Site icon جريدة البيان

القومى للعمال والفلاحين : كوارث بيئية وصحية نتيجة الزراعة بمياه الصرف فى عدة محافظات

كتب / إبراهيم فايد

اكد “محمد هندى” مؤسس المجلس القومى للعمال والفلاحين على كارثة بيئية وصحية تسبب الفشل الكلوى والكبدى الوبائى وسرطان الرئة وتليف الكبد وأمراض القلب وتشوه الأجنة والإجهاض المتكرر للحوامل كارثة صحية وبيئية كاملة الأركان تلقى بظلالها على ملايين المواطنين وتزيد من معاناتهم من جراء تناول الخضراوات والفاكهة والمزروعات المروية بمياه الصرف الصحى والصناعى غير المعالج فى عدة محافظات، دون أدنى رقابة حكومية من الجهات المسئولة، وكل يوم تتجه مئات العربات محملة بالخضراوات والفاكهة الطازجة متجهة للأسواق وتتسبب دون أدنى علم من المشتريين فى تزايد الأمراض المزمنة التى أصبحت معلم من معالم مصر ومنها، الفشل الكلوى والكبدى الوبائى وسرطان الرئة وتليف الكبد وأمراض القلب. واشار هندى فقد انتشرت كالوباء زراعة الخضراوات والفواكه ومحاصيل الغذاء بهذه الطريقة، كالخيار والطماطم والبقدونس والجرجير والخس والبامية الخضراء والكرنب والباذنجان الفلاحى والفول البلدى والخوخ والعنب والمانجو والأرز والقمح، والتى يقبل عليها الزبائن الذين يتشوقون إلى كل ما يحمل الطابع الفلاحى ليضمنوا مذاقه الشهى وخلوه من الهرمونات المسببة للعديد من الأمراض المزمنة وتكشف التقارير الصادرة عن المجلس القومى للعمال والفلاحين أن الشرقية تأتى فى مقدمة هذه المحافظات وأن هذه الظاهرة بدأت منذ 30 عاما إلا أنها استفحلت بشدة فى السنوات الأخير كما أن هناك إصابة 100 ألف مواطن مصرى بالسرطان سنويًا بخلاف الأمراض الأخرى ومن الأسباب الرئيسية للإصابة بهذه الأورام السرطانية استخدام مياه الصرف الصحى غير المعالج فى عملية الرى 40% من الخضروات والفاكهة التى يتناولها المصريون مسممة ببعض العناصر التى تحتويها هذه المياه وهو مايمثل تهديدًا واضحًا لصحة المواطنين الأمر الذى يتطلب ضرورة تكاتف كافة الجهات والمؤسسات الحكومية والمواطنين معا لمواجهة تلك الكارثة المحدقة التى تفتك بالمصريين المجلس القومى للعمال والفلاحين” رصد هذه الكارثة وأسباب اعتماد الفلاحين على هذه المياه والأخطار التى تسببها تلك المحاصيل التى يتم ريها من المصارف والترع المتفرعة منها ويطلق عليها ترع الدمار الشامل الفلاحين يضطرون إلى استخدام مياه الصرف الصحى والزراعى الملوثة غير المعالجة والتى تحتوى على الكثير من المنظفات الكيماوية، فى رى زراعاتهم بعد أن أصبح وصول مياه رى غير ملوثة الى اراضيهم ضربا من الخيال، مما يتسبب فى تلف خصوبة الأرض وجعلها غير صالحة للزراعة وضعف إنتاجها، أمام مرأى ومسمع المسؤولين فبعض المناطق بالشرقية لابديل لها عن ذلك مثل قرى مركز بلبيس وبعض قرى مراكز ههيا وابوكبير والحسينية وكفر صقر وأولاد صقر وقرى العزيزية والصنافين وميت سهيل وميت بشار وعزبة الباشا وكفر الشاعورة ومرعى وكفرشلشلمون وسنهوا وسنهوت وبنى هلال والبلاشون وغيرها من قرى مركز منيا القمح وقرى بردين وفرسيس وصان الحجر والزنكلون وعزبه طحيمر بمركز الزقازيق وقرى القطايع وإكوه وصفط زريق وتل القاضى وفرغان بمركز ديرب نجم. وأوضح هندى أن جفاف الترع وعدم وصول المياه إليها فى معظم شهور السنة يجبر الفلاحين على الرى من المصارف والرشاشيح والترع المتفرعة منها والتى يطلق عليها ترع الدمار الشامل واللجو لتركيب ماكينات الرى مقابل 60 