الاستثمارات المحلية لا تقل اهمية عن الاستثمارات الاجنبية
لقد نجح الرئيس السيسي في فرض الأمن بمجهودات هائلة من الأجهزة الامنية و بالتالي أصبح الشعور بالاستقرار السياسي و الأمني شعورا عاماً
الزيادة في المرتبات هي تفسير لاستقرار الاسعار و لن تكون تمهيداً لارتفاع الاسعار
حوار ابراهيم عارف
في هدوء شديد قابلني المستشار محمد سالم خبير العلاقات الدبلوماسية و القنصلية و المحامي المصري المعروف.. و بحفاوة استقبلني من خارج مكتبه .. هو شخصية ودودة مريحة .. لا يبتسم إلا وقت الحاجة .. نظراته شديدة الذكاء يمكنك أن تلمح في عينيه نظرات الذئب الحادة بسهولة .. يعرف جيداً كيف يسيطر علي عقل موكليه و عندما يشرح يستفيض في تعريفاته و توضيحاته .. لا تعرف خلال الحوار معه اذا كان رجل سياسة أم رجل اقتصاد أم رجل قانون .. توليفة هائلة من المتناقضات التي نادراً ما تجتمع في شخص واحد .. ومع ذلك فهو ناحج في كل اعماله .. نعم توليفة غريبة من الثقافات و الخبرات التي نادراً ما تجتمع في شخص واحد .. عندما يتحدث في البيزنس تراه شخصاً مختلفاً و عندما يحلل المشهد السياسي تري وجهاً آخر و عقلاً آخر و لساناً آخر .. و عندما يتحدث في القانون يطاردك بسيول من المواد القانونية و تفسيراتها وأرقام أحكام النقض و تواريخها ،، عقل حاضر وشديد الدهاء .. لا أعرف كيف يفصل بين تلك الثقافات في آن واحد وكيف تجتمع هي في رجل واحد .. إهتمامات مختلفة و عقل واحد .
عندما تحدثت معه حول بعض القوانين الدولية أبهرتني كلماته و عندما ذكرت بعض مكاتب المحاماه العالمية مثل ارثر ماكينزي و يوكوهاما لاواي و غيرها كان رده عجيباً عندما قال ” إنها مؤسسات اقرب للسياسة من القانون ” لكنه عاد ليؤكد علي الثقة في تقاريرها قائلاً هي مؤسسات قانونية محترمة .. هنا لاحظت أنه رجل قانون لا يقلل من شان منافسيه و لكنه يحترمهم انطلاقاً من إحترامه لذاته .. فالواقع يؤكد أنك لن تضبط المستشار محمد سالم و هو يتحدث عن أحد من منافسيه بشكل لائق ،، فهو يغلب عليه الأصل الطيب و تلك طبيعة تربيته .
اقرأ هذا الحوار :
من انت ؟
أنا مواطن مصري يعشق تراب بلده .. بل أنا مجرد مواطن كافح كثيراً خاصة بعد فترة التخرج من الكلية عملت وكيلا للنيابة و لكن طموحاتي في العمل الحر كانت اكبر من الاستمرار في الوظيفة الحكومية .. فاتجهت الي المحاماه ثم عملت مستشارا قانونيا لعدد من الشركات الكبري ثم مساهماً فيها بحكم أنني المستشار القانوني لها من بينها شركات ادوية كبري و أيضاً إحدي شركات الطيران ثم مشاركاً في عدد من الشركات الاستثمارية في بعض القطاعات المختلفة كما اعمل مستشاراً قانونياً لعدد كبير منها
بما أنك تشارك في عدد من الشركات العالمية حدثنا عن أهمية الاستثمارات الاجنبية بالنسبة لمصر؟
الواقع يؤكد أن الاستثمارات الاجنبية من اهم القطاعات التي تمول الخزانة العامة سواء بالتدفقات النقدية من العملات الاجنبية و توفير فرص عمل للايدي العاملة بالاضافة الي كونها مدخلات مهمة للاقتصاد المصري ولذلك يمكنك ان تري دول العالم كلها تتهافت علي جذب الاستثمارات الاجنبية عن طريق تسهيلات في إجراءات التأسيس و اختصار الوقت بالاضافة الي منح الحوافز العينية و الضريبية والمالية حتي تتمكن الشركات من التواجد والاحساس بإلتزام الدولة بتعهداتها بالاضافة إلي استقرار القوانين
أعتقد أننا في مصر قد وصلنا بالفعل إلي الاستقرار الأمني الذي يسمح بجذب الاستثمارات الاجنبية للسوق المصري ؟
بالفعل لقد نجح الرئيس السيسي في فرض الأمن بمجهودات هائلة من الأجهزة الامنية و بالتالي أصبح الشعور بالاستقرار السياسي و الأمني شعورا عاماً و هو ما نجحت مصر فيه حتي الآن بعد اصبحت أحد هم أولويات الرئيس السيسي هو فرض الواقع الأمني والذي نقل صورة حقيقية للعالم عن الاستقرار السياسي و هو ما دفع اكبر الشركات العالمية تتجه للاستثمار في مصر في قطاعات البترول و الطاقة و الكهرباء و التوكيلات الاجنبية و السيارات والغاز و التنقيب عن البترول و التعدين و النقل البحري و كل هذا في اطار من الاستقرار السياسي.
