محمد شبل
إحترق الكساسبة الطيار الأردنى على مرأى ومسمع من الأنظمة العربية ( المتراخية ) التى أصبحت لا تقدر على الوقوف أمام أى أزمة عربية تواجه امتنا الدامية التى تئن من كثرة ما بها من جراح , ويبدو أن أنظمتنا العربية فقدت الشرف والكرامة من عصر احتلال فلسطين الجريحة , بل ووجدنا الشجب والتنديد والإدانة بعد حرق الكساسبة شعارهم من رئيس إلى ملك إلى أمير جميعهم فى ( طلعة ) واحدة ندين بشدة , أين أنتم أيها الأنظمة الضعيفة من قضاياكم العربية وصراعاتكم الداخلية من ليبيا الى سوريا إلى فلسطين ؟ هل ما زال لديكم النخوة العربية والرجولة الشريفة الأبية لكى تعيشون عيشة القوة والكرامة بعد أن وصل الأمر إلى حرقكم أحياء من جماعة لا تساوى سوى تهليل وفزاعة إعلامية لا تستحقها , هؤلاء الشراذم الذين ينالون من شبابكم ونسائكم تحت وطئة ومهانة الذل اللعين الذى أصبح من سمات العصر بسبب سياسة ( وضع الرأس فى الرمال ) أين جيوشكم العربية بل أين وحدتكم العربية التى فقدتموها بل فقدتم أيضاً شرفكم بسبب البعد والجفاء بين أبناء الوطن الواحد ؟ يبدو أن موت (الكساسبة ) لم يحرك فيكم ساكناً , فلقد تعودتك على المهانة وسط ركام المبانى وصرخات النساء وقتل الشباب وتيتيم الأطفال , فلقد تعودتم على رؤية الدم وتناثر الأشلاء لأبناء وطنكم دون أى رد فعلٍ يثبت أنكم ( رجال ) لقد تركتم الفرصة لإسرائيل أن تسحتقركم وتستهين بالمجتمع الدولى بسبب ما أنتم فيه من بلادة وعدم إتخاذ القرار إلا بعد ( الإستئذان ) من حقراء السياسة الدولية الذين يفرضون سطوتهم عليكم بعد الهيمنة التى اكتسبوها بأموالكم , لماذا السكوت على كل هذه المهانة التى أوصلتكم إلى السكوت على تنظيم إرهابى جبان من الممكن أن تتخلصوا منه فى مدة زمنية قصيرة عبارة عن بضعة أيام ؟ كل ما عليكم هو ترك العنان للشباب القومي الوطني الذى يغار على شرف أمته العربية , ويجب عليكم أن تقوموا بتأهيلهم وتسليحهم لمواجة هذا ( العدد القليل ) من أفراد تنظيم داعش اللعين الذى أعطيتموه أكثر من حجمة الذي يمثل جرثومة غير آدمية تنهش شرفكم وعرضكم , ألم تسألوا أنفسكم مرة واحدة كم عدد هؤلاء ( القاذورات ) ؟ , اليوم تبكون الكساسبة رافعين شعار ( كلنا الكساسبة ) و ( لن يضيع حقك يا كساسبة ) وجميعنا متضامنون مع المحترق ( داعشياً ) وسوف نقضى على الإرهاب , ونسيتم أن مثل هذه الشعارات كانت من قديم الأذل يتشدق بها زعيم تلو الآخر وأن ما تمر به الأمة العربية ما هو إلا التهاوى يوما بعد يوم , واننى أصرخ بأعلى صوتى أين الشباب ؟ أين الوحدة العربية ؟ أين نحن وسط الشعوب ؟ بل إلى متى سيظل المبدأ العام قانون القوة واهدار قوة القانون ؟