوالفقار _ باريس
استمعت المحكمة الجنائية الفرنسية جنوب مارسيليا الى شهادة السيدة بيا بيكاري الناجية الوحيدة من تحطم الطائرة اليمنية 626 في 30/6/1009 قبالة سواحل جزر القمر بعد مضي 13 عاما من وقوع الحادث في ظل غياب ممثل الحكومة اليمنية ووزارة النقل التابعة لها
وقالت بهية بكاري (25 عاما) بعد ان اعتلت المنصة، والحزن يغطي وجهها وهي تعرف عن نفسها قبل أن تبدأ في سرد ما حصل ليلة الحادث الذي نجت منه بأعجوبة، قبل حوالى 13 عاما في مفاجاة جديدة حول تغير الطائرة اليمنية
وقالت كانت حينها في سن الثانية عشرة عندما أقلعت مع والدتها في 29 حزيران/يونيو 2009 من باريس قبل أن تتوقف الطائرة في مرسيليا ثم يغير الركاب الطائرة في صنعاء لتمضية إجازة في جزر القمر.
هذه “الطائرة الثانية” إيه-310 كانت “أصغر، كان فيها ذباب ورائحة مراحيض قوية” على حد وصفها. لكن هذه “الرحلة الليلية مرّت بشكل طبيعي جدا” حتى موعد الهبوط.
مع الاقتراب من موروني عاصمة جزر القمر “بدأت أشعر باضطرابات جوية، لكنّ أحدا لم يظهر أي رد فعل خارجًا عن المألوف، لذلك قلت لنفسي إنه أمر عادي” كما روت.
– “شحنة كهربائية” –
ثم “شعرت كأن هناك شحنة كهربائية في كل جسدي. لا أتذكر شيئا في الفترة الممتدة بين جلوسي في الطائرة ولحظة وجدت نفسي في المياه … وسط الأمواج رأيت أمامي حطاما، تمسّكت بأكبرها وحاولت الصعود عليها لكن لم أتمكن من ذلك”.
وتابعت “سمعت أصواتًا تستغيث بلغة جزر القمر، بدأت الصراخ لكن لم يكن لدي أمل كبير لأنني أدركت أنه لم يكن هناك أحد حولي إلا مياه البحر”.
وأكملت “انتهى بي المطاف بالنوم وأنا متشبثة بحطام الطائرة. عندما استيقظت، كان الفجر يبزغ، وكان هناك هدوء تام”. واريت الساحل البعيد وحاولت “الوصول إليه” لكنّ “البحر كان هائجا جدا” وفق تعبيرها واصفة “طعم الكيروسين” الذي شعرت به في فمها.
– التفكير في والدتها –
وروت بهية “لم أجد طريقة للنجاة”. لكن التفكير في “والدتي التي لطالما كانت حاميتي” هو ما جعلني اصمد. وفي نهاية المطاف، أنقذها صيادون بعد 12 ساعة في المياه.
اعتقدت أن “الجميع وصلوا” وأنها “الوحيدة التي سقطت” من الطائرة. لكن “طبيبة نفسية في المستشفى” أخبرتها بأنها “الشخص الوحيد الذي نجا”.
أصيبت بهية بكاري، المولودة في إيسون (قرب باريس) لأبوين متحدرين من جزر القمر في 15 آب/أغسطس 1996، بكسور وحروق في ساقيها.
بعد نقلها إلى فرنسا، زارها رئيس الجمهورية حينها، نيكولا ساركوزي.
وفتح القضاء الفرنسي تحقيقا على الفور نظرا إلى وجود 66 فرنسيا بين الضحايا، وتجري المحاكمة في باريس للأسباب نفسها.
وردا على سؤالها حول غياب ممثلين من الحكومة اليمنية ووزارة النقل وطيران اليمنية من أحد محامي العائلات، أعربت بهية بكاري عن أسفها لذلك قائلة “كنت أود أن يستمعوا إلينا” و”يقدموا اعتذارا”.
وحدد القضاء الفرنسي انهاء محاكمة الشركة اليمنية في الثاني من حزيران/يونيو 2022 عقب استماعه لشهادة بيا بيكاري وسط توقعات قانونية بادانة طيران اليمنية بالقتل وتغريمها مبالغ قد تكون طائلة لصالح اسر الضحايا .
التعليقات