الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

المعمل المركزي للمناخ الزراعي : بعد مرور 24 عاماً على إنشائه … “ما زال يغرد خارج السرب”

المعمل المركزي للمناخ الزراعي : بعد مرور 24 عاماً على إنشائه … “ما زال يغرد خارج السرب”

بقلم الدكتور محمد علي فهيم

من فترة ليست بالقصيرة وبالتحديد منذ 1995 كانت قضية المناخ والتغيرات المناخية تشغل فكر وعقل العالم المحترم الأستاذ الدكتور أيمن فريد أبو حديد – وزير الزراعة الأسبق … حيث قام بانشاء “الشبكة القومية للأرصاد الزراعية” … هكذا بدأ “بفكرة” في عهد الوزير يوسف والي …كأول “كيان” يربط بين الارصاد الجوية وعلاقتها بالزراعة بطريقة علمية بحثية … من خلال عدد من محطات الارصاد الجوية اليدوية وكان المسئول عنها الاستاذ “حسني زيدان” رحمه الله.

 

 

 

وما لبث ان تم استصدار قرار وزاري بانشاء “المعمل المركزي للمناخ الزراعي” كأحد المعامل المركزية التابعة لمركز البحوث الزراعية في اوائل العام 1996 … تحت ادارة الدكتور ايمن ابو حديد (منشأه الاول) وبمساعدة ادارية من الاستاذ زكي حجاب (رحمه الله) … وكان التحاقي بالعمل فيه فى ديسمبر 1996 …

 

 

 

ومن أول يوم تم تطعيم المعمل بكوادر تم اختيارها “بعناية” من خلال مقابلات شخصية مع الدكتور أيمن أبو حديد شخصياً ولمدة ساعات وكان السؤال الأول منه هو : ” عامل ايه فى الكمبيوتر وفى الانجليزي؟” …..
وبدأ المعمل بعدد محدود من الكوادر لا يتجاوز 10 افراد … وبدأ رويداً بمليء ” الفراغات” فى التخصصات العلمية جميعها … علوم حاسب آلي وعلوم الرياضيات وتخصص الكترونيات وعلوم الأراضي والكيمياء والبساتين والمحاصيل ووقاية وأمراض النباتات والانتاج الحيواني وغيرها … حيث تم بناء الهيكل العلمي المناسب لتنفيذ الاهداف العلمية البحثية وتحقيق الغرض من وجوده فى خدمة قطاع الزراعة ليكون “تخصص عرضي تشابكي Cross-cutting applied science” … كتخصص فريد وهام جداً .. ومن هنا …

 

 

 

ومنذ انشاءه بدأ المعمل في “اقتحام” كل فروع العلوم الزراعية بوتيرة متسارعة وجريئة ولاقي الكثير من الصعوبات والمشاكل واحياناً المعوقات من “الكل” غير المستوعب لاهمية هذا التخصص … فلا يمر “سمينار” فى قسم علمي داخل كلية تمهيداً لتسجيل ماجستير او دكتوراة الا وتتعالي الاصوات “استهجاناً” تحت منهج “انتوا بتعملوا ايه – وايه الكلام ده” … وأصبح المعمل بتخصصاته كأنه صوت “نشاز” ويغرد خارج السرب فى مجتمع العلم والبحث والتطوير …!!

 

 

 

حيث كان للمعمل السبق فى كثير من التخصصات الجديدة والمتجددة .. فهو اول من استحدم “الكمبيوتر” بكثافة وباحدث برامج التشغيل – وهو اول من تعامل مع محطات الرصد الجوي “الزراعي” الاتوماتيكية وهو اول من تعامل “مبكرا” مع تكنولوجيا الزراعات المحمية .. وهو اول من تعامل مع تكنولوجيا التعامل مع النباتات ككائنات “منفردة” باستخدم اجهزة قياس البخر نتح وقياس مساحة وحرارة الورقة واجهزة تتبع حركة الماء حول منطقة الجذور (ومنها جهاز نيوترنت بروب atomic nutrient prop الذي يعمل بالاشعاع الذري ) .. حتي كان يتم شراء احدث برامج الكمبيوتر فى كل التخصصات ومنها Plant disease forecasting software .. وغيرها …

 

 

 

وتعامل المعمل عبر كوادره المدربين مع “صور الاقمار الصناعية” ونظم المعلومات الجغرافية واجهزة تحديد المواقع GIS & GPS … وكذلك تدوير المخلفات حيوياً وزراعة “الهوامش/الكفاف” وتطوير انظمة الادارة البيئية المتكامة للمنتجات الزراعية “الخام” … وهكذا …

 

 

ووضع المعمل منهج فريد فى العلوم الزراعية التطبيقية في كل التخصصات الزراعية حتي اصبحت نتائج انشطتة “علامة مسجلة” فى مجال البحوث الزراعية التطبيقية …
وكان وبدون مبالغة “خلية نحل” لا تهدأ أبداً حتى تمليء خلاياها بما “ينفع” الناس …

 

 

 

ومع مرور السنوات وتغير الظروف مرة بالايجاب و”مرات” بالسلب تم أهمال هذا “الصرح” تماماً فمكث سنوات بدون اى ميزانية أثرت كثيرا فى اداءه وانشطتة الهامة جداً لخدمة قطاع الزراعة .. ولانه دائماً “يغرد خارج السرب” ولديه كوادر نشأت وتهيأت للعمل “الشاق” وتحدى الظروف .. اجتهدو كل فى تخصصه واستمرو فى عملهم بنفس وتيرة ما سبق من “ايام مجد المعمل” واستطاعوا توفير ما يسد “رمق” المعمل بجهود ذاتية بحتة …
وعلى الرغم من ذلك فالمعمل هو من اكبر كيانات مركز البحوث “حضوراً” فى تطبيقاته الزراعية “المفيدة” لمجتمع الباحثين والزراعيين وهو ايضا من اعلى “نسب” وجود باحثيه وكوادره طوال ساعات العمل اليومية وطوال ايام الاسبوع فى مقر المعمل ومواقع تجاربه … ورغم كل ذلك ومع كل ذلك …
انهالت توصياته وتقاريره المناخية تغزو كل قنوات التواصل ووسائل الاعلام الزراعي وغير الزراعي في مصر ..بمئات المقالات الصحفية والمداخلات واللقاءات الاعلامية .. محذره ومنبهه كل المهتمين بالشأن الزراعي عما يفعله وسيفعله “المناخ” بهم وبالجميع …
ومن هنا فالمعمل …
دائما يسعى ليغرد خارج السرب .”ايجابياً” ..حتي يكون فى الصدارة دائماً ..
فبدون بالمعمل ومن خلال كوادره “المؤهلة” وفقط لا غير … لا يمكن ابدا ان نواجه “ساعة الصفر المناخي” … التي تقترب وبشدة …

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79659826
تصميم وتطوير