- المناخ يهدد عشرات المحاصيل الزراعية ولابد من استراتيجية للمواجهة
- “طاقة حرارية” هائلة أثرت بالسلب على والمحاصيل والانشطة الزراعية في مصر والعالم
- الموقع الجغرافي لمصر يجعلها في ” عين الإعصار “
- محاصيل الزيتون و البطاطس في خطر وهذه هي طرق الإنقاذ !
كتبت / بوسي جاد الكريم
تعالت تحذيرات أطلقها الخبراء ونقلتها التقارير العلمية العالمية، بشأن تقلبات مناخية خطيرة يتعرض لها كوكب الأرض في الأرض والسماء، من المتوقع أن يتأثر بها شعوب الدول بكافة أنحاء المعمورة، وهو ما تناوله بالتفصيل الدكتور محمد فهيم – المدير التنفيذى لمركز معلومات تغير المناخ ووكيل معمل المناخ الزراعى بمركز البحوث الزراعية – مؤكدا أن حدوث الانقلاب الشمسي 21 يونيو الماضي، زادت معه خطورة التعرض للشمس المباشرة بسبب تعامد الشمس على مدار السرطان (القريب من أسوان) وسيادة موجات الأشعة الشمسية قصيرة الموجة “الأخطر”، حيث تكون الأشعة الشمسة عمودية وقوية وتتركز على مساحة أقل وتخترق سمكاً أقل من الغلاف الجوي (ومن هنا تكمن الخطورة من التعرض المباشر لأشعة الشمس) والتحذير الشديد من التعرض لضربات الشمس.
وتابع: الانقلاب الشمسي (Solstice) يحدث مرتين في السنة، يوم 21 يونيو في نصف الكرة الارضية الشمالي حيث تكون الشمس في أعلى ارتفاع لها ظهراً فوق الأفق، و الشتوي يحدث في نصف الكرة الارضية الشمالي يوم 21 أو 22 ديسمبر، تصل الشمس إلى أدنى ارتفاع خلال الظهر فوق الأفق.
وتكون الشمس عمودية يوم 21 يونيو على مدار السرطان (وهو خط دائرة عرض 23.3 درجة شمال خط الإستواء والقريب جداُ من مناطق جنوب مصر – أسوان) وابتداء من يوم 22 تتحرك عموديتها جنوبا رويدا رويدا خلال الصيف إلى أن تصبح عمودية على خط الإستواء، عندما تكون أشعة الشمس عمودية على مدار السرطان أي في 21 يونيو نقول أن الصيف قد بدأ في نصف الكرة الشمالي، لهذا الاصطلاح “إنقلاب” من الربيع إلى الصيف.
وأشار إلي ان شهر “يونيو 2018” الماضي سجل اتجاه قياسي للاحترار خلال الأربعين سنة الماضية، وأنه وفقا للتحليل الشهري لدرجات الحرارة العالمية من قبل العلماء في معهد جودارد للدراسات الفضائية (GISS) التابع لناسا في نيويورك ، تجاوز يونيو 2018 معدل يونيو 1951-1980 بنسبة + 0.77 درجة مئوية.
وقد ارتبطت مع يونيو 1998 بأنها “الثالث” الأكثر حرارة في يونيو في 138 عاما المسجلة في السجلات الحديثة للمناخ.
وأوضح أنه لا يمكن تمييز شذوذ الحرارة المتوسطة + 0.77 درجة مئوية لكل من يونيو 1998 و يونيو 2018 من بعضهما البعض نظراً لعدم التأكد من القياس.
ومع ذلك ، كان يونيو 1998 حاراً بشكل استثنائي في ذلك الوقت بسبب ظروف النينيو القوية السائدة آنذاك – حوالي 0.33 درجة مئوية فوق خط الاتجاه في أواخر التسعينات.
في المقابل ، تعتبر مرحلة النينيو الحالية محايدة، وتتشابه درجة الحرارة الشاذة في يونيو 2018 مع غيرها من حالات شذوذ الحرارة المتوسطة الشهرية الحديثة ، وتقع ضمن النطاق المتوقع من + 0.75 ± 0.05 درجة مئوية.
ونتج عن ذلك “طاقة حرارية” هائلة أثرت بالسلب على الكثير الظواهر والمحاصيل والانشطة الزراعية والذي كان له اسوأ تأثير على الزراعة المصرية هذا العام بالتحديد وسبب خسائر كبيرة جداً للمزارعين فى نقص حاد لانتاجيتهم وانتشار كثيف وجنوني للامراض والحشرات وزيادة كبيرة فى الهالك الزراعي بسبب ارتفاع الحرارة.