جنيها للساعة نتيجة لأزمات السولار المتتالية ويتهمون مديرية الرى بالشرقية بالتراخى وتراجع المسؤلون بها عن تطهير الترع وفتح البوابات لوصول مياه الرى للترع انه لابديل لمياه مصرف بحر البقر، شريان الحياة الرئيسى لهذه الاراضي، رغم أنه يعد الأخطر دوليا ومحليا طبقا لتصنيف مركز البحوث بالشرقية, والأبحاث التى جرت من الاتحاد الأوروبى والصحة، فالترع تتعرض لجفاف تام وتحول كثير منها إلى مقالب قمامة ومصدر جديد من مصادر التلوث البيئي، وهو ما يعد جريمة حيث تتعرض الاراضى الزراعية للتصحر والفناء. وقد ابتكر الفلاحون طرقا جديدة لتوصيل مياه المصارف للترع الجافة ثم نقلها مرة أخرى للاراضى الزراعية مما يعرض المحاصيل للتلوث واصبح الفلاح يبحث عن مهن بديلة فى ظل تضاعف تكلفة الزراعة ويأكل الشعب المصرى من هذة الخضروات لعدم وجود بديل رغم انها تشكل خطورة بالغة على الشعب المصرى لتلوثها ومازالت الأزمة قائمة ان برك الاكسدة الخاصة بالصرف الصناعى بمصانع مدينة العاشر من رمضان كارثة بيئية بكل المقاييس حيث يقوم الفلاحين باستخدام مياهها فى الزراعة وكذلك تربية الاسماك وسبق ان حذرنا من بخطورة استخدامها فى الزراعة وتربية الاسماك الدولة تحذر من تبوير الأرض الزراعية وهى التى تساعد على تبويرها بترك الفلاح يعانى من جفاف المياه ولا يوجد الآن سوى المجارى لرى المحاصيل بدلا من موتها. ونحن بالطبع نعرف أخطار الرى بمياه (الرشاح) وماقد تجلبه من أمراض كالفشل الكلوى والسرطان وغيرهما، وحرق المحاصيل فى أحيان كثيرة، لكن الفلاحين مضطرون لذلك، خاصة أن أكثرهم يقبل على زراعة الأرز التى تستهلك كميات كبيرة من المياه، وأخذنا وعودا كثيرة من مديرية الرى بتوفير المياه الصالحة ولم ينفذ منها أى شىء. منذ أن تعرضت ترع الدلالة والجانبية وبشمس إلى الجفاف وبارت وهلكت عشرات الأفدنة الخصبة ولم يعد لهم مفر من استخدام مياه مصرف بحر البقر الملوث والممتلئ عن آخره بورد النيل والطحالب التى تختبئ بداخلها ديدان البلهارسيا المميتة والسموم الأخري. واوضح هندى ان أكثر من 5 آلاف فدان بصان الحجر تم تبويرها نتيجة عدم توافر مياه الرى رغم التزام جميع المزارعين بالدورة الزراعية التى تحددها لهم الجمعيات الزراعية. وأكد ان الدورة التى يتعاملون من خلالها تتاخر كثيرًا وهو ما يدفعهم للجوء الى استخدام مياه مصرف ابوالاخضر القريب من اراضيهم، لإنتاج المحصول الذى يعينهم على مواجهة الحياه بشق الانفس. لافتا الى ان من اسباب هذه المشكلة عدم دورية تطهير الترع لفترات تزيد على ستة أشهر، رغم تحصيل القيمة المادية عن عمليات التطهير من الفلاحين كما ان عمليات الصرف التى إتجهت وزارة الزراعة إلى الإعتماد عليها خلال السنوات السابقة، ساعدت كثيرا فى عدم وصول حصص المياه بسبب انسداد شبكتها وعدم تطهيرها أو القيام بعمليات احلال وتجديد لهذه المواسير. أن الرى بمياه الصرف الصحى غير المعالج فى حد ذاته كارثة حقيقية نظرا لما تحتويه من بكتريا وفيروسات وكائنات وحيدة الخلية وبعض الطفيليات والديدان والمواد العضوية السامة خاصة فيما يتعلق بالمحاصيل التى يمكن تناولها دون طهى. ويؤكد على أن نسبة وصول تلك الفيروسات والمواد العضوية للنبات أعلى بكثير من المواد الثقيلة التى تحملها مياه الرى الصحى من كادميوم وزئبق ورصاص وغيرها من المواد الثقيلة حيث تتحول لصورة لا يمكن للنبات أن يمتصها نتيجة لارتفاع درجة قلوية الأراضى المصرية. ويؤكد أن