الإثنين الموافق 07 - أبريل - 2025م

بعد المظاهرات التى إجتاحت الولايات المتحدة واًوربا..هل مقتل” جورج فلويد ” نهاية التميز العنصرى فى العالم

بعد المظاهرات التى إجتاحت الولايات المتحدة واًوربا..هل مقتل” جورج فلويد ” نهاية التميز العنصرى فى العالم

محمد عبد الرازق

القدر جعل مقتل” جورج فلويد” فى مدينة مينابوليس التابعة لولاية مينيسوتا الامريكية ،ايقونة لنبذ العنصرية فى العالم ،خاصة وانه ادخل الولايات المتحدة فى ازمة جديدة اضافة الى الازمة الاقتصادية التى عصفت بها قبل نهاية العام الماضى ، وتفشى فيروس كرونا المستجد الذى تخطى المليونين حالة ، وهو ما ادى الى اشعال بركان الغضب فى الشوارع من جديد لمناهضة التميز العنصرى ، ليعيد الى الاذهان أحداث مضى عليها 55عام عندما مُنع السود من دخول الجامعات الامريكية فى عهد الرئيس “جون كيندى” وقتها اشتعلت المظاهرات فى الشوارع مما اجبر الرئيس كيندى لتدخل الجيش وبعدها اقر بأحقية تعليم الامريكان من اصل افريقى فى الجامعات ، وقتها لم يكن الامر يقتصر عند التعليم وحسب، بل كان القانون الامريكى يعطى لا صحاب البشرة البيضاء من” البرستانت” الحق فى المواطنة والانتخابات وامتلاك الأراضي وغيرها من التميز العنصرى .
وعلى الرغم من انه لم يكن يمر اسبوع دون وقوع حادثة للتميز العنصرى
وتمر مرور الكرام فى اوربا ،على الرغم من انه فى بعض الاحيان كانت تطول لاعبين كبار فى الدوريات الاوربية لكرة القدم .لكن هذه المرة عندما استخدم الشرطى الامريكى الوحشية المفرطة ضد الرجل الاسود حتى مات تحت ركبته وهو يلقط انفاسه الاخيرة قائلاً “لا استطيع التنفس “اكثر من مرة دون ان يستجيب له الشرطى حتى فارق الحياة .
جورج فلويد فى حقيقة الامر هو مخالف للقانون حيث كان يملك 20 دولار “مزيفة “وهذا يعاقب عليه القانون الامر الذى اضطرمن صاحب المحل للاستدعاء الشرطة ولكن ليس لقتله .وعند مقتله اندلعت الاحتجاجات والمظاهرات فى كل ارجاء الولايات المتحدة الامريكية ومنها انتقلت الى المملكة المتحدة ومعظم البلدان الاوربية التى يعيش بها السود من أصل افريقى ويعانون من الاضطهاد او التفرقة العنصرية.
وقد اعرب المتظاهرون عن غضبهم بأسقاط عدد كبير من التماثيل التاريخية مختلف الميادين الاوربية والتى نادى اصحابها بالتفرقة العنصرية منها تماثيل الملك” ليوبولد” الثاني ملك بلجيكا الذى حكم فى الفترة ما بين 1865 الى 1909 والذى ترمز تماثيله الى الحقبة الاستعمارية لدولة الكونغو والتى استعبد معظم سكانها فى المزارع البلجيكية سواء كانت فى المستعمرات او فى بلجيكا ،وقد خرج أكثر من 10000 شخص فى مظاهرة يطالبون بإزالة التماثيل الخاصة بالملك الاسبق،الامر الذى جعل وزير التراث البلجكى يصرح فى خطاب تلفزيزونى ” قائلا نحن بهذا الشكل نهدم جزء من تاريخ بلادنا ” وهذا ما رفضه المحتجين مرددين ان حياة السود مهمة وهذه الشخصيات التى مرت على تاريخنا لم تصنع مجد الا من خلال الاتجار بالبشر من السود ومص دمائهم.
لم يختلف الامر فى بريطانيا كثيراً عن بلجيكا التى يسكنها حوالى مليون ونصف من السود من اصل افريقى والتى احتج فيها السود مع البيض على حد سواء على مقتل “جورج فلويد” بهذه الطريقة التى خلت فيها كل معانى الانسانية ،الامر الذى دعاهم الى اسقاط تمثال” إدوارد كولستون” البرونزى تاجر الرقيق الكبير الذى عاش فى الفترة ما بين” 1636 الى 1721″ في مدينة” بريستول ” الواقعة على نهر أفون والقوه فى مياه النهر، والذى تسبب فى جلب 84 الف افريقى وسلبهم حريتهم ،اضافة الى قتل قرابة الـ 30 الف خلال نقلهم من افريقيا الى اوربا و الى الولايات المتحدة الامريكية والتى كانت الحاجة فيها اكبر للعمال فى المزارع ،وعلى الرغم من ان التاريخ ذكر لهذا الرجل انه قبل وفاته تبرع بكل ثروته لأعمال الخير التى تنفع البشر ،واُنشى بهذه الاموال مدارس ومستشفيات وغيرها، الا ان المتظاهرين لم يغفروا له انه من اول الناس الذين تاجروا بالبشر مثلهم مثل الحيوانات، اضافة الى تماثيل رئيس الوزاراء البريطانى ابان الحرب العالمية الثانية ونسون تشرشل الذى له تماثيل فى عدد كبير من المدن البريطانية ،وطالب المتظاهرين بإزالتها لان خطاباته السياسية آنذاك كانت تدعو الى التميز العنصرى ،وهذ ا ما دعا رئيس الوزراء البريطانى جونسون يصرح يقول سنراجع تاريخ الشخصيات التى لها تماثيل فى الميادين البريطانية لتقوم الحكومة بإزالتها ولتحتفظ بها لقيمتها التاريخية لأنها تعد تراث فنى و ثقافى.
لم يقتصر الامر الى الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة وبلجيكا بل وصل الى فرنسا التى يسكن بها حوالى 3 ملايين من الفرنسيون من اصول افريقية والذين تظاهر معظمهم تحت شعار حياة السود مهمة .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80872137
تصميم وتطوير