و لكن هذا لا يعني ان النجاح في جذب الاستثمارات الاجنبية ان نهمل المستثمر المصري؟
بالتاكيد لا .. لا يمكن أن نهمل المستثمر المصري لانه ببساطة شديدة هو العمود الفقري للاستثمار في الصناعة و التجارة و في قطاع الادوية و الخدمات خاصة و ان هناك مستثمرين مصريين كبار و جادين في الاستمرار بالسوق المصري و هنا تظهر علاقة التوافق بين الرئيس السيسي و رجال الاعمال و الذي تمكن من توفير مناخ امن للاستثمار بالاضافة إلي أنه ترأس المجلس الأعلي للإستثمار شخصياً و كذلك إجتماعات الغرف التجارية و استمراره في زيارة المصانع و المشروعات القومية و الاستثمارات الاجنبية و الوطنية..
ألا تتفق معنا أن الاستثمارات المصرية علي أرض الواقع تمثل حافزاً للمستثمرين الاجانب ؟
لدينا في مصر رجال أعمال وطنيون يحبون بلدهم وحريصون علي دعم الدولة المصرية و مع ذلك و من هذا المنطلق مستمرون في أداء رسالتهم الوطنية تجاه بلدهم و لعلك تعرف جيداً أن المستثمر الاجنبي قبل أن يبدأ في ضخ استثماراته في مصر يدرس الساحة الساسية و الاقتصادية و ينظر إلي وضع رجال الاعمال في مصر و كيف تتعامل معهم الدولة و كيف تساعدهم و مدي رضاءهم عن أداء الحكومة معهم و مدي توافر المناخ السياسي و الاستقرار الامني الذي يسمح باقامة مشروعات علي ارض مصر و كذلك منظومة القوانين التي تحكم الاستثمار بشكل عام في مصر و بالتالي فان قوانين الاستثمار العاملة في مصر مشجعة بشكل عام علي جذب الاستثمارات الاجنبية خاصة قانون الاستثمار الجديد وهو ما نجحت فيه مصر في وقت قياسي.
في مصر الكثير من الاستثمارات المعطلة و المصانع المغلقة فما قولك؟
هذا صحيح و يجب أن نفهم ان مصر في مرحلة نهوض كبيرة بعد أن تعرضت الي صدمات متعددة سواء سياسياً او اقتصادياً و بالتالي فإننا نعرف ان المجهود الذي يبذله الرئيس و كذلك الحكومة لا يخفي علي أحد لاستعادة الثقة مرة اخري في الاقتصاد لكن ايضا لازلنا ننتظر المزيد حتي تعودماكينات المصانع الي الدوران مرة اخري خاصة تلك التي تعرضت للغلق او الافلاس نتيجة للاضطرابات التي شهدتها مصر و لعل قطاع النسيج من اهم القطاعات التي عاني كثيرا و لا زال يعاني حيث كانت المصانع مرتبطة بانتاج مصر من القطن طويل التيلة و لكن بعد انهيار زراعة القطن تعرض هذا القطاع لصدمات متعددة في الاطار نفسه نجد انفسنا امام اهتمام واضح من الرئيس بعد ان قرر الاسبوع الماضي منح ١٠٠ مليون جنيه للعاملين بهذا القطاع و تحسين اوضاعهم و هذا جهد مشكور من الرئيس السيسي.
ماهي نصائحك للشباب المصري ؟
أقول لهم لا تنتظروا الوظيفة الحكومية و لكن يجب ان يتجه الشباب الي العمل الحر فوراً و أن يتجهوا الي المشروعات الصغيرة و ان يغتنموا مبادرة الرئيس السيسي في العمل الحر من خلال مبادرة المشروعات الصغيرة و ان لا ينتظروا تحقيق الاحلام خلال يوم او يومين و انما يجب ان يفهم الشباب ان الطريق طويل و انه يجب عليهم ان يتعبوا و ان يفهموا ايضا ان التعليم الجامعي ما هو الا ثقافة و اكتساب مهارات و تحصيل علوم و تنمية لقدراتي لكن يجب علي الشباب ان يربطوا ذلك بتجارب الواقع و ألا يستمروا بالجلوس علي المقاهي و السقوط في بئر المخدرات التي يروج لها اعداء الوطن بهدف هدم طاقات الشباب و تغييبهم و تدميرهم .
صحياً و نفسياً و جسدياً و اشاعة روح الخمول و الضياع و الواقع يؤكد ان نجاح الشباب لا يتوقف علي مؤهل و لكن يتوقف بشكل اكبر علي الخبرات و الرغبة في النجاح و ليس السلطة او الوجاهة الاجتماعية.
