تقرير : إيمان حامد
تشهد أوكرانيا أزمة جديدة في خضم معركة الربيع بالنقص الحاد في رصيدها الاستراتيجي من الذخائر وخاصة عيار 155 ميلي، في الوقت الذي يعمل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لدعمها بشكل عاجل لضمان صمودها أمام القوات الروسية.
كان قد وافقت 17 دولة بالاتحاد الأوروبي إضافة إلى النرويج، على خطة لإرسال مليون طلقة ذخيرة إلى أوكرانيا هذا العام، مع التوقيع على وثيقة تحدد شروط مسعى مشترك لشراء ذخيرة عيار 155 ميلي على وجه السرعة ووضع برنامج طويل الأجل لشراء ذخيرة أخرى.
وأوضح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن القوات الأوكرانية تطلق نحو 110 آلاف قذيفة من عيار 155 ميلي شهريا، ما يمثل ربع الكمية التي تستخدمها روسيا
ويتزايد القلث بشأن تناقص إمدادات الذخيرة ونقص الإنتاج في البلاد مع اشتداد القتال ضد روسيا في المرحلة المقبلة.
أشار المفوض الأوروبي لشؤون السوق الداخلية، تيري بريتون إلي قيامه بجولة في مصانع الذخيرة في وسط أوروبا هذا الشهر وتحدث عن وضع الاتحاد الأوروبي على أساس “اقتصاد الحرب”مضيفا انها قد لا تكون قادرة على تلبية احتياجات أوكرانيا.
أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، علي أن الاتحاد الأوروبي اعتمد الأسبوع الماضي حزمة جديدة من الدعم العسكري بقيمة 2 مليار يورو مضيفا أن تركيز التكتل الآن ينصب على توفير الذخائر التي تحتاجها أوكرانيا لمواجهة روسيا وأنه سيتم تقديم مليون قذيفة من عيار 155 ميلي بالإضافة إلى معدات أخرى.
وتابع أن هذا القرار يأتي في إطار الدعم المستمر من قبل التكتل للشعب الأوكراني من أجل الدفاع عن أنفسهم أمام هذا الاعتداء غير المسبوق على سيادتهم وسلامة أراضيهم والذي يهدد الأمن في القارة الأوروبية”.
وألقت الخارجية الأميركية الضوء علي أن حزمة المساعدات الأخيرة البالغ قيمتها 350 مليون دولار، تتضمن المزيد من الذخيرة لراجمات صواريخ هيمارس، ومدافع الهاوتزر المقدمة من الولايات المتحدة والتي تستخدمها أوكرانيا، بالإضافة إلى ذخيرة لمركبات برادلي القتالية للمشاة، وصواريخ هارم وأسلحة مضادة للدبابات وقوارب نهرية وغيرها من المعدات موضحا سعب كييف لجمع إمدادات كافية من الذخائر من داعميها الغربيين، لشن هجوم مضاد ومحاولة استعادة الأراضي التي سيطر عليها الروس العام الماضي.
وأضاف المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن القضية الأكثر أهمية وإلحاحا اليوم بالنسبة للجيش الأوكراني هي استمرار تدفق الذخيرة. إذا فشلنا في ذلك، فإن نتيجة الحرب في خطر حيث تطلق القوات الروسية نحو 50 ألف طلقة مدفعية كل يوم، مقارنة بحوالي 6 إلى 7 آلاف طلقة من أوكرانيا “ويجب سد هذه الفجوة”.
وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو أن باريس ستضاعف إمداداتها من قذائف 155 ميلي لكييف، لتصل إلى 2000 شهريا بالإضافة إلؤ زيادة كبيرة في المساعدات العسكرية الألمانية لأوكرانيا، بتخصيص 12 مليار يورو لتزويد كييف بإمدادات عسكرية وإعادة ملء مخازن الجيش الألماني.
ويستخدم الجيش الأوكراني مقذوفات من عيار 155 ميلي في مدافع هاوتزر الفرنسية ذاتية الدفع من طراز “Caesar”، ومدافع الهاوتزر الألمانية.
وأفاد نائب مدير مشروع الدفاع الصاروخي التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إيان ويليامز، أن “العقبة الأكبر في الوقت الحالي هي الإنتاج، فعادة ما تكون صناعة الدفاع غير قادرة على زيادة الإنتاج بهذه السرعة”.