المليان x كلام

عصام عبدالحميد
يعد عميد الأدب العربى طه حسين أشهر مفكر عربى موسوعى المعرفه، فهو العالم الفذ فى اللغويات والأدب المقارن والعلوم الإنسانية وهو الناقد العملاق والروائى المبدع وهو المفكر الإجتماعى الأبرز فى القرن الماضى، خلال حياه ثريه منخ خلالها 4 دكتوراه وعبر إسهام تجاوز بضع وستون كتاب تفوق المائه بالإضافه إلى ترجماته وخلال تبوأه لعشرات المناصب .
وخلال أكتوبر تحل على الإنسانية ذكرى رحيل أحد وأربعون عاما على رحيله وإنطفاء شعلة ثورة يوم الأحد 28 أكتوبر 1973 فهو عبقرية وسيرة كفاح خاصة جدا لمتأمليها منذ ميلاده يوم الجمعة 14 نوفمبر 1889 فى قرية الكيلو بمركز مغاغة بمحافظة المنيا الصعيديه لأسرة زراعية فقيرة كان من بينها السابع لثلاثة عشر أبناء أبيه الموظف الصغير بشركة السكر، عاش فيها معاناه صباه، ففى السادسة من عمره كانت حادثة فقدانه للبصر جراء الجهل فى علاج عينيه لدى حلاق القرية لتسىء أمورة النفسيه عقبها للدرجة التى حرم فيها على نفسه كل ما يأكل بالملاعق لإستهزاء إخوته بإخطائه تاركاً اللعب مبكرا للهرب من السخرية ليتفرغ لسماع وحفظ قصص عنترة وبيبرس والأنبياء والصالحين وأناشيد الصوفيه لدرجة حفظ القرآن كاملاً قبل التاسعة من عمره .
ورغم قسوة ظروفه فكان بحق قاهر ظلام البصر والبصيرة عبر إراده فولازيه، تجاوزت كل التحديات حتى رسوبه المتعمد فى عالمية الأزهر، ومصادمته مع الملك والبرلمان جراء أفكارة المستنيره وعبر نتاجه المبدع المضاهى كما وكيفا لإسهامات كبار مفكرى الغرب خلال عمره البالغ 84 عاما والتى قضى معظمها فى حروب فكرية لم تستوعب رؤيته العميقة لصناعة الحضارة .
كان عطائه العملى فريداً كعضويته للجنة الخمسين التى صاغت دستور 1923 وإنتخابه ثلاث مرات عميدا لأداب جامعة فؤاد الأول “القاهرة الآن” “1928 ـ 1930 ـ 1936” وتأسيسه وإدارته لجامعة الإسكندرية 1942م، وحصد جائزة الدولة فى الآداب 1949 وتعيينه وزيرا للمعارف 1950 وخلالها إتخذ قراره التاريخى بمجانية التعليم وتعيينه رئيسا للمجمع اللغوى 1963 ـ 1967، ومشاركته فى تأسيس المجلس الأعلى للثقافة والمجلس الأعلى للجامعات وحصوله على أول جائزة تقديرية للدولة فى الآداب عام 1958 ومنحه قلادة النيل بواسطة جمال عبد الناصر ووسام اللجيون دونيز من فرنسا مرورا بحصده جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قبل وفاته بيوم .