الأربعاء الموافق 08 - يناير - 2025م

بعد أقترابها من ال١٠٠ عام: ريا وسكينة .. أسطورة عاشت احداثها ومات أبطالها

بعد أقترابها من ال١٠٠ عام: ريا وسكينة .. أسطورة عاشت احداثها ومات أبطالها

– بقايا جثة بالطريق تكشف غموض اكبر عصابة لخطف السيدات بالاسكندرية-

ريا تقتل أحد ضحاياها وتنام بجوار الجثة على ” لمبة جاز”

– سكينة قبل اعدامها” انا بتشنق مطرح الجدعان … غفلت الحكومة وقتلت 17″

ايناس سعــــــــــــد

المكان” شارع مكاريوس منطقة اللبان” – داخل قسم بوليس اللبان- بالأسكندرية , الزمان بداية القرن العشرين وتحديدا فى عام 1919
تدخل سيدة فى منتصف الاربعينات يبدو عليها حالة من الذعر تصيح ” الحقوا بنتى خطفتها العصابة اللى بتخطف الستات” ،هكذا كان الحال الذى يعيشة الأهالى بمدينة الاسكندرية حالة من الذعر والقلق تسببت فيها العصابة الخفية التى لايعرفها احد والتى تخصصت فى خطف السيدات
حوادث تكررت يقف اماها رجال البوليس عاجزين عن كشف الغموض الذى يحيط بتلك الجرائم وفاعلها المجهول والتى تجتمع على شىء واحد وهو ( خطف نساء يرتدن مشغولات ذهبية) ،وتتوالى بعدها سيل البلاغات ويزداد معها علامات الاستفهام , من وراء تلك الجرائم؟؟ واين يتم ارتكابها؟؟ وكيف يتم اخفاء جثث الضحايا؟؟
وبعد أيام يتكرر المشهد مرة أخرى داخل قسم اللبان ولكن تلك المرة يظهر عسكرى الدورية” بشارع أبى الدرداء” والذى جاء مسرعا ليبلغ عن عثورة على بقايا جثة سيدة ملقاة فى الطريق ليتجدد الأمل مرة اخرى فى محاولة القبض على شبح العصابة الخفية, حينما يمسك ” اليوزباشى أبراهيم حمدى ” أول طرف الخيط فى القضية التى لم يكن يعرف انها ستكون واحدة من ابشع وأكبر القضايا التى ستهز الراى العام فى القرن العشرين ويتردد صداها حتى الان

ثلاثة سنوات مرت يتمكن خلالها رجال البوليس من الأيقاع بأخطر عصابة خطف سيدات ” عصابة ريا وسكينة” تلك السيدتان اللتان جاؤا هربا من أحد مدن الصعيد إلى كفر الزيات قبل أن يستقروا بالأسكندرية ليصبحن فيما بعد الأشهر فى تاريخ مصر وأول سيدتان ينفذ فيهن حكم الاعدام
انهما السجينتان سكينة على همام رقم 4979 , العمر 20 عام و تم القبض عليها فى 17 نوفمبر عام 1920 وصدر الحكم عليها من محكمة جنايا المنشية بالأعدام شنقا فى 16 مايو عام 1921 ونفذ فى 21 ديسمبر من نفس العام
ريا على همام رقم 5560 , العمر 35 عاما تم القبض عليها فى 16 ديسمبر عام 1920 , صدر الحكم عليها بالأعدام شنقا من نفس المحكمة فى 16 مايو لنفس العام ونفذ فى 21 ديسمبر 1921

ولم تقتصر تلك القضية على الجهات السياسية والشارع والراى العام بأكملة فقد كان للفن نصيبا من عرض تلك القضية” قضية أول سفاحتين فى تاريخ مصر”
فعلى مدار عدة أعوم ظهر أول عمل فنى عن تلك القضية وهو فيلم سينمائى عام 1953 بعنوان ” ريا وسكينة” بطولة أنور وجدى ,زوزو حمدى الحكيم ونجمة إبراهيم
وفى فترة الستينيات أعيد تقديمة مرة أخرى بشكل كوميدى تحت عنوان “إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة” بطولة الكوميديان أسماعيل يس
اما فى الثمانينات فقد قدم مرتين بشكل مختلف ,الأولى عمل سينمائى بطولة ” شريهان ويونس شلبى” والثانى من خلال خشبة المسرح فى عمل يحمل نفس الأسم ” ريا وسكينة” بطولة النجوم شادية وسهير البابلى
وأخيرا فى عام 2005 تم معاجتة دراميا وقدم على شاشة التليفزيون مسلسل” ريا وسكينة” وقام ببطولتة عبلة كامل وسمية الخشاب
اما الأن وفى عام ٢٠١٨وبعد مرور مايقرب من ٩٧ عاما كيف أصبح الشارع السكندرى يتذكر ” حدوتة ريا وسكينة ؟!”
الإجابة كانت من هنا ,من داخل شارع محمد يوسف فخر ” مكاريوس سابقا” حيث كانت تسكن “ريا وسكينة ” بأحد العقارات بالطابق العلوى وبعد القبض عليهم واكتشاف الجثث المدفونة اسفل العقار الذى تم هدمة واعيد بنائة بعدها بسنوات قليلة وكان ” عم مصطفى ” هو الساكن الاول الذى جاء الية و على الطريق المجاور فكانت أرض فضاء ” قسم اللبان القديم مسرح الأحداث” وامامة عقار قديم( يقال انة المنزل الذى صور داخلة انور وجدى فيلمة عام 1953 “ريا وسكينة”)والذى شهد واحده من أشهر جرائم وهى حكاية ” شفيقة” الست المقتدرة” وكانت بتيجى القسم عشان تدفع عوايد البيت بتاعها وفيوم قابلتها ريا باليل لوحدها وسحبتها عالبيت وحصل المقدر وخنقتها بس الأفظع أنها حطت الجثة على سريرها ونامت جنبها على “لمبة جاز ” لغاية الفجر لما جة عبد العال” زوج سكينة”  وقالتلة ” ادفن الجتة دى على ماتيجى سكينة ونبيع المضاغ” الذهب” وكملت نومها …

ولم تترك لنا أسطورة ريا وسكينة القصص والحواديت المرعبة فقط بل كانت لها طرائف والتى كان منها ” بازار ريــــــــا وسكينــــــة” .. وهو ليس بمتحف لمقتنايتهم او مزار سياحى ,بازار ريا وسكينة “كشك” لبيع الحلويات خلف قسم اللبان القديم ولم تجىء شهرتة من استخدامة لاسم ريا وسكينة وموقعة فقط بل لان البازار امتلاء بصور لريا وسكينة وافراد العصابة وصور لبعض الضحايا بجانب مخططات مكتوبة تروى قصة ريا وسكينة منذ البداية حتى يوم الاعدام الذى كان يوم تاريخى بمحكمة المنشية قال البعض ان مشاهدة المحاكمة وقتها كانت “بتذاكر” مثل مشاهدة السينما والمسرح
وفى النهاية نجد أنة على الرغم من تلك الجرائم البشعة التى ارتكبتها “قابضتى الارواح” ريا وسكينة انهما لم يشعرا بالندم على ازهاق 17 روحا فأخر كلمات لفظت بها سكينة اثناء اعدامها ” انا بتشنق مطرح الجدعان , غفلت الحكومة وقتلت 17 .. اشهد ان لا الة الا اللة وان محمد رسول اللة”
وستظل ريا وسكينة أسطورة تتداولها الايام ولا احد يعرف ما الذى تخفية من حواديث لن نعرفها حتى الان

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79029715
تصميم وتطوير