السبت الموافق 26 - أبريل - 2025م

النظام الإيراني يحوّل المدارس إلى ساحات أمنية: رهان خاسر ضد جيل ثائر

النظام الإيراني يحوّل المدارس إلى ساحات أمنية: رهان خاسر ضد جيل ثائر

 

الشرطة في المدارس تكشف رعب النظام من شباب لا ينكسر

 

يواجه النظام الإيراني جيلاً شابًا ثائرًا يُشكل تهديدًا وجوديًا له، خاصة بعد دوره المحوري في انتفاضة 2022. في محاولة يائسة للسيطرة على هذا الجيل، وقّع النظام في 19 أبريل 2025 مذكرة تفاهم أمنية بين قوى الأمن الداخلي ووزارة التربية والتعليم، تتيح للشرطة التدخل الرسمي في المدارس. هذه الخطوة، التي تهدف إلى أمننة المؤسسات التعليمية، تكشف عن خوف النظام العميق من وعي الطلاب وروحهم الثورية.

جيل خارج عن السيطرة

 

 

حاول النظام لسنوات تشكيل وعي الشباب عبر مناهج دينية رجعية وتحريف التاريخ، لكنه فشل في صناعة جيل خاضع. الطلاب، وخاصة الفتيات، قادوا انتفاضة 2022، حيث نظموا إضرابات ومظاهرات، وهتفوا بشعارات مثل «خامنئي قاتل، ولايته باطلة». هذا الحراك يُذكّر بدور الطلبة في ثورة 1979 ضد الشاه، عندما أشعلت مظاهرات نوفمبر 1978 انهيار النظام. اليوم، يُثبت الجيل الجديد أنه القوة الأكثر فاعلية في مواجهة ولاية الفقيه.

مذكرة أمنية تكرس القمع

 

 

وقّع أحمد رضا رادان، قائد قوى الأمن الداخلي، وعليرضا كاظمي، وزير التربية والتعليم، مذكرة تفاهم تمنح الشرطة صلاحيات واسعة في المدارس تحت ذرائع مثل «مواجهة التهديدات الاجتماعية». أعلن كاظمي خضوعه الكامل لرادان، واصفًا نفسه بـ«جندي في خدمة الشرطة»، بينما وصف رادان الطلاب بأنهم «هدف العدو»، متهمًا الفضاء الإلكتروني بـ«اختطاف عقولهم». هذه التصريحات تكشف عن رؤية النظام للمدارس كساحات صراع وليس مراكز تعليم.

مقاومة من داخل الصفوف

 

 

ردّت لجنة التعليم والتربية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ببيان حاد، مؤكدة أن «الطلاب الثائرون لن يسمحوا لعناصر رادان بالراحة، ولن يمر قمع النظام دون رد». هذا التحذير يعكس تصميم الطلاب على مواجهة القمع. الجيل الجديد، الذي نشأ تحت الاستبداد، رفض تلقين النظام، وتحوّل إلى قوة مقاومة تكتب فصول الثورة من داخل الصفوف الدراسية.

أمننة المدارس تُوسع الثورة

 

 

بدلاً من إخضاع الطلاب، تُؤدي أمننة المدارس إلى تعميق الفجوة بين النظام والشباب. كل إجراء قمعي يُولد وعيًا أكبر ويُقرّب لحظة الانفجار الثوري. المدارس، التي كان النظام يأمل أن تكون أداة طاعة، أصبحت اليوم مراكز للمقاومة، حيث يتحد الطلاب في رفض الاستبداد والرجعية.

الخاتمة

 

 

إن إدخال الشرطة إلى المدارس يكشف عن ضعف النظام الإيراني وخوفه من جيل لا يقبل الانكسار. هذه السياسة القمعية، التي تحوّل المؤسسات التعليمية إلى ساحات أمنية، لن تُوقف المد الثوري، بل ستُسرّع من سقوط ولاية الفقيه. الطلاب الإيرانيون، بوعيهم وشجاعتهم، يقودون معركة الحرية، مُمهدين الطريق لإيران ديمقراطية تتحقق فيها آمال الجيل الجديد.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81284662
تصميم وتطوير