الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

بناء على تكليفات الرئيس .. بقلم شريف حمادة

بناء على تكليفات الرئيس .. بقلم شريف حمادة

بناءا على تكليفات الرئيس بقلم شريف حمادة
أعجبنى كلمة أطلقها إبراهيم عيسى فى برنامجه الفضائى على أون تى فى أن مصر بلد الموظفين وأنها لن تتقدم طالما يسيطر عليها ويتحكم فيها الموظفون لأنهم يديرون البلد منذ سنوات طويلة تغير عليها أكثر من رئيس ومع ذلك مازلنا متأخرين وإستكمالا لهذه الفكرة فإن مصر تعبش أجهزتها الحكومية منذ ثورة يوليو عام 1952 على مبدأ واحد وهو بناءا على تعليمات السيد الرئيس وهو ما جعل الجميع يغلقون باب الإجتهاد أو الفكر أو الابتكار وعدم إعمال العقل فى مناقشة أو طرح حلول غير تقليدية لمشاكلنا المزمنة التى يعانى منها الوطن والمواطنين .
فنادرا ما تجد موظف يحاول أن يتخذ قرارا أو يسعى لحل مشكلة إدارية إلا بعد الحصول على موافقة كتابية من رئيسة وأصبح تستيف الورق أهم من الواقع فقد سبق وصدرت شهادات وفاة لمواطن بالخطئ والمؤسف أنه يعانى الأمرين حتى يستطيع إثبات أنه حى وأن جثمانة لم يوضع بعد تحت الثرى ولن يثبت ذلك إلا إذا جاء بورقة رسمية تؤكد أنه مازال حيا .
الحقيقة التى لابد وأن نعرفها أن مصر تحولت خلال السنوات الماضية إلى دولة الفرد الواحد وهذا ما أكدة الدكتور كمال الجنزروى رئيس الوزراء الأسبق فى تعليقة عن الرئيس السابق حسنى مبارك كما أكد أن الوزراء أصبحوا يعملون سكرتارية ينتظرون التعليمات التى يصدرها الرئيس فقط وبالتالى من الطبيعى أن يردد رئيس الحكومة الحالى وقال ذلك من سبقوه بأن الرئيس كلفهم بحل مشكلة كذا أو الاهتمام بقضية كذا وكأنهم ليس لديهم الفكر الذى يعرف القضايا الملحة التى تتطلب السرعة فى الوصول لحلول جادة لمساعدة الوطن على الخروج من كبوته الاقتصادية ولولا متابعة الرئيس كل كبيرة وصغيرة للمؤتمر الاقتصادى الذى عقد بشرم الشيخ لما شهد نجاحات سياسية وإقتصادية .
وإنتقل فكر بناءا على تعليمات الرئيس فى تعامل الموظفين مع الوزراء والمحافظين حيث لا يعمل أحد إلا بعد العرض على الوزير أو المحافظ لدرجة أنه هناك سكرتيرى عموم بالمحافظات يخافون الموافقة على أى طلب أو إصدار قرارات فورية إلا بعد الرجوع للمحافظين حتى نشر الاخبار فى الصحف يشددون على أن تكون على لسان المحافظ حتى لا يغضب سيادته وزاد من مأساتنا هو مع كل تغيير وزارى يتوقع الجميع تغيير سياسة الوزارة طبقا لتوجهات سيادة الوزير وفكره لأن الوزراء فى مصر يعملون بالقطعة وبمنهجهم هم بناءا على توجه الرئيس وبالتالى تتغير السياسات كل فترة من الزمن فقد عاشت مصر تجارب الاشتراكية والإنفتاح الجشع والخصصة القاتلة وكلها جاءت طبقا لهوى الرئيس وليس فى إطار دراسات متخصصة قامت بها مؤسسات علمية وضعت برنامجا محدده لها هدف نصل إليه فى نهاية المطاف يشعر بها القاصى والدانى .
أما ما يغيظ فى هذه السياسة أن أى نجاح سواء رياضى أم فنى أم علمى لأشخاص بعينهم لابد وأن يتم منحه للرئيس لأنه راعى النجاح وكأن الجميع لا يفكر ولا يمكنه النجاح وحده إلا بتعليمات وأعتقد أن هذه السياسة لن تفيد فى المرحلة الصعبة للخروج من عنق الزجاجة .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79615439
تصميم وتطوير