حوار : محمد شبل
اللواء أركان حرب أحمد وهدان رئيس هيئة عمليات القوات الأسبق ورئيس شعبة عمليات الجيش الثانى الميدانى فى حرب أكتوبر وابن سلاح المدرعات.
حيث حاورت البيان ” وهدان ” وكشف عن أسرار له فى حرب أكتوبر المجيدة والتى كانت شعبته تتولى التخطيط والتنسيق لأعمال القتال الخاص بالجيش الثانى، وتنسيق أعمال القتال بينهم وبين عناصر الجيش الثالث الميدانى، والجيش الأول الذى يمثل القوات المسلحة السورية، التى خاضت الحرب فى ذات التوقيت .
حرب أكتوبر من وجهه نظرك تستحق هذا الإحتفال الدى قمنا به فى الأونه الأخيرة ؟
الحقيقة كنا بنتذكر حرب أكتوبر المجيدة ومعها نتذكر القادة والزملاء والجنود الذين استشهدوا فى سبيل تحرير الوطن وتحقيق الكرامة للشعب المصرى . ماهى مرحلة الإعداد لهذه الحرب بصفتك كنت فى هيئة العمليات .
والإعداد لهذه الحرب كان هناك تركيز على إعادة بناء المقاتل المصرى من ناحية التدريب والتجهيز المعنوى للمقاتل واعداد مسرح العمليات من ناحية التجهييز الهندسى والطرق وخلافه، فى هذه المرحلة لا يفوتنى إستفادتنا من طاقة الشباب المصرى بتجنيد المؤلات العليا سنة 68.
حيث كانت أول مرة يتم تجنيد المؤلات العليا بالجيش, ولقد أحدث ذلك نقلة نوعية لدى المقاتل المصرى من ناحية الثقيف والناحية العلمية والوطنية وكانت روح عالية جدا لدرجة إن البعض منهم ، بعد انتهاء مدة خدمته كان يرفض أن يترك القوات المسلحة ويريد البقاء بها وحدث ذلك كثيراً ، وأنا أطرح هذه النقطة لكى أدلل على أن الشباب المصرىطول عمره بخير فى جميع الأوقات والأحوال, ولو عنا الى الخلف سوف نج أن من قام بثورة 19 هم الشباب والتلاميذ وطلبة الجامعات.
ما هو سلاحكم فى القوات المسلحة آنذاك ؟
أنا سلاح مدرعات وفى مرحلة الإعداد رجعت من الجبهة وتولينا إعداد أطقم الدبابات والمدرعات حتى داخل مدرسة المدرعات اللى كانت معنية بإعداد المدرعات ولكن لحساسية الموقف قمنا بإعداد الجنود كأطقم متكاملة لكى نمد بيها التشكيلات،وفى ذلك الوقت كنت برتبة نقيب ثم بعد ذلك توليت كتيبة دبابات فى الجيش التانى الميدانى وبعد أن حصلت على ماجستير العلوم العسكرية أركان حرب تم ترقيتى لرتبة مقدم وعملت فى شعبة عمليات الجيش الثانى حتى قيام حرب 73 وتابعنا وحضرنا انتصارات القوات المسلحة .
ما هو دور حضرتك فى مرحلة الإعداد للحرب وكيفية ادارة الحرب مع تعدد الأسلحة ؟
أنا كنت معنى بتدريب قوات ( درع مصر ) اللى كنا فيها بنعد الأطقم ونمد التشكيلات بها, أما عن إدارة الحرب مع وجود قوات مختلفة التسليح فالجميع يعمل طبقا لمنظومة واحدة، بمعنى أن الدبابات ما بتشتغلش لوحدها ولا المدفعية لوحدها ولا الطيران لوحده الجميع يعمل بخطة جماعية واحدة لكى يتم تحقيق الهدف المطلوب, علشان كده بنسمى هذا الكلام معركة الأسلحة المشتركة ، حيث تعمل كافة العناصر سوياً جنباً الى جنب كلُ فى موقعه لتنفيذ المعركة.
ماذا حدث يوم 5 أكتوبر وما أهم الأحداث به ؟
يوم 5 أكتوبر استلمنا التوقيت الحقيقى لبدء الحرب وأبلغتنا القيادة العامة للجيوش والمناطق قبلها بيوم حتى داخل الجيش كنا عدد محدود اللى يعلم بميعاد الحرب وكنت من القلائل فى القوات المسلحة الذين علموا بتوقيت الحرب قبلها بيوم كامل ثم قمت بتحولت الأرقام الكودية الى توقيتات حقيقية, وتم تبليعنا بيها تحديدا ظهر يوم 5 وتبع تحويلها تباعا للفرق واللواءات والعناصر كلُ فى توقيت، بمعنى الفرقة اتبلغت قبلها ب 12 ساعة والفرقة بلغت اللواء قبلها بست ساعات واللواء بلغ الكتائب قبلها بأربع ساعات فى إيطار الخداع والحفاظ على سرية العمليات العسكرية وعدم كشف العدو تحركاتنا مبكراً، وكانت آخر نقاط تم تبليغها هى السرايا.
من هم القادة كان معاك فى هذا التوقيت ؟
الفريق سعد مأمون ورئيس الأركان اللواء تيسير العقاد ثم كان رئيس شعبة العمليات قائد من القادة العظماء صاحب فكر راقى جدا اللواء أركان حرب فاروق سالم ثم بعد انتهاء الحرب مباشرة تولى قيادة الجيش الفريق فؤاد عزيز كان من القادة العظماء وكان قائد الفرقة 18 أثناء العمليات .
وفى نهايه حديثك تود أن تلقى كلمه مختصرة للشعب المصرى ؟
طبعاً أود … الشعب المصرى شعب بطولات وانتصارات ودائما يكافح فى المجد ، فلابد ان نحترم كلا ممن شاركوا فى حرب اكتوبر ونقدرهم ، وان نرعى وطننا لاننا دفعنا دمائنا من أجل نصرته ، ويستحق منا الكثير .
التعليقات
كلام مضبوط – كان اخطر شئ هو معرفة العدو توقيت الهجوم وخاصة انهو للمرة الاولى التى سيقوم فيها المصرييون ببدء الهجوم لان ده مهناه ان العدو سيقوم بضربه استباقيه تعرف باجهاض الهجوم يضيع فيها اكثر من 25 % من القوات المهاجمه – والثعلب انور السادات استطاع خداع اليهود بان استغل المخابرات البريطانيه بواسطة جاسوس مزدوج بموعد الهجوم مع اول ضوء يعنى 5 صباحا – وطبعا كل الاستطلاعات اكدت بعدم حدوث اى نشاط لقواتنا وطبعا العدو وثق فى معلوماته الاستخباريه واستفاد انور من اطمئنان العدو ودخوله فى استرخاء البلاغ الكاذب فحققت قواتنا عنصر المفاجأة مما اتاح لها تحقيق المهمة الاولى بنجاح بعد ان دكت المدفعيه تحصيناته فى تمهيد نيرانى غير مسبوق – كم انتى عظيمه يا حرب السادس من اكتوبر 1973