كتب_ خالد جزر
«عام الشباب» .. هذا ما أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى على عام 2016 المنقضى، فبدى جليًا اهتمامه بفئة الشباب، كونهم اللبنة الأولى فى بناء مصر الحديثة، فابتغى بعضهم السبيل إلى المشاركة المجتمعية بشكل إيجابى ومؤثر دون بحث عن مطامع شخصية، ودون أن تهتز أقدامهم الثابتة على طريق العمل العام بعيدين كل البعد عما انخرط فيه بعض رجال الأعمال والجمعيات الأهلية من سعى دءوب وراء الالتحاق بركب السياسة وتحقيق أغراض شخصية، متناسين دورهم الرئيسى فى خدمة البسطاء والفقراء والمشردين كنوع من التكافل الاجتماعى الذى انتبه إليه الشباب فى ظل غفلة من غيرهم .
«بسمة للإيواء» هو فريق من الشباب ظهر بشكل مفاجئ فاستطاع أن يحوز احترام وتأييد الطبقة العريضة من أهالى محافظة الشرقية، وذلك لسمو هدفهم وسعيهم لانتشال المشردين من براثن الضياع بعدما عصفت بهم رياح الحياة العاتية، وسوء الأحوال الاقتصادية والتفكك الأسرى، الذى وضعهم فى مهب الريح وألجأهم إلى اتخاذ الشوارع مأوى لهم بعد أن فقدوا حياتهم الكريمة كل حسب دوامة الظروف القاسية التى سقط فيها .
مهندس رضا موسي عاشور – أحد أهالى مدينة الزقازيق، يرى أن هناك شعاع أمل تجلى من هؤلاء الشباب فمنحهم لقب «أحفاد عرابى» حيث جمعتهم فكرة طرقوا بها كل الأبواب، فى محاولة لتوصيل أهدافهم التى لاتحمل أى أهداف شخصية، غير أنهم أحسوا بمجموعة من البشر تجاهلهم المجتمع ونظر إليهم على أنهم جنس آخر لا هو إنسان له حقوقه ولا هو حيوان يستحق العطف والرأفة فى نظر البعض «خارجون عن الحياة».
أما نهاد محمد، فترى أن المجتمع ينظر إلى المشردين على أنهم مجموعة من المجذوبين الذين يمثلون خطرًا على المناطق التى يقطنون بها، مؤكدًا أن الفريق رأى أن المشردين فى عالم آخر تجاهلوا أنفسهم وأرواحهم فلم يشعر بهم أحد، فهم لايعرفون المال ولا يطلبون طعام يعيشون على كسرة خبز وقليل من الماء وإن وجد يرتدون ملابس من الخيش حتى فقدوا الثقة وطلقوا الدنيا.
وأوضح المهندس أحمد فارس، أن الفريق رفع شعار «هؤلاء يستحقون الحياة» فبادلهم الأهالى بشعار حازوه عن جدارة وهو «يستحقون الاحترام»، حيث استطاعوا بالفعل رسم الفرحة والبهجة على وجوه الكثيرين،
على الرغم من الصعوبات البالغة التى كانت فى مواجهتهم والروتين الحكومى فى إنهاء كافة الإجراءات الخاصة بهم وبتراخيصهم كجمعية مُرخصة ومعلنة أمام الدولة والقانون، حيث طالب الجميع بدعمهم كل حسب استطاعته فى سبيل تحقيق هدفهم المنشود، وهو إعلان الشرقية خالية من المشردين، لتكون تلك هى أولى بشريات هؤلاء الشباب لعام 2017 .
التعليقات