الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

بهير وبشير ……العودة الى ملعب الحياة !!!!!!!

بهير وبشير ……العودة الى ملعب الحياة !!!!!!!

بقلم الدكتور/حاتم غازى
طفلان جميلان توأم ولدوا فى بيئة طيبة لابوين متعلمين ومثقفين. ونشأوا وتربوا على رغد من العيش،وكان كل من يرى هذين الطفلين الجميلين كان معجبا بتورد خدودهم وامتلاء اجسادهم ويطلق عليهم ولاد عز.

 

ولكن كانت هذة هى المشكلة حيث مع رغد المعيشة وعدم حرمانهم من اية طلبات انطلق الطفلان الجميلان فى الأطعمة والشيكولاتة والمياه الغازية والأطعمة الخارجية من مطاعم الطلبات الجاهزة،ولم يعد احد يشعر بأن الطفلان يزيد وزنهم بصورة مخيفة.

 

حتى كانا فى المرحلة الثانوية ووزن كل منهم يزيد على المائة والعشرون كيلو جراما، ولم تكن هناك مشكلة سوى انهم لا يقدرون على الجرى مع اقرانهم فى الألعاب الرياضية ولكن هذا لم يمثل مشكلة ما فهم قادرون على ممارسة الألعاب التى يحبونها على الكومبيوتر فكانوا يجلسون بالساعات على الكومبيوتر مع السندوتشات والمشروبات الغازية لممارسة الألعاب الكترونيا،ولم يلحظوا الزيادة المخيفة فى اوزانهم معللين ذلك بأن العائلة كلها كده وإن دى وراثة!!!!!!!!

 
كان بهير وشهير متفوقان دراسيا وأنهيا الدراسة الثانوية بتفوق كبير ودخلا كلية من كليات القمة واستمروا على نهجهم فى الأكل والمذاكرة وتمضية الوقت على جهاز الكومبيوتر غير عابئين بزيادة اوزانهم مع بعض المحاولات للتخسيس فشل معظمها حيث كان كل منهما يخسر بضعة كيلو جرامات ولكن سرعان ما كان وزنه يزيد بصورة اكبر مما خسره وكان مما يؤلمها بشدة هو محاولة الإرتباط او التودد الى احدى الزميلات حيث كان الرد الحاسم دائما انا احبك واحترمك ولكنك مثل اخى.

 

وتمضى الحياه بالشابين حيث انهيا دراستهما الجامعية بتفوق ودخلا معترك الحياة والعمل كأى شابين متفوقين يأملان فى تحقيق ذاتهما اعتمادا على تفوقهما الدراسى وامكاناتهما الشخصية. وتم طلب احدهما للتجنيد فكانت ميزة وزنه الذى يزيد على المائة وستون كيلو جراما وتم اعفائة من الخدمة العسكرية.

 

وانطلق الشابان فى البحث عن فرصة عمل فقد تميزا على اقرانهما بأن اعفيا من الخدمة العسكرية اللإزامية ولكن هنا كانت كانت الصدمة الشديدة للشابين فقد تم رفضهما كلما تقدما لآى وظيفة بسبب الوزن الذى يزيد المائة والسبعين كيلو جراما،ولم يكن الزمن رحيما بهما حيث اصيب احدهما بمرض السكرى نتيجة زيادة الوزن.

 

فكانت الصدمة العنيفة على العائلة بأكملها وتوقف الزمن بالشابين وجلس الأخر ينتظر مصيره ومتى سيهاجمه مرض السكر مثل اخيه وتكرر رفضهما كلما تقدما للعمل مرارا بسبب السمنة المفرطة و الإصابة بمرض السكر المبكر فماذا ستستفيد الشركات من عمل مثل هذين الشابين؟.

 
وفى لحظة فارقة للزمن وفى حياة هذة العائلة بأكملها جاء قرار الأب الحاسم بعد استشارة العديد من الأطباء ذوى الخبرة بالتدخل الجراحى لعلاج السمنة.

 

ورغم معارضة الأم خوفا على ابنائها وكذلك العديد من افراد العائلة، إلا الأب نجح فى اقناع الشابين المثقفين بإجراء الجراحة ودخل الأول للعملية وبعده بشهور دخل الأخر.

 

ويمر الزمن سريعا بعد عام واحد اختلفت حياتهما تماما حيث نزل الشابين من اكتر من 170 كيلو جرام حتى صارا وزنهما حوالى الثمانين كيلو اى ان كل منهما خسر حوالى الثمانين كيلو جرام من وزنه.

فاختفى مرض السكر نتيجة نزول الوزن وتم قبول الشابين للعمل فى شركة كبرى كانا قد تم رفضهما بها من قبل بسبب السمنة المفرطة وتغيرت حياتهما مائة وثمانين درجة بعد ان كانا قد خرجا مبكرا من الملعب قبل صافرة البداية استقلبت الحياة شابين وسمين وعاد شهير وبهير إلى ملعب الحياة مرة اخرى الفضل فى ذلك الى ارادة الأب وإرادة الأبناء واستغلال فرص التطور العلمى والطبى الذى لم يكن متاحا من قبل.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79628542
تصميم وتطوير