Site icon جريدة البيان

المشى رياضة.. والولادة للجميع..!!

جمال مهدى

الانجاب السليم فى الجسم السليم.. هل عرفت يا ست حواء ما فائدة ممارسة الرياضة؟
أنك تمشين وانت حامل لمسافة قصيرة أو طويلة وطبعا المشى فيه فوائد عدة.. منها أنك ستلدين على الطريق بدون أن تشعرين بموعد لقاء مولودك فى مفاجأة سعيدة غير متوقعة.. والمشى المتوج بالولادة يجنبك الوقوف فى طابور انتظار بالمستشفى وفى الغالب لا تجدين المستشفى وتبحثين عنه فى كل مكان بالقرية وبالدائرة التابعة لها وبالمحافظة عموما بدون جدوى.. وفى النهاية تقفين عاجزة عن دفع فلوس فى مستشفى خاص..
طبيب المستشفى العام بالاسماعيلية انسان بدرجة امتياز.. فقد قدم خدمة عظيمة وجليلة للست الحامل التى ذهبت اليه تطلب ايداعها بقسم التوليد.. ورفض وجودها بالمستشفى من أساسه ونصحها أن تخرج الى الشارع للمشى.. وضرب ذلك الطبيب المثل فى حب الرياضة والتفانى فى العمل..
السبب فى رفض الطبيب ايداع هذه الست الحامل المستشفى يكمن فى اختراعه طريقة حديثة غير تقليدية للانجاب ستظل خالدة باسمه فى براءة الاختراع.. وهى طريقة المشى للحامل كى تتخلص من جنينها بصورة مباغتة.. بدلا من التعرض لمصاعب الولادة المعروفة وآلامها والشد والجذب والصراخ الى آخره..
كما أن رفض الطبيب ينبع من حب المهنة.. ومن وحى اختراعه الجديد الذى ظل محتفظا به حتى أعلن عنه للست الحامل المحظوظة.. فخرجت الست مضطرة مجبرة فى جولة المشى خارج المستشفى.. وجاء السر اللهى وخرج مولودها للدنيا على يد المارة..
يستحق هذا الطبيب جائزة نوبل فى علم التوليد عن بعد.. ومن المفروض أن تقوم الحكومة بتكريمه لأنه قد وفر على الدولة ثمن الحقنة والسرنجة والشاش والقطن..
الطبيب قلبه على المصلحة العامة.. لم لا.. والحكومة اليوم تحتاج الى المواطنين.. الفقراء منهم قبل الأغنياء.. تحتاج الى كل مليم ليدخل فى خزينة الدولة لأنها خالية من مصادر دخل وعلى وشك الافلاس.. كيف يحدث ذلك وأبناءها وبناتها أصحاء أقوياء.. اذن الحل فى التبرعات وتحمل المشاق حتى لو كانت على حساب الولادة بالطريقة التقليدية التى عفا عليها الزمن..
الحكومة مسكينة وواجب على المواطن أن يقف معها ويربط على بطنه.. يجوع يفلس يمرض يموت ففى هذا تخفيف للزحام الذى نعيشه..
أو تلد النساء فى نهر الشارع بواسطة الرياضة فالمولود السليم يخرج من الجسم السليم.. ومن يقول غير ذلك فهو واهم فعلى جميع السيدات الحوامل أن تخرج الى الشوارع عند ساعة الصفر.. بكل أمان واطمئنان وسترجعن الى بيوتهن سالمات غانمات.. وحبذا لو كانت الولادة بجوار نافورة وحديقة بميدان عام لتكتمل الصورة.. ماء وخضرة ووجه حسن..
يتبقى أن يعلن الأطباء.. بكافة مستشفيات الجمهورية.. عن قيامهم بحملة الولادة للجميع.. أو مهرجان للحوامل.. ويحثون السيدات الحوامل على الخروج الى الشوارع والميادين لوضع الأطفال على الطريق..
لا تعجب ولا تندهش.. ولا تفكر حتى لا تصاب بالجنون.. فهذه هى مصر التى يهان فيها الانسان وتهدر كرامته.. قبل ميلاده وقبل وفاته.

Exit mobile version