مخاطر متوقعة
وحذر “فهيم” من تدمير الزراعات القائمة وتخريب البنية التحتية للمزارع، والتى معظمها فى المناطق الجديدة، وقد تؤدى إلى زيادة كمية الماء الأرضى حول النباتات، وبالتالى اختناق الجذور وحدوث ذبول مؤقت أو مستديم للنباتات حسب كمية الأمطار، لذلك يفضل أن يتم الربط بين مواعيد إجراء الريات للزراعات فى المناطق المعرضة للسيول والأمطار، بحيث نوقف الرى قبلها بعدة أيام، وبالتالى يجعل التربة تستوعب كمية المياه الساقطة .
واوضح انه يجب على وزارة الرى ربط مناسيب الترع والقنوات المائية فى مناطق هطول الأمطار، بحيث تستوعب هذه الترع والقنوات كمية المياه الساقطة ولا يحدث امتلاء لها، ما يؤدى إلى مشكلات فى مستوى الماء الأرضى حولها، كما أن هطول الأمطار الخريفية أثناء وجود حرارة عالية يؤدى لزيادة الرطوبة الجوية وسقوط الندى صباحاً، ما يزيد فرص إصابة المزروعات بأمراض فطرية وبكتيرية، ويجب على المزارع إجراء رشات وقائية ضد هذه الأمراض عقب توقف هطول الأمطار مباشرة، مشيرا إلي إن الموقع الجغرافي لمصر يجعلها أكثر تعرضًا للتقلبات المناخية، وأن التقلبات المناخية تؤثر على الزراعة والفلاح لا يعلم ذلك.
موضحا أن زيادة الرطوبة تؤثر على النباتات وتجعلها أكثر عرضة للفطريات، بينما أرتفاع درجات الحرارة تؤدي إلى انتشار الحشرات التي تؤثر أيضا على النباتات والمحاصيل الزراعية.
وأكد خبير المناخ، أنه يوجد مشكلة في توفير كوادر الأرشاد الزراعي التابعين لوزارة الزراعة، ولحل هذه المشكلة لابد من توفير وسيلة آخرى وهي الإرشاد الرقمي، وتعتمد هذه الوسيلة على إرسال رسالة نصية للمواطنين على الهاتف المحمول من أجل التوعية الزراعية.
مشيرا إلي تقارير وكالة ناسا، بشأن تأثير التقلبات المناخية الحادة السلبية على معظم الحاصلات المنزرعة سواء كانت شتوية أو صيفية مبكرة أو متأخرة.
محذرا من أن تغير المناخ اصبح المستنزف الاكبر لكل جهود التنمية الزراعية في مصر على المستوى الفردي او المؤسسي أو القومي ، حيث اصبحت التغييرات المناخية واقع يفرض نفسه على نمط الزراعه المصرية ولقد شهدت الاعوام الحاليه و السابقه عده ظواهر اثرت بالسلب على دورات نمو و انتاج الكثير من المحاصيل … ولعل ظاهرة تداخل الفصول و التغيرات الفجائيه و الحاده فى الطقس مثل شدة الرياح و معدلات سقوط الامطار وكمياتها و اختلاف درجات الحراره بين شده البروده شتاء و شده الحراره صيفا و عنف الظواهر المناخيه واحوالها ربيعا يفرض علينا التفكير بعمق و جديه اخذين اعلى النظريات العلميه للوصول لحلول متكامله لوضع الخطط المستقبليه التى تؤمن لنا اعلى معدلات انتاج و اعلى كفاءه مزروعات باقل التكاليف الممكنه و لابد ان تتسم هذه الحلول بمدى اجل قصير ومتوسط وخطة واضحة طويلة الامد .
مشددا علي أن المعاملات الزراعيه وسط هذا المناخ المتغير و العدائى للمملكه النباتيه (والحيوانية حتى) يجب ان تتغير و ان يتم وضع برامج وآساليب جديده و توقيتات للعمليات الزراعيه تناسب الوضع الجديد و المتغير .
أمطار الخير
وتوقع خلال الأسابيع القليلة المقبلة هطول أمطار خريفية قد تصل لحد السيول على مناطق متفرقة من الجمهورية، ومنها المناطق الزراعية، وهطول الأمطار المتوقعة خلال تلك الأسابيع أمر غير طبيعى ولا نستطيع الاعتماد عليها كل عام، لكن لا بد من الاستعداد لمثل هذه الطفرات من خلال حفر الترع والآبار حتى نستطيع استغلال هذه المياه، وفى حال استخدامها سوف تحدث طفرة كبيرة فى الزراعات، واستصلاح مساحات كبيرة، ولا بد أن تكون هناك استعدادات مسبقة حتى يحسن استغلالها إنه من المتوقع هطول أمطار كثيفة خلال الخريف الحالى، تتطلب الاستعداد لها لتفادى آثارها التدميرية مشيرا الى أنه يمكن استغلال السيول فى زراعة محاصيل عالية القيمة يمكن تصديرها للخارج.
