Site icon جريدة البيان

الوضع الاقتصادي في لبنان يأخذ منحىً درامي  

 

تقرير : إيمان حامد 

 

أستمرت الأزمة النقدية في لبنان حتي عامها الرابع بالإضافة إلي تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي، وبات المجتمع اللبناني يعيش أزمة اجتماعية غير مسبوقة، اتخذت منحىً دراماتيكياً خلال الأيام القليلة الماضية، مع تزايد حالات الانتحار خصوصاً بين أوساط الشباب.

 

أصبحت معاناة لبنان من وضع اقتصادي صعب، ترجم أربع حالات انتحار لشباب في الأسبوع الأول من مارس، إضافة الى انتحار شخص خامس ميسور الحال، أنهى حياته بسبب عدم قدرته على الحصول على أمواله المودعة في المصرف، وفقدانها جزءاً كبيراً من قيمتها، في حين وصل عدد الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار خلال يناير 2023 إلى 11 شخصاً.

 

صرح النائب في البرلمان اللبناني ملحم خلف إن الإنسان في لبنان أصبح اليوم في خطر، وإن الوضع بات لا يحتمل، مع وصول البلاد إلى مكان صعب و أن تكرار “مشهد الانتحار” في الأيام الأخيرة، دليل على مدى القهر الذي يتعرض له الشعب، من تداعيات عدم معالجة تفلت سعر الصرف، وانعكاس ذلك على أسعار الخبز والدواء والنقل والكهرباء والمياه والمدارس.

 

وقال خلف إن الشعب اللبناني يستغيث من القهر، لافتاً الى أن حسين مروة وموسى الشامي وعلي أبو حمدان، هم ثلاثة ضحايا انتحار في أُسبوع واحد بسبب الوضع المعيشي، حيث انضم إليهم اليوم الشاب محمد ابراهيم الذي أقدم أيضاً على الانتحار، ما يدل على أن الشعب لم يعد يملك ترف الانتظار وغير قادر على تحمل المزيد، داعياً جميع النواب الـ 128 في لبنان الى الحضور إلى البرلمان وانتخاب رئيس للجمهورية، ما يساهم في انتظام الحياة العامة في البلاد.

 

اكد خلف علي أن عدم حضور النواب اللبنانيين إلى البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية يساهم بتعميق الأزمات ويزيد من بؤس الناس ويأسها ويوصلها للموت وأن إيقاف مشهد هذا الانتحار الجماعي، تكون عبر انتخاب رئيس، كمدخل لتشكيل حكومة تعالج أوجاع الناس، وبالتالي فإن المطلوب من النواب، إنقاذ الوضع قبل توجه الشعب كله للانتحار، لأن هذا الأمر من مسؤوليتهم.

 

وأشار إلي أن خطوته إلى جانب النائب نجاة صليبا الاعتصام في البرلمان، منذ 19 يناير 2023، كان هدفها حث النواب على انتخاب رئيس جديد، والتحذير من أن الشعب اللبناني موجوع، مجدداً دعوة زملاءه النواب الى إنقاذ الشعب المقهور من الموت.

 

أوضحت الأخصائية في علم النفس العياري الدكتورة غادة هواري إن هناك عدة عوامل تقف خلف ارتفاع نسبة حالات الانتحار في لبنان، في الأيام الماضية، بينها الوضع الاقتصادي الميؤوس منه مؤكدة علي وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من هبوط قيمة رواتبهم بالليرة، مع ارتفاع سعر صرف الدولار، حيث أن هؤلاء انتقلوا من الطبقة المتوسطة الى الطبقة الفقيرة، وهو ما أثر سلباً على مستوى معيشتهمعوامل مسببة للأزمات النفسية

 

وتابعت غادة هواري أن الوضع النفسي السيئ للأهل، وارتفاع نسبة العنف الأسري، وحالات الطلاق بسبب الوضع الاقتصادي، إضافة الى فقدان الكثير من المعيلين لوظائفهم، وعدم توافر فرص العمل، كلها عوامل خلقت تشتتا في الأسر، وتسببت في أزمات نفسية لدى الشباب، لافتة الى أن جميع هذه العناصر، تلعب دوراً سلبياً في دفع الفرد لاتخاذ قرار الانتحار.

 

وأضافت هواري أنه يوجد عدد من الاشخاص الذين كانوا يتلقون علاجاً نفسياً، ولكنهم أوقفوا تناول أدوية للأعصاب بسبب غلاء سعرها، مشيرة الى أن التوقف المفاجئ عن دواء الأعصاب يؤدي الى التدهور النفسي، بعد توقف الدماغ عن فرز هرمون السعادة.

Exit mobile version