الأهالى: سرقة الأموات “عينى عينك” .. ومقابر الصدقة تحت سيطرة البلطجية…. والمستشفيات الخاصة تلقى بمخلفاتها خلف المقابر وتجار الخردة يحرقونها
كتب: خالد جزر
لم تعد أماكن دفن الموتى قاصرة على الأموات فقط ولكن استغلها البلطجية والأهالى الذين لا مأوى لهم فى المعيشة والعيش بداخلها بدون رهبة أو خوف، بسبب فقر الحياة والمعيشة الباهظة وارتفاع أسعار الإيجارات الشهرية للمساكن، ولكن استغلها البعض الأخر لنبش وسرقة القبور والمدافن كما عرفت لبيعها لطلبة كليات الطب بآلاف الجنيهات، فضلا عن عظام الموتى التى لم تسلم منهم لاستخدامها فى طحن الهيروين والكوكايين وخاصة الجماجم .
وتشهد مقابر “المبرز” التابعة لمنطقة الحسينية_ شارع فاروق ومقابر الإشارة، بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، العديد من الوقائع والسرقات لجثث الموتى وعظامهم على مرآى ومسمع من حراسها دون تدخل يذكر من جانب المسؤولين، كما يقصدها البعض لممارسة الأعمال المنافية للآداب وتعاطى وبيع المخدرات نهيك عن جشع خادم المقابر(الحنوتي) حتي وصل سعر الحوش في المقابر ل 200 الف جنيه، والقبر وصل ل 50 ألف جنيه، وظهور حالات النصب والتعدي علي المدافن الخاصة ورصدت “البيان” اكثر من حالة فى ظل غياب الأجهزة المعنية.
قال سمير عبد الدايم – أحد العاملين بمقابر كفر الإشارة التابعة لحى ثان الزقازيق، إن المقابر حاليًا تشهد طفرة سكنيه كبيرة فى ظل ارتفاع أسعار الإيجارات الشهرية للعمارات والمساكن، حيث يعتمد بعض الأهالى على العيش بداخلها بمرافقة أسرتهم وسرقة التيار الكهربائى العمومى وإنارة الأحواش ليلًا دون تدخل يذكر من مسؤولى مجلس مدينة الزقازيق، مما يسهل على تجار المخدرات والبلطجية لسرقة جثث الأموات .
وأضاف شريف عكام – أحد الأهالى، أن الفترة الماضية انتشر بشكل كبير تجار الموتى داخل المقابر، حيث يتم فرض مبلغ مالى على كل جثمان تقوم أسرته بتشييعه ودفنه، على خادم المقابر “الحنوتى” تحت تهديد الأسلحة البيضاء بالإتفاق مع حارس البوابة الرئيسية للمقابر، مما يُشكل خطرًا كبيرًا على سلامة الأهالى وتعتبر العودة إلى زمن الإتاوات إلى جانب قيام البعض الآخر بنبش القبور والحصول على ما بداخلها من جثث حديثة الدفن وعظام الموتى لطحنها مع المواد المخدرة، موضحًا أن بعض الدجالين يترددون على المقابر للحصول على أسنان الموتى وخصلات من الشعيرات الخاصة بهم وأظافرهم لاستخدامها فى أعمال السحر والشعوذة .
وأكد الدكتور خالد شريف – طبيب المخ والأعصاب بمدينة الزقازيق، أنه فوجئ ببعض البلطجية يقومون بهدم بعض الأحواش وأعين المقابر التى لم يزورها أصحابها منذ فترة طويلة فى غفلة من حارس المقابر، مشيرًا إلى أنه عندما علم بالأمر ذهب إلى المقابر لزيارة والديه وأثناء فحصه أحد الأعين التى أنشأها صدقة على روح والديه فوجئ بانها تغير ملامحها وسيطر عليها بعض البلطجية لبيعها بدون وجه حق وعندما حاول مواجهته تم تهديده بالأسلحة البيضاء.
وأوضح شريف، أنه استعلم عن أسماء البلطجية الذين يسيطرون على المكان بالكامل، وهم كل من “إيهاب.م” و”عبد الباسط”، واكتشف أنه محرر ضدهم محاضر أرقام 1472 لسنة 2015 و2197 لسنة 2015 جنح قسم ثان الزقازيق، يفيد بسرقتهم الجثث من المقابر والسيطرة على أعين المقابر “الصدقة”.
وفى السياق ذاته، تعانى منطقة مقابر كفر الإشارة بمدينة الزقازيق، من حرق المواد البلاستيكية وانبعاث الأدخنة على الأهالى ومساكنهم من قبل تجار الخرد بالمنطقة الخلفية، مما أدى إلى تعرض الأهالى إلى الأمراض وحساسية الصدر وخاصة الأطفال فضلا عن قيام بعض المستشفيات الخاصة بإلقاء مخلفاتها فى الجهة الخلفية للمقابر أيضا ولم يحرك أى مسؤول ساكنًا على الرغم من الشكاوى المقدمة من المواطنين .
من جانبه، اعترف أحد قيادات رئاسة مركز ومدينة الزقازيق، والذى رفض ذكر اسمه، أن المقابر تحتاج إلى “رقابة مفترية” على حد وصفه، بسبب قيام بعض الأهالى والبلطجية بالسكن داخلها وسرقة التيار الكهربائى من الأسلاك العمومية، مؤكدًا أنهم من حقهم الحصول على حقوقهم كاملة والعيش عيشة آدمية بدلا من مجاورة الأموات مع أبنائهم الأطفال الصغار، لافتا أنه سيشن حملة مكبرة لمتابعة المدافن نهارًا وليلًا للتأكد من خلوها تمامًا ووضع خدمات أمنية بالتنسيق مع مديرية الأمن أن لزم الأمر .
التعليقات