لاشك أن “الفيس بوك”..موقع رائع للتواصل الإجتماعى.. والهدف منه تقارب الجميع بكل أرجاء المعمورة لطرح أفكار جديدة وتوطيد أواصر المحبة بين كل أفراد الشعوب وليس داخل مصر فقط.. ولهذه الأسباب تم إنشاءه..وأما ما نشاهده الآن من سوء إستخدام لهذا الموقع أصابنى والكثير مثلى بحالة ” غثيان وقرف” شديدين بعدما تفرغ كل من “هب ودب” ليحول هذا الموقع إلى جريدةأو موقعاً ألكترونيا مدعيا بالكذب والتحايل وأحياناً بالنصب أنه صحفى.
والغريب فى الأمر وهو ما أصابنى بصدمة أن هناك من يصدق هؤلاء النصابين ويمشون خلفهم ومن بينهم بعض المسئولين ضعاف النفوس.. والأغرب أنه ترتعد فرائس هؤلاء المسئولين عندما يطلب النصابين أى مطلب وللأسف يلبى لهم مايطلبون..ومن هنا لابد أن تجدر الإشارة إلى أنه على كل مسئول عندما يدخل عليه أحد الأشخاص يطالبه بإبراز تحقيق شخصيته للتأكد من أنه صحفى..وإذا ثبت أنه لا يمتهن مهنة الصحافة وعضوا بنقابتها على الفور يتم إتخاذ الإجراء القانونى ضد هذا النصاب.
ورغم ذلك أتوقع أن هؤلاء المسئولين مرتعشى الأيدى لن يقدموا على هذه الخطوة لأنهم من الأخر”شمال”ويعيشون فى وهم كبير إسمه “الفيس بوك” أصبح مصدراً للثقة ومن يرتداونه مثل هؤلاء النصابين أصبحوا سنداً وعونا لهم بإهامهم أنهم قريبين من صناع القرار مثل المحافظ أو مدير الأمن أو أو أو وغيرهم ..وهذا بالطبع لا يمت للحقيقة بأى صله لآنه عندما يقف أحد هؤلاء النصابين مع أى مسئول أو يلتقط معه صورة خلال كسر من الثانية يشعر بأنه إمتلك الدنيا وما عليها..فكيف يصل صوته أو يجلس معه؟!!.
وما دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع ما رأيته بقرة عينى يحدث على أرض الواقع داخل بلدتى بسيون..رأيت أناساً ليس لهم “لا ناقة ولا جمل”كما يقول المثل .. يصولون ويجولون داخل مكاتب المسئولين ويطالبون بإنهاء بعض الخدمات الفردية..والغريب أنه لم يجرؤ أحد هؤلاء المسئولين بتوجيه سؤال بسيط جداً لمن يدخل عليه مدعيا أنه صحفياً بقوله “إنته بتشتغل فين؟!”.. وطالما أن هذا لم يحدث سيظل الوضع يسير من سيئ إلى أسوء ولن تنصلح الأحوال.. لأنه ليس من غير المعقول أن يخطلت الحابل بالنابل وكل “واحد يقول إنه صحفى”..وليس من المعقول أيضا أن يختذل هؤلاء النصابين سنوات طويلة قضاها من يعمل فى مجال الصحافة “وذاق الأمرين”ليحصل على لقب صحفى بإنشاء صفحة على الفيس بوك..وفى النهاية تتساوى الرءؤس.
وهناك شيئاً آخر دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع..ظهور بعض أنصاف رجال يطلقون على أنفسهم أنهم صحفيين ..ومن بينهم نصاب يقيم بإحدى القرى التابعة لمركز بسيون دأب خلال الفترة الماضية على إبتزاز بعض أصحاب النفوس الضعيفة أيضا من خلال صفحة أنشأها على الفيس بوك وظل يطاردهم ويكشف عوراتهم ومساوئهم وتورطهم مع بعض المسئولين فى أعمال يحاسب عليها القانون حتى رضخوا له..ولم يجدوا مفرا من إحتواء هذا النصاب الذى أوهمهم بأنه يعمل مراسلا صحفياً..وهو فى حقيقة الأمر يعمل مندوبا للمبيعات بإحدى الشركات الصغيرة بالقاهرة ..وعندما وجد النصاب ضالته فى جمع أموالاً من هؤلاء “ساق فيها”..ومن هنا أؤكد أن هذا النصاب سيقع قريباً فى الفخ وستوجه له العديد من الإتهامات بعدما أتخذت ضده كافة الإجراءات القانونية..وينظر فى أمره الآن أمام أكثر من جهة رقابية.
والآن جاء دور التحذير من أى شخص يطلق على نفسه أنه صحفى..ولابد من التعامل مع مثل هؤلاء المرضى النفسيين بكل حده وقوة.. دون التردد فى حسم الموقف ببلاغ صغير إلى الجهات المختصة لوقف هذه المهزلة التى فاقت رائحتها وأصبحت تذكم الأنوف بشكل فج وغريب.