صفاء عويضة
في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم من انتقال فيروس كورونا المستجد وطرق نقل العدوي جاء قرار البنك المركزي عن اعتزام مصر، بدء طباعة النقود البلاستيكية «البوليمر» بعد عدة شهور بمطابع العاصمة الإدارية الجديدة ،بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية ان استخدام النقود الورقية يمثل احد وسائل انتقال العدوي ، فقد اصبح يفصلنا عن بدء تداول هذا النوع من النقود شهور قليلة .
أثارت تصريحات البنك المركزي المصري، حول اعتزامه إنتاج وطباعة النقود البلاستيكية المصنعة من مادة ” البوليمر ” في عام 2020، جدلًا واسعًا فى الأوساط الاقتصادية والشعبية حول هذه العملة وتداعياتها المتوقعة في مختلف المجالات، حيث تدخل مصر، ضمن الدول التي بدأت استخدام النقود البلاستيكية «البوليمر»، خلال العام الجاري، بعد الإطلاع على أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا طباعة النقود ومنها النقود البلاستيكية «البوليمر»، والتعاقد على شراء الماكينات والمعدات والتدريب عليها، خلال الشهور الماضية.
مرحلة التمهيد
يقول خبراء الإقتصاد ان البنك المركزي بداء للتمهيد للنقود البلاستيكية منذ اربع سنوات عندما بداء الشمول المالي.
وذلك عن طريق اتاحة الفرصة لكل مواطن ان يكون له حساب بالبنك ،فقد اعد البنك المركزي عدة دعوات ومبادرات في هذا الشأن، منها الشمول المالي العربي علي سبيل المثال وقد كان الهدف من هذا الموضوع هو نوع من تدريب المواطن علي التعامل مع البنوك ومنها اتخاذ قرارات تحويل المرتبات الموظفين بالدولة القطاع الحكومي والعام ليكون من خلال البنوك، أيضا تفعيل منظومة الدفع الإلكتروني، من خلال إلغاء الشيكات الحكومية وتفعيل e-banking و E-finance واخيرا الوصل الي المحافظ الإلكترونية وكروت ميزا ،واستخدام منظومة QR.
حيث ان جميع هذه الوسائل تساعد في تسهيل حركة التجارة ونقل الأموال وتحد من استخدام الكاش (النقود) بالسوق وبالتالي تصبح البنوك هي حلقة الوصل والهدف منه هو ان يتم ادخال الاقتصاد غير الرسمي الموازي ودمجه مع الاقتصاد الرسمي ،لذلك تعتبر النقود البلاستيكية خطوة هامة علي طريق تطور الإقتصاد المصري.
اما عن كيفية الإصدار لهذه النقود البلاستيكية فهناك بعض المحددات منها سحب التالف من العملات القديمة وإصدار بديل له،كما سيتم وضع معدل التضخم ايضا في الاهتمام بإعتبارة مؤثر قوي و عامل هام،و معدل النمو الاقتصادي
خبراء الاقتصاد
بحسب تصريحات البنك المركزي المصر ي، فإن أول دورة لاستخدام العملات البلاستيكية في السوق المصر ي ستكون في عام 2020، وسيتم تطبيق ذلك على فئة الـ 10 جنيهات، وفي حال نجاح التجربة سيتم تعميمها على جميع الفئات من النقود، وهو ما أثني عليه الخبراء ووصفوه بالاتجاه الإيجابي من قِبَل البنك المركزي لتطوير شكل العملة والمواد المستخدمة في تصنيعها.
فيقول عمرو كمال،رئيس البنك العقاري المصري السابق ، متحدثا عن مميزات النقود البلاستيكية الواضحه وعيوبها التي تنحصر في تعود المتداولين عليها بديلا عن الورقيه ومن اهم مميزات النقود البلاستيكيه
عمرها الافتراضي الذي يمتد الي سنوات بعكس الورقيه عمرها الافتراضي شهور وبالتالي تعرضها للتلف ضئيل ، كما أن النقود البلاستيكية صديقه للبيئه ، كما ان طبع النقود البلاستيكيه منخفض التكلفه مقارنه للورقيه و اكثر امانا من مخاطر التزوير ، كما تساعد علي سرعه تحقيق منظومه الشمول المالي من حيث سهوله تداولها من خلال ماكينات الصرف ATM و ETM.