لكنني اتساءل لماذا لم يتعلم الشباب من تجارب الشباب في الصين مثلا او اي دولة اخري متقدمة صناعياً؟
دعنا نقول مثلا ان الصينيون تمكنوا من عمل مشروعات تعاونية بسيطة بحيث يجتمعون مثلا علي صناعة لعبة من الالعاب او معدة من المعدات و يتخصص كل بيت في صناعة جزء من اللعبة و بالتالي ينجز كل منهم الجزء الخاص به و بالتالي و يتم تجميع اللعبة و ييسلمونا الي عمدة البلدة الذي يقوم بتسويق اللعبة و بهذا يصبح الجميع انتجوا و الجميع حققوا مدخلات اقتصادية تكفيهم للحياة و لكن الاهم بعد ذلك ان كل هذا يصب في منظومة الدخل العام للدولة.
هل تري ان لدينا في مصر ازمة سيولة و ما مفهوم الشمول المال بنظرك ؟
بالتاكيد ليس لدينا ازمة سيولة و لكن الدولة انتهت الي ما يسمي بالشمول المالي لاننا خلال السنوات الاخيرة ظهرت لدينا كارثة هي عبارة عن سوق مالي موازي كاد ان يقضي علي السوق الرسمي للعملات الحرة و الجنيه المصري ايضا و هو سوق لا يعرف القانون و لا يعرف سداد مستحقات الدولة من الضرائب علي عقود البيع و خلافه وهل يعقل ان يشتري احدهم ارضا بمبلغ ١٠٠ الف جنيه و يكتب في العقد انه بميلغ ١٠٠٠ جنيه فقط و بالتالي يتهرب من دفع مستحقات الدولة و بالتالي لن تكون هناك عدالة اجتماعية و هماك ايضا مثلا ملف التموين هناك من يعلم اولاده في الجامعات الخاصة و يدفع ربع مليون جنيه مصروفات سنوية لابنه ثم يبحث عن التموين المدعم و الذي لا يزيد مثلا عن ٥٠ جنيه فالواقع ان الشمول المالي يعزز مفهوم العدالة الاجتماعية.
هناك اجراءات اصلاحية عديدة تتم علي ارض الواقع ومشروعات كبري .. كيف تراها ؟
هذا صحيح اذ ان الإجراءات الحالية هي اجراءات مهمة و انا شخصيا ادعمها و راض عنها فهي اجراءات ليست لصالح جماعة ضد اخري و ليست لصالح فئة ضد أخري و انما هي قرارات تهدف أولاً وأخيراً الي تطبيق ما يسمي بالعدالة الاجتماعية هذه القرارات ١٠٠٪ صحيحة و انا اقول هذا من منطلق خبرتي و يجب ان ننظر لهذه القرارات الحكومية من جميع جوانبها.
هل انت متفائل بمستقبل الاستثمارات الاجنبية ؟
بالطبع انامتفائل جداً و أقول أن الاستقرار الامني و السياسي و الاقتصادي يدعو بالفعل الي التفاؤل و يكشف أننا علي الطريق الصحيح و لدينا تفاؤل اكثر بالاستثمارات الاجنبية اذ بدأت الشركات العالمية تتجه إلي مصر وهي شركات لا تتحرك إلي الاسواق الناشئة بسهولة و إنما بناءً علي تقارير و دراسات للسوق و لا يمكن أن تخاطر بأموالها إلا إذا كانت قادرة بالفعل علي تحقيق الارباح و تعرف ان السوق التي تتجه اليه هو سوق آمن.
كيف تفسر الزيادة في المرتبات و المعاشات التي اطلقها الرئيس الاسابيع الماضية ؟
الزيادة في المرتبات هي تفسير لاستقرار الاسعار و لن تكون تمهيداً لارتفاع الاسعار لأن الأسعار عبارة عن عرض و طلب وليس له علاقة بالتضخم و جميعنا يعرف أن أسعار الدولار قد انخفضت خلال الفترة الاخيرة و كلنا يعرف ان السلع الاساسية انخفضت اسعارها فعليا كما ان هدف رفع الرواتب هو تحقيق العدالة الاجتماعية و هذا يعني أننا أمام مرحلة جديدة من استقرار الاسواق و الواقع يؤكد أيضا أن هذه الإرتفاعات في الرواتب هي هدية الرئيس للشعب.
كيف تري الاصلاحات الضريبية الاخيرة؟
أنا أري أن الاصلاحات الضريبية الاخيرة ضرورية خاصة و انها اصبحت مميكنة و هذا يعني أنه لأول مرة ستكون هناك عدالة ضريبية والممول هو أكثر من يعرف حجم الضرائب عليه و مع ذلك فإن المتهرب من الضرائب سيندم ندماً كبيراً خلال المرحلة القادمة نتيجة تهربه و التهرب الضريبي يأتي نتيجة طبيعية لطول الإجراءات و علي المجتمع الضريبي ان يدفع حق الدولة لأن الدولة تبني المستشفيات و تمهد الطرق و تقدم الخدمات العامة و تطبق الدعم للفقراء و هذا شيء طبيعي يجب ان نهتم به.
التعليقات