جاسمين مختار
أمر المستشار «النائب العام» بالتحقيق في الإخطار الذي تلقته «النيابة العامة» صباحاً باندلاع حريق داخل غرفة العناية المركزة بالطابق الأرضي من «مستشفى البدراوي» رقم 2 بدائرة قسم شرطة المنتزه أول، مما أسفر عن وفاة سبعة مرضى وإصابة مريضة أخرى، وإتلاف بالغرفة المذكورة وبأسرَّة وأجهزة فيها وقد عزا «مدير إدارة الحماية المدنية» سبب الحريق إلى ماسّ كهربائي ، هذا وقد استهلت «النيابة العامة» تحقيقاتها بالانتقال إلى مسرح الحادث لمعاينته حيث تبينت اندلاع الحريق بـ«غرفة وحدة العناية المركزة» بالمستشفى، والتقت خلال المعاينة بـ«مدير العناية المركزة» الذي أفاد بتخصيص الغرفة لاستقبال وعلاج حالات الإصابة بفيروس كورونا وفي سياق متصل سألت «النيابة العامة» طبيبًا بشريًّا بالغرفة محل الحريق فقرر اندلاعه من وحدة المكيف الهوائي بالغرفة ، مؤكدًا عدمَ اشتباهه جنائياً في الحادث ، وفي الوقت ذاته سُئل مسؤول الاستقبال بالمستشفى فأكد أنَّ بدايته من داخل وحدة المكيّف الهوائي المذكور ، وأنه حاول إخماده فور اندلاعه باستخدام أجهزة الإطفاء اليدوية ولكنه لم يتمكّن من ذلك حيث تصاعدت ألسنة اللهب وامتدت حتى حضرت سيارات الإطفاء وسيطرت عليهاومن جهة أخرى سألت «النيابة العامة» ممرضَيْن بالمستشفى قرَّرا سماعهما حال تواجدهما داخل غرفة العناية انفجارًا بوحدة مكيّف الهواء ، وأبصرا خروجَ دخان كثيف منه واندلاع النيران فيه ، وخلال محاولتهما فصل التيار الكهربائي عن مكتب الاستقبال بالمستشفى فُوجِئا بامتداد ألسنة اللهب وتصاعدها حتى حضرت سيارات الإطفاء وأخمدتها هذا وقد قررت «النيابة العامة» ندب «خبراء الإدارة العامة للأدلة الجنائية» بـ«وزارة الداخلية» لمعاينة مسرح الحادث ورفع الآثار منه وذلك لبيان سبب اندلاع الحريق، وتحديد نقطة بدايته ونهايته وانتشاره ، ومدى وجود شبهة جنائية فيه ، وأمرت بتفريغ كاميرات وآلات المراقبة بالمستشفى ومحيطها ،ومن جانبها أمرت بنقل جثامين المتوفّين لـ«مستشفى صدر المعمورة» بمعرفة «إدارة الطب الوقائي» مع اتخاذ كافَّة الإجراءات الوقائية اللازمة، وندبتْ الأطباءَ الشرعيين لتوقيع الصفة التشريحية عليهم ، وصرّحت بدفنها عقب انتهاء تلك الإجراءات ،
يذكر ان «النيابة العامة» قد استعلمت من «مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية» عن المدير المسؤول عن «مستشفى البدراوي» والتراخيص الصادرة لها وشكَّلتْ لجنة من «إدارة العلاج الحر» و«إدارة السلامة والصحة المهنية» و«إدارة الطوارئ والأزمات» بـ«مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية» وذلك لبيان التراخيص الصادرة للمستشفى محل الحريق وطبيعتها والنشاط المسموح لها بممارسته وإن كان من بينه علاج حالات الإصابة بفيروس كورونا، والوقوف على المدير المسؤول عنها والمتولّي إدارتها ومعاينتها ومعاينة «غرفة العناية المركزة» بها وذلك لبيان انطباق المواصفات الثابتة بالتراخيص على الطبيعة، ومدى توافر الأجهزة الطبية اللازمة بها، ومدى الالتزام باتباع الإجراءات الطبية والفنية من جانب الأطقم الطبية والإدارية داخل «غرفة العناية المركزة» حال حدوث العوارض بها، وبيان مدى الالتزام بها خلال الحادث الواقع اليوم، ومدى ارتكاب إدارة المستشفى أي خطأ خلال الحادث أدى لوقوعه ، وفي الوقت ذاته شكلت «النيابة العامة» لجنةً ثلاثية من قسمي الحريق والوقاية من مخاطره، وأحد المختصين بـ«إدارة الأمن الصناعي» بـ«مديرية القوى العاملة» وذلك لبيان مدى التزام المستشفى بالإجراءات المعمول بها والواجب توافرها ضمن «معايير السلامة والصحة المهنية والبيئية بالمنشآت الطبية»، وفي حالة عدم توافرها بيان علاقة ذلك بوقوع حادث اليوم، وعما إذا كان قد وقع أيُّ خطأ من المستشفى أدى لاندلاع الحريق بها، وطلبت «النيابة العامة» تحرّيات الشرطة حول الواقعة، وجارٍ استكمال التحقيقات وسؤال ذوي المتوفين والأطقم الطبيّة بالمستشفى.
التعليقات