وذكر فهيم أن مياه الأمطار التى تهطل على مصر لا يستخدم منها سوى 10%، ومن الممكن أن نستخدم تلك المياه فى زراعة مناطق الساحل الشمالى وسيناء والمناطق المحاذية لجبال البحر الأحمر على طول امتدادها، وأكد أنه لو تم استخدامها على الوجه الأمثل ويمكن استعمال مياه السيول فى حقن الآبار الجوفية وتجديد مخزوناتها، ومن الممكن الاستفادة من تجارب طبقت فى السعودية وفلسطين وإثيوبيا والهند، وأسهمت فى زراعة الأراضى القاحلة.
جحافل الناموس “إف 16”
وأضاف، أنه من المتوقع أن ينتشر بشكل مكثف الناموس أو البعوض السريع العنيد المعروف بـ”إف 16″، بناءاً على دراسة قام بها باحثين جامعة ستانفورد، تتلخص نتائجها أن الصيف الحار أو شديد الحرارة ينتج عنه أفراد من البعوض الأكثر شراسة والأسرع في الحركة والأجدر على اللدغ على مدار حلقات.
وقال إن محصول الزيتون اصطدم هذا العام بمناخ قاسي جدا أدى إلى تدهور انتاجيته بدرجة غير مسبوقة ادت إلى نقص «حاد» في الانتاجية، حيث وصل الإنتاج في بعض المزارع لأكثر من 70 إلى 80 %، مرجعا ذلك لعدم استيفاءه لإحتياجات البرودة اللازمة، وتعرضه لموجات خطيرة من رياح الخماسين أثناء التزهير والتلقيح والإخصاب والعقد، كما أن الموجات الحارة المتتالية أثرت على حجم الثمرة ونسبة الزيت وخاصة الأصناف الأجنبية.
وأضاف أن ما ينطبق على مصر، ينطبق على بعض الدول العربية مثل المغرب العربي وبلاد الشام والعراق، مشيرا إلى أن تأثير المناخ في بعض الدول يقتصر على نقص في الانتاجية، وفي بلاد أخرى مثل تونس، المناخ والجفاف يؤثران على تدمير بساتين ومزارع الزيتون نفسه وخاصة الأصناف الأجنبية المستقدمة.
أصعب صيف
كما حذر من ان صيف 2018 الذي هدد الخريطة الزراعية لمصر، والعالم، “نموذج” سيتكرر كثيراً خلال ظاهرة النينو الحالية ، وصيف 2018 يصنف على انه من اشد رابع صيف على مدار 138 عاما المسجلة في السجلات المناخية على سطح الارض.
، ومن هذه الظواهر ما يلي:
** هياج الثعابين والحيات فى بعض المناطق الزراعية.
** انتشار كثيف للافات البيطرية والمنزلية ، ومن هذه الافات البعوض الشرس مطلع الصيف ونهاية ربيع 2018 بق الفراش فى المنازل و “قراد الكلاب” والذي ينتشر وبسرعة على كلاب الشوارع وخاصة انها تعانى من عدم الرعاية.
** زيادة خطورة التعرض للشمس المباشرة بسبب تعامد الشمس على مدار السرطان (القريب من أسوان) وسيادة موجات الاشعة الشمسية قصيرة الموجة “الاخطر” .. .. حيث تكون الأشعة الشمسة عمودية وقوية وتتركز على مساحة أقل وتخترق سمكاً أقل من الغلاف الجوي (ومن هنا تكمن الخطورة من التعرض المباشر لأشعة الشمس) والتحذير الشديد من التعرض لضربات الشمس…
** تدني كبير في انتاجيات معظم الحاصلات بسبب التقلبات المناخية الحادة وتدهور في جودة مدخلات الانتاج .. وما زاد الطين بله هو انخفاض اسعار “المزرعة/راس الغيط” لمعظم الحاصلات البستانية من خضر وفاكهة خلال العروة الشتوية الصيفية المبكرة والصيفية العادية وسيستمر لما يتبقي من الموسم الصيفي الحالي ..
** نمو متقزم و “مسرول” لمعظم المحاصيل (خضر –حقلية – طبية عطرية) وظهور أعراض نقص العناصر (البوتاسيوم والماغنسيوم ) بشدة على عمر 40-50 يوما لمعظم المحاصي وحصوصا القرعيات والطبية العطرية.
** هطول أمطار «خريفية» قد تصل لحد السيول على مناطق متفرقة من الجمهورية، ومنها المناطق الزراعية، وهطول الأمطار المتوقعة خلال تلك الأسابيع أمر غير طبيعى ولا نستطيع الاعتماد عليها كل عام، لكن لا بد من الاستعداد لمثل هذه الطفرات.
** شتاء 2018 كان قارساً وقوياً ومتقلص جداً، بجانب تواجد موجات من الصقيع التي أثرت بالسلب على الحاصلات الزراعية.
** الاستخدام الجائر للمبيدات ، سببه زيادة معدلات توالد الحشرات عن المعدل الطبيعي عشرات الأضعاف، ما يعتبر إجهادا كيماويا مضافا إلى الإجهاد الحراري، وبالتالي كسر صفات التحمل في جميع أصناف النباتات، سواء خضروات أو أشجار مثمرة.