مصرف “بحر البقر” يعد مثالا صارخا على تلوث المصارف ويكبد مصر سنويا مليارات الجنيهات، بجانب تلوث كافة الحاصلات الزراعية والخضروات والفاكهة المنتجة من هذه الأراضى وبالتالى حذر الدول الغربية استيرادها خوفًا على شعوبهم واشار هندى إلى أن تراكم الملوثات المعدنية والعضوية والبيولوجية فى التربة الزراعية أصبح واقعًا تسبب فى دخول تخصصات استصلاح الأراضى الملوثة فى مصر. ولكن أقصى درجات المعالجة فى مصر على مياه الصرف الصحى هى المعالجة الثنائية المتمثلة فى فصل الرواسب والعوالق العضوية فقط دون قتل البكتريا والفيروسات والفطريات أو التخلص من العناصر الثقيلة بها مثل الرصاص والكادميوم والمنجنيز والحديد والنحاس والزئبق بالإضافة إلى السيلينويم والنترات وغيرها من المواد شديدة السمية والقابلة للتراكم فى الخضر والفاكهة مسببة أضرارًا أكيدة لكل من يتناولها أن تناول المنتجات الزراعية والخضروات والفاكهة التى يتم ريها بالمياه الملوثة من الصرف الصحى والصناعى والزراعى لها آثار كارثية سواء كان ذلك على المدى القريب أو البعيد ، وتمثل “موت بطيء” لما تحتويه المياه من مواد كيماوية ومعادن ثقيلة وضارة بالاضافة لملايين الميكروبات والفيروسات السامة والبكتيريا القاتلة والتى تصب جميعها فى جسد المواطنين، حيث تتسبب فى الإصابة بالتسمم على المدى القريب فى حين تتسب الآثار التراكمية لها بالإصابة بالأمراض وبعض الأورام السرطانية، ومنها الفشل الكبدى والفشل الكلوى وسرطان الكبد وسرطان الجهاز الهضمى وأمراض الجهاز الهضمى كالتقلصات المعوية وسوء الهضم، والكثير من الأمراض المعدية مثل ” الأميبا” التى تؤدى إلى الإصابة بإسهال مزمن وذلك يؤثر على الجسم بأكمله وقد أصبحت المستشفيات تعج بالآلاف من مرضاهم وتنفق الدولة المليارات فى علاجهم والتى تهدر هباء رغم معرفة السبب. كما تسبب أمراض أخرى غير المتعارف عليها، منها ظهور العيوب الخلقية للأجنة والإجهاض المتكرر للحوامل فضلا عن أثار مدمرة أيضا على الحيوانات والزراعة والبيئة والتربة. ويوضح هندى أن هناك بعض الأمراض والكيماويات والمبيدات لا يؤثر فيها التسخين أو النار ويظل تأثيرها الخطير على الإنسان موجودا بها وتصيبه بالأمراض الخطيرة، قد يعجزون عن علاجها . كما تنتقل تلك الفيروسات للحوم فى حال تناول الحيوان للنباتات المحملة بالفيروسات، ومن المعروف أن هناك أمراض تنتقل من الحيوان إلى الإنسان مثل حمى الوادى المتصدع وحمى البحر الأبيض وطالب هندى بضرورة إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الصحى والزراعى وإعادة استخدامها فى الزراعات الغير مثمرة “الخشبية” حتى لا تتسبب فى أذى للإنسان أو الحيوان هناك 8 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعى على مستوى الجمهورية يتم إعادة استخدامها دون وجود أى ضرر على المزرعات أو الإنسان أو الحيوان، ولكن الضرر الرئيسى يكون من استخدام مياه الصرف الصحى والصناعى ، والكارثة الكبرى تكمن فى مياه برك الأكسدة بالعاشر من رمضان، وهو ما يجب محاربته بكل الوسائل وزير الزراعة ووزير الرى ووزير الصحة هؤلاء ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية مسئولون مسؤلية كاملة عن الشعب فى مأكلة ومشربة ودوائه وقد تقاعسوا جميعاً عن حماية شراب وطعام وصحة الشعب المصرى افيقوا يرحمكم الله غدا ستسألون عن كل نقطة ماء ملوثة شربناها وكل لقمة خبز مسرطنة طعمناها

Exit mobile version