توجه عالمي
مصر ليست الأولي في الاتجاه إلى العملات البلاستيكية المصنوعة من مادة ” البوليمر ” فسبقتها أكثر من 20 دولة، من بينها كندا ونيوزيلندا وإنجلترا، أما البداية فكانت في أستراليا منذ عام 1988.
كما ذكرت دراسة كندية، أن العالم يتجه لإنتاج نقود مصنوعة من البلاستيك نظرًا لانخفاض أثرها على البيئة مقارنة بأوراق “البنكنوت”، فضلًا عن انخفاض تكلفتها وطول عمرها الافتراضي.
وانتهت الدراسة التي أجراها البنك المركزي الكندي، إلى أن النقود الورقية مكلفة للغاية ولها آثار بيئية خطيرة، وتوصلت إلى أن الأثر البيئي الناشئ عن دورة حياة أوراق نقدية بقيمة 3 مليارات يورو تم إنتاجها في العام 2003، يعادل الأثر البيئي الناشئ عن قيادة سيارة حول العالم بعدد 9235 مرة.
الإنطلاقة
يستعد البنك المركزي المصري، في مقره الجديد الجاري تنفيذه بالعاصمة الإدارية، للانتهاء من تدشين أكبر دار نقد، حيث سيتم تجهيزها بأحدث ماكينات إنتاج العملات في العالم، والتي ستعمل على 4 خطوط لبدء إصدار عملات مصرية بلاستيكية لأول مرة من مادة البوليمر،كما ان مصر لن تتوجه فقط إلى تداول العملات البلاستيكية وإنما تعتزم تصنيعها أيضًا، وسوف تشهد العاصمة الإدارية الجديدة مقر المطبعة، مما يجعلها تدخل في المنافسة حيث يتداول استخدام العملات البلاستيكية أكثر من 20 دولة ولكن يقوم بتصنيعها 3 دول فقط وهي أستراليا التي بدأت في عام 1988 فأصبحت الدولة الأم لتصنيعها، واليابان وإنجلترا.
فوائد النقود البلاستيكية «البوليمر»
نرصد لكم اهم فوائد النقود البلاستيكية في نقاط قليلة وهي:
1- النقود البلاستيكية «البوليمر» مصنوعة من مادة البوليمر غير الضارة بالبيئة بعكس النقود الورقية.
2-عمر البلاستيكية «البوليمر» يعادل أضعاف عمر العملة الورقية، بخلاف العملة الورقية التي تتدهور بشكل سريع بعد تداولها.
3- استخدام النقود البلاستيكية «البوليمر» في مصر يعد أمرا إيجابيا لحركة النقد بالأسواق.
4- استخدام النقود البلاستيكية «البوليمر» يساهم في تخفيض تكاليف الطباعة.
5-استخدام النقود البلاستيكية «البوليمر» يحسن مستوى الأوراق التي تتداول بشكل كبير.
6- العملة البلاستيكية لن تكون شبيهة بالعملة المعدنية أو الكوينز، ولكن حجمها مثل حجم العملة الورقية المتداولة وتحمل نفس التصميم كل بحسب فئته.
7- تساهم النقود البلاستيكية «البوليمر» في القضاء تدريجيا على الاقتصاد الموازي.
8- النقود البلاستيكية «البوليمر» تساعد على محاربة تزييف”تزوير” العملة، والسيطرة على السوق النقدي.
وكان قد كشف طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري، في تصريحات سابقة له عن اعتزام المركزي إنتاج وطباعة النقود البلاستيكية المصنعة من مادة البوليمر لفئات النقود المصرية، خلال عام ٢٠٢٠، من خلال مطبعة البنك المركزي الجديدة، في العاصمة الإدارية الجديدة.
وبدأت مصر، الاستعداد لإنتاج العملة على البلاستيك «البوليمر» بجانب استخدام العملة الورقية، بداية من عام 2018، على أن يتم تجهيزها وطبتعتها في أكبر مطبعة للنقود في مصر بمقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة.
التعليقات