الأربعاء الموافق 09 - أبريل - 2025م

المحلل السياسى الدكتور أحمد دراج فى حوار ساخن لـ”البيان”

المحلل السياسى الدكتور أحمد دراج فى حوار ساخن لـ”البيان”

حوار : عبد الشافى مقلد
الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم اللغوية ورئيس قسم الصحافة بكلية الآداب جامعة بنى سويف، والقيادى السابق بالجمعية الوطنية للتغيير، وجبهة الإنقاذ الوطنى، وحزب الدستور، والمتحدث الرسمى باسم تحالف 25 ـ 30.. خبير سياسى من طراز فريد، يحمل رؤية ورؤى تكون مخرجًا لمصر فى أزمات عديدة، لاسيما فى الأوقات العصيبة التى ضربت البلاد عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. يُشهد له بنزاهة مواقفه وتجرُّد فكرة وتاريخ ناصح البياض لا يستطيع أحدًا احتسابه على نظام أو جماعة تعمل ضد مصر وشعبها.. لذا كان لـ”البيان” هذا الحوار الساخن معه، تحدث فيه بكل شفافية وصدق فى جميع القضايا والملفات الشائكة والمتشابكة..
> فى البداية ما رأيك فى قرض صندوق النقد الدولى الذى اقترضته الحكومة؟
>> قرض صندق النقد الدولى الذى لجأت إليه الحكومة والذى بلغت قيمته 12 مليار دولار “كارثة”.. وبالنسبه لصندوق النقد الدولى فإنه لا تلجأ إليه الدول إلا بعد أن تكون فشلت فى استخدام جميع وسائل إصلاح اقتصادها، وعندما تلجأ إليه يكون عبارة عن علاج “الكيّ” للاقتصاد، واللجوء للصندوق بالنسبه لمصر يكون آخر علاج بعدما تفشل فى جميع الحلول للسياسات الاقتصادية وهذا يعد فشل إدارى يعنى فشل فى الإدارة، وأنا أشك أن تكون البلد محتاجه للقرض، يعنى هل جربت الحكومة كل الطرق لمعالجة الحالة الاقتصادية من نقص فى العملة والمشاريع وأولوياتها؟!.. وعندما أقترضت الحكومة من صندوق النقد هل حددت إلى أين ستذهب هذه الأموال، هل خططت لذلك فى توظيفها فى غلق الثغرات ما بين المدفوعات والمصروفات؟ إذًا هناك مشكلة كبيرة، لأن هذا يُعد توريط للأجيال القادمة التى ستكون ضحية هذه السياسات الخاطئة.. لابد من البحث فى جميع الوسائل الكافية لحل الأزمة بدلًا من اللجوء للصندوق فالخروج من تبعات القرض ليست سهلة.
ومن خلال قرأتى فى العولمة فإن أحد آليات العولمة هى توظيف مؤسسات النقد فى عمليات نزع إستقلال الدول، فهل الحكومة راهنت أصول الدولة وإن لم ترهنها فعند تسديد القيمة هل ستستطيع؟.
> من منظور أشمل.. ما رأيك فى الأوضاع الاقتصادية التى آلت إليها البلاد.. وسبل الخروج من عنق الزجاجة؟
>> رأى فى الأزمة الاقتصادية وسبل الخروج منها يتلخص فى التالى:
1ـ لابد من إلغاء فكرة الإقتراض لأن كل التجارب السابقة مع الاقتراض لم تخرج دولة من عسرتها الاقتصادية، مثل اليونان، وهاتولى نموذج عكس ذلك.
2ـ هناك حالة انسداد تام، لابد من فتح المجال السياسى للنقاش فى حوار مجتمعى شامل، يشارك فيه الشعب حتى يستطيع أن يتحمل.. مشكلة مصر فى عملية الإنتاج وأنها تعتمد على الاقتصاد الريعى، وبيع المصانع ونحن فى حاجة إليها حتى نستطيع تشغيلها وتشغيل العمالة والخبرات.
3ـ النظام لم يدرك المخاطر التى وضعنا ووضع نفسه تحت ضروس المؤسسات الإقتراضية والتمويلية، لابد من البحث عن الحلول المنقذة لهذه الكارثة، انظروا إلى البرازيل كيف كانت وكيف تحولت؟.
4ـ المشكلة أيضًا أن النظام وتحديدًا رأس النظام يرى أنه أذكى واحد والوحيد الذى يفهم من بين البشر وأنه يمتلك الحقيقة، فى حين أن الحقيقة يمتلكها الشعب، وهذه المشكلة كانت لدى جماعة الإخوان.. فى مصر خبراء فى كل المجالات فلماذا لا يشركهم النظام؟، لذا انتظروا الكارثة.
> السيسى يتحدث فى خطبه عن انجازاته منذ توليه الرئاسة.. كيف تراها وما تقييمك لآداءه؟
>> مع احترامى له كرئيس للجمهورية، الحقيقة آداءه على المستوى السياسى والاقتصادى متواضع للغاية، كنت أتمنى أن ينجح فى ذلك، المشكلة أنه يظن ومتصور أنه جاء من القوات المسلحة فيفهم فى كل شيىء ويمتلك كل شيىء، والآخرين لا يفهمون شيىء، وهذا عجز كبير مثله مثل الإخوان، وأنا جلست معه فى إحدى اللقاءات رأيت فيه ذلك أنه يتصور أنه يمتلك الحقيقة، والحقيقة أنه يمتلك جزءًا ضئيل منها فى مجال تخصصه فقط، فلابد من الإستماع للآخرين ويدرك أن الشعب هو من يمتلك الحقيقة..
كل ما يخرج من أزمة يدخل فى آخرى دون حل سوى سد ثغرات فقط، لقد آن الآوان لأن نقول له “لأ”، لأننا وصلنا لمرحلة الخطر..
وعلى سبيل المثال، إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة الذى شرع فى العمل فيه غير مناسب وقلنا ذلك، ومن قبلها تفريعة قناة السويس، كان من المفترض تنمية المحور بدلًا من إنشاء تفريعة لرفع معنويات المصريين وفى المقابل سحب مدخرات الناس.
الأزمة الحقيقية الحاصلة مع النظام هى أزمة سياسية، أزمة ثقة، فلا تخونى ولا أخونك كلنا أصحاب البلد مش واحد لوحدة، ومن لديه الفكر يعمل من أجل البلد ونتشارك ونعمل بروح واحدة، فلا تتقدم الدول إلا بهذا.
لابد من حل الأزمة السياسية، لأنها يترتب عليها كل شيىء وحل كل الأزمات متعلق بالسياسية، فالأزمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، أساسها أزمة سياسية، فلابد من حل الأزمة الأم حتى تُحلّ المشكلة الاقتصادية لأن الاقتصاد روح الشعوب، تجنبًا للكوارث والأزمات، والرئيس غير مدرك هذا الأمر.
> ما تقييمك لآداء حكومة شريف إسماعيل؟
>> بالنسبه للحكومة حتى وإن كان بها وزير جيد، فهى برُمتها حكومة فاشلة لا تتعدى سوى سكرتارية للرئيس، لا تفعل شيىء وليس لديها برنامج ولا رؤية، ولو سألت وزير فيهم عن رؤيته وبرنامجه لن تجد لديه إجابة، مثلًا ماهى فلسفة وزارة الخارجية فى السياسة الخارجية، وقس على ذلك فى وزارة التعليم والصحة وغيرهم..
حكومة إسماعيل زى “واحد فى عزبة كل ما يتزنق ياخد من الفلاحين من غير حساب، يعنى بدلًا من حساب تكلفة التقاوى والرى ومصاريف الزراعة وبيع المحصول ويقسموا مع بعض، بيطالب الفلاحين بالدفع وخلاص أهم حاجة يقبض”.. وبعدين رئيس الحكومة ووزراءه جايين بالمقاس، سكرتارية للرئيس، تُنفذ الآوامر فقط.
> كيف ترى آداء مجلس النواب؟
>> مجلس النواب ده “مسخرة” يعنى البلد فيها عبد العاطى “كفتة” فى الاختراعات و”عبعال فى البرلمان”، برلمان لا يقدم شيئًا للمصريين سوى أنه يُنفذ التعليمات فقط يعنى يتقاله “يمين يمين شمال شمال”.
مجلس النواب الذى دوره مراقبة الحكومة والمسئولين ومستوى الخدمات وسن تشريعات لخدمة المصريين، تحول لبرلمان مصالح، وإقرار قوانين حكومة الجباية فى فرض رسوم وضرائب على المواطنين فى كل شيىء “ناقص يفرضوا ضرائب على أى مواطن يمشى فى الشارع”.
> كيف رأيت مباردة عصام حجى للإنتخابات الرئاسية فى 2018 لتقديم البديل المدنى؟
>> ما المانع فى مبادرة عصام حجى أو حمدين صباحى، وأنا لا مانع لديّ فى تقديم مباردة، الكل يقترح رؤيته وتصوره ومبادرته والأصلح يُطبق، أنا مع العمل الجماعى والمشاركة من أجل تقدم البلاد وتحقيق الإستقرار لصالح المواطن والوطن.
ـ البعض يتحدث عن تنامى الأصوات المعارضة والرافضه لسياسات الحكومة التقشفية والمُجحفة.. كيف ترى ذلك؟
أريد أن أؤكد أن ظاهرة المعارضة أفسحت المجال للنظام منذ مجيئُه لأن الأوضاع الأمنية وحالة الإرهاب التى كانت تضرب البلد كانت تستدعى ذلك وبعض الناس هذا التوقيت كان عندها فوبيا من المعارضة، فتركت المعارضة المجال للنظام لكى يعمل ويقدم ما عنده للبلد، إلى أن وصل لطريق مسدود، فهل نستمر فى ذلك الصمت أو نسكت أم نقول كلمة حق عند سلطان جائر؟، وفى النهاية مصر باقية والكل سيزول.
الأصوات المعارضة تتنامى لأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية ازدادت سوءًا، فالبلد على وشك الانهيار.. فهل نسكت؟.. مصر ملك للمصريين مش لحد بعينه فعلينا جميعًا المشاركة.
ـ قولًا واحدًا.. جزيرتا “تيران وصنافير” مصريتان أم سعوديتان؟
الجزيرتان مصريتان، لا بالعاطفة ولكن بالقانون والتاريخ.
> ماذا تريد أن تقول عن سد النهضة الخطر الذى بات مُحققًا لمصر؟
>> كان من الممكن إنقاذ مصر من خطر سد النهضة، لكن إدارة السلطة لملف الأزمة سيئة.. أخشى أن يصل الحال بالمصريين لأن يشربوا مياه الصرف الصحى المُحلاه.
> السيسى قال فى حواره لرؤساء تحرير الصحف القومية إنه اتخذ قرارًا وندم عليه ولم يُفصح عنه.. تعتقد بماذا يكون هذا القرار؟
>> اعتقد أن عبد الفتاح السيسى اتخذ عدة قرارات خاطئة وندم عليها، على رأس هذه القرارات إنشاء تفريعة قناة السويس، حيث أثبتت فشلها اقتصاديًا، وحتى فشلت فى رفع معنويات المصريين كما كان يعتقد السيسى.
> كيف ترى الفترة القادمة وإلى أين تتجه المحروسة؟
>> إذا سار النظام على نفس الخطوات والطريقة فى إدارة الأزمات والمشاكل فإننا مقبلون على التهكلة، فلابد من مشاركة الشعب والحوار المجتمعى لحل الأزمة السياسية، لأن السياسة مفتاح الاقتصاد ومفتاح كل المجالات.
> كلمة أخيرة؟
>> كلمتى الأخيرة أوجهها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى:”أحسنت الظن بك يؤسفنى أن أقول لك بعد هذه الفترة وهذه التجربة لقد خاب ظنى بك وفقدت الثقة.. وأن طريقة الإدارة وصلت لهذا المستوى من سوء الأحوال الاقتصادية والسياسية.. فقدت الثقة وخاب ظنى”.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80927773
تصميم